صانعٌ للألعاب، تألق لاعباً ومدرباً، مهاراته في السيطرة على الكرة دعت المدرب "جوزيف شهرستان" ليطلق عليه اسم "بيبو" الذي اشتهر به أحد نجوم الكرة المصرية.

عاد إلى مدينته الأم "سلمية" قبل عامين، وهو الذي ولد في "دمشق"، ولعب لأندية عدة وفي مختلف الدرجات.

أعي جيداً صعوبة المهمة، لكن إلى متى تبقى هذه المدينة بلا فريق بحجج واهية؟ أقولها بصراحة، مستوى اللاعبين يؤهلهم ليكونوا من الفرق الستة الأوائل في الدرجة الثانية

مدونة وطن "eSyria" التقت اللاعب "محمود محفوض" بتاريخ 5 أيار 2015، ليتحدث عن تجربته لاعباً، ثم مدرباً في نادي "سلمية"، وعن بدايته في مزاولة كرة القدم قال: «من خلال دوري المدارس لفتت موهبتي أنظار كشافة الأندية، وهذا ما أوصلني لألعب في صفوف أشبال "نادي الجيش"، ومن المدربين الذي لهم الفضل على رفع مستواي الفني المدرب "جوزيف شهرستان" الذي أطلق عليّ لقب "بيبو" الذي اشتهر به نجم الكرة المصرية "محمود الخطيب"، كذلك تدربت على يد "جورج خوري"».

اللاعب "محمود محفوض"

المرحلة الثانية عندما لعب لنادي "قاسيون"، وهنا قال: «انتسابي لـ"قاسيون" حال دون لعبي في "الجيش" لعدم الاستغناء عني، وبعد "حلْ" لعبة الكرة في "نادي قاسيون" لعبت مع نادي "الشرطة المركزي"، وكنت الكابتن وحامل الرقم عشرة كما كنت في "نادي الجيش"، وتدربت على يد "هيثم الشلبي"، و"خالد عيسى"».

في دوري الثانية "المظاليم" كما يحلو أن يقال، لعب "محمود" في صفوف "نادي النضال"، يقول: «دوري الثانية مرحلة لا بد منها للاعب من فئة الشباب، وللمصادفة أن الشرطة المركزي كان قد هبط إلى الثانية والتقينا، وبسبب مستواي اللافت تمت دعوتي من جديد إلى "الشرطة"».

مع نادي الشرطة والرقم "10"

أكثر الأمور التي تصقل اللاعب هي المعسكرات الخارجية: «في عام 2001 التحقت بمعسكر تدريبي في ثلاث دول أوروبية هي: تركيا - بلغاريا - رومانيا، ولا شك أن المعسكر الخارجي لأي فريق يزيد من تجربته، خاصة أننا لعبنا مع أندية محترفة وتلعب في الدوريات الأوروبية».

ولا بد في هذا السياق أن نسأله عن واقع الكرة السورية، وهو الذي كان قد دعي إلى منتخب الشباب، وأبعد عنه بعد المعسكر التدريبي لأسباب يجهلها، حيث يوضح: «كرة القدم اليوم، هي احتراف، وأموال، لا يمكن صناعة منتخب وعقلية الهواية أخذت من تاريخ اللعبة ردحاً طويلاً من الزمن، قديماً كان المنتخب يمتلك نجوماً على مستوى العرب، اليوم لا يوجد، لكن يحدونا الأمل دائماً بقفزة نوعية ننتظرها في مستقبل الأيام».

في أحد المعسكرات الخارجية

وتابع في هذا السياق: «اللاعبون الذين أثبتوا جدارتهم في الخارج كثر، لكن يبقى العمل الجدي في تحقيق وتوفير كل ما يلزم في بناء فريق ينافس على المستوى القاري، ولدينا من المواهب ما يمكّننا من بلوغ هذه المرحلة».

منذ عامين غادر "محمود محفوض" العاصمة عائداً إلى مدينته الأم "سلمية" التاركة حتى لدوريات الدرجة الثالثة، فكان أمامه دوري الأحياء الشعبية، ولاحقاً أصبح مدرباً لفريق "العمال"، وعن تجربته الجديدة بعيداً عن أضواء الأولى، قال: «أعترف أنني وجدت ضالتي في فريق يرفض الخسارة، حماسه، واندفاعه يجعل من كل المباريات التي يخوضها شيقة وممتعة، واستطعت وبجهود المجموعة كاملة أن نقدم فريقاً مغايراً لما روّج عنه، وهو يملك في صفوفه لاعبين متميزين على مستوى المنطقة».

ويؤكد الكابتن "محمود محفوض" أن ما قدمه مع "العمال" كان بوابة التعاقد معه لتولي مهمة تدريب الفريق الأول لـ"نادي سلمية"، وهنا يتحدث عن مستقبل مجهول، ولكنه واثقٌ من تطلعاته: «لي أسلوبي في طريقة بناء مجموعة متآلفة، واستمعت إلى كل الرعيل الأول من اللاعبين والمدربين الذين وضعوني في حقيقة أن من يضع العصي في الدواليب أكثر ممن يمد يد المساعدة، أو الانتظار ريثما يرى شيئاً على أرض الواقع».

ويضيف: «أعي جيداً صعوبة المهمة، لكن إلى متى تبقى هذه المدينة بلا فريق بحجج واهية؟ أقولها بصراحة، مستوى اللاعبين يؤهلهم ليكونوا من الفرق الستة الأوائل في الدرجة الثانية».

ويؤكد الكابتن "محمود" أن إدارة نادي سلمية جادة فعلياً بتقديم كل التسهيلات، وتأمين الدعم المادي لبناء فريق يليق بسمعة مدينة قدمت للعالم أسماء مهمة.

ختام اللقاء كان حول الإصابة، حيث قال: «في مباراة "الشرطة" و"حطين" تعرضت لإصابة في الركبة أبعدتني عن الملاعب، وما أود قوله إن إدارة النادي تخلت عن متابعة علاجي، بل أوقفت راتبي بعد ثلاثة أشهر من الإصابة، ولمدة عام كامل وأنا أعالج ركبتي من جيبي الخاص، هذه الأمور تعبر عن قصور في الفهم الرياضي لدى بعض الإدارات، لهذا كرتنا السورية في تراجع، آمل أن يلقى اللاعب العناية الكافية في حال الإصابة».

صديقة وزميله الكروي "مهران ونوس" تحدث عن بعض صفات "محمود"، قال: «يمتلك "محمود" الحس الكروي الاحترافي، وهو من اللاعبين القلائل الذين يتحكمون بالكرة ومن الصعب أن تأخذ الكرة منه، فرحت كثيراً لدى سماعي أنه أصبح مدرباً لنادي "سلمية"، أعتقد جازماً أنه سيقدم فريقاً متميزاً، ودرجة ثانية لمدينة تعشق الكرة».

الجدير ذكره أن الكابتن "محمود صلاح الدين محفوض" من مواليد 1979.