تشتهرُ مدينة "حماة" بحماماتها الأثرية القديمة، التي كانت تستمد مياهها من نهر "العاصي"، ويعدّ حمام "الدرويشية" من أعرقها وأكبرها، وأكثرها فنية وعبقرية بالبناء، وما يزال يقدم خدماته حتى اللحظة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت الحمام الشهير بتاريخ 5 أيلول 2019، والتقت "عامر الشواف" مدير الحمام ليتحدث عن تاريخه، قائلاً: «يعود تاريخ الحمام إلى ثلاثينيات أو أربعينيات القرن العاشر الهجري، وكان يسمى "الحمام الجديد" في ذلك الوقت، وقد أهداه الأمير "حسن الأعوج" إلى المتسلم التركي الذي خلفه "درويش باشا"، ومن ذلك الوقت عرف بحمام "الدرويشية" نسبة له، تبلغ مساحته حوالي 600 متر مربع، ويتركز بناء الحمام على أربع ركائز فارغة، وهي من عجائب فن البناء، والهندسة».

يعود تاريخ الحمام إلى ثلاثينيات أو أربعينيات القرن العاشر الهجري، وكان يسمى "الحمام الجديد" في ذلك الوقت، وقد أهداه الأمير "حسن الأعوج" إلى المتسلم التركي الذي خلفه "درويش باشا"، ومن ذلك الوقت عرف بحمام "الدرويشية" نسبة له، تبلغ مساحته حوالي 600 متر مربع، ويتركز بناء الحمام على أربع ركائز فارغة، وهي من عجائب فن البناء، والهندسة

ويتابع عن أقسام الحمام: «يتألف الحمام من ثلاثة أقسام: البراني، والجواني، والوسطاني، والقسم البراني واسع يقوم على أربع ساحات صغيرة تسمى (إيوان)، وتحيطه مساطب حجرية لجلوس الزبائن، وترتفع فوقه قبة، في هذا القسم باب يؤدي إلى الوسطاني، كما يوجد فيه مكان مخصص لجلوس قيّم الحمام الذي يستلم الأجرة بعد خروج الزبائن من الحمام، وفي الوسط بركة ماء، والأرضية منقوشة بأشكال هندسية جميلة، أما القسم الوسطاني فيشبه البراني، ولكن أصغر حجماً، كما يحوي أربع مقاصير واسعة ذات سقوف مرتفعة، ومضيئة لأنّ فيها قطع من الزجاج ينفذ النور منها، وفي كل مقصورة جرن كبير، وفي جانب هذا القسم باب يؤدي إلى دهليز ضيق ملتوي يؤدي إلى القسم الجواني، والقسم الجواني يتألف من القسم الحار، وهو واسع تقع حوله ست مقاصير و(أواوين) متعددة تحوي تقريباً 13 جرناً، وفي باحة هذا القسم أرض محدبة تسمى بلاط النار، وهي حارة، والدخان يتصاعد منها».

عامر الشواف

وعن الطقوس والحفلات التي تقام في الحمام، قال: «في مدخل الحمام يكون الاستقبال من قبل المدير بوجه مبتسم، ويقوم بإيصالهم إلى القسم البراني ليستمتعوا بشرب الشاي، وبعدها يعطيهم المئزر الذي هو اللباس التقليدي، ثم يدخلون إلى القسم الجواني مكان الاستحمام، حيث يوجد فيه شخص يسمى (المكيس) مسؤول عن هذا القسم، وهناك المشحط وأجير الأرضية، وهذه مسميات تخصّ مصطلحات الحمام، وكل واحد من هؤلاء له مهمة مع الزبون. بعد الانتهاء من الحمام يخرج للقسم الوسطاني، ويتناول بعض المشروبات، وبعدها للقسم البراني حيث يكون بانتظاره ضيافة الحمام، وعند الوداع يأخذ الزبون أماناته الموجودة في صندوق الأمانات، تقام حفلات الأعراس والحناء للعروس، وكذلك الطهور للأطفال، كانت النساء تأتي بعد الولادة، والانتهاء من النفاس، وهذه ما تزال قائمة حتى الآن».

ويضيف الموثّق "عبد العزيز الشمالي": «منذ صغري ما زلت أذكر طقوس الحمام التي كنت أرافق والدي فيها للتمتع بتلك الطقوس كرحلة استجمام، وحمام "الدرويشية" من الحمامات العريقة التي شهد لها بحسن الخدمة والاستقبال للزبائن، وبسبب قربه من وسط المدينة كان يرتاده الكثيرون وما زالوا، فهو يقع في شارع المرابط بجانب زقاق سوق الصاغة، وظلّ هذا الحمام يعمل حتى أوائل التسعينات من القرن الماضي، ومن ثم أغلق وبقي مهجوراً مدة عشرين عاماً ثمّ فتح من جديد في بداية الألفين».

البهو

يذكر أنّ حمام "الدرويشية" من أعرق الحمامات، ويعود لأكثر من 500 سنة، حيث تمّت إعادةُ ترميمه في شهر تشرين الثاني من عام 2017.

الجرن