من وجهة إلى أخرى، انتقل "أحمد سلهب" سيراً على الأقدام ليحقق حلمه بأن يكون رحالاً رياضياً معروفاً، يرفع اسم مدينته، ويكون فخراً لرياضة الجري السورية. فعدّه الكثيرون أنه من الرياضيين المتألقين في هذا النوع من الرياضة الصعبة التي تتطلب الصبر وقوة التحمل.

مدونة وطن "eSyria"، وبتاريخ 3 آذار 2018، التقت العدّاء "أحمد سلهب" ليتحدث عن بداياته مع الرياضة، فقال: «برزت موهبتي الرياضية في سن مبكرة، حيث توجت بطلاً على مستوى محافظة "حماة" في إحدى البطولات المدرسية في رياضة الجري، وأنا في سن الخامسة عشرة، ومنذ ذلك الوقت، وفي كل سنة كنت أكبر فيها، كانت موهبتي تلك تكبر معي فأثبت جدارتي، وأترك بصمة جديدة في إنجاز جديد، وأحطم رقماً قياسياً مرة تلو الأخرى. وفي عام 2007، كانت مشاركتي في ماراثون "دبي الدولي"، وكان مركزي الثالث، كما شاركت في ماراثون "بيروت" عدة مرات، وأهم مركز كان الثالث أيضاً».

هذه الرياضة لا تجد أي دعم من قبل الاتحاد الرياضي، حيث لا يوجد أحد في عائلتي لديه تلك الموهبة، وكان -ومازال- الداعم لي في هذا المجال "فاضل وردة" الذي كان مصمماً على دعم موهبتي التي أملكها بكل الإمكانيات

وعن أنشطته داخل القطر، يقول: «كانت جميعها أنشطة وطنية، ففي الأعوام 2000-2002-2004 زرت ضريح القائد "حافظ الأسد" سيراً على الأقدام من مدينة "السلمية" حتى مدينة "القرداحة"، وهي لفتة صادقة لقناعتي بأن هذا الرجل الكبير هو من أسس "سورية" الحديثة. وفي عام 2006، وصلت حتى "جنوب لبنان" بعد انتصار المقاومة في "حرب تموز" آنذاك، كانت رحلة شاقة وطويلة، لكنها ممتعة وذات رمزية كبيرة. وفي عام 2010، زرت ضريح الشهيد "عماد مغنية" في رحلة وفاء لرجل كبير. وفي عام 2016، زرت "القصر الجمهوري" حاملاً العلم السوري؛ ووقع عليه أكثر من 150 ألف شخص من أبناء مدينة "السلمية"».

إحدى الشهادات التي نالها في مسيرته

ويتابع: «هذه الرياضة لا تجد أي دعم من قبل الاتحاد الرياضي، حيث لا يوجد أحد في عائلتي لديه تلك الموهبة، وكان -ومازال- الداعم لي في هذا المجال "فاضل وردة" الذي كان مصمماً على دعم موهبتي التي أملكها بكل الإمكانيات».

ويتابع عن المسير والمعاناة التي تصادفه بالقول: «قبل الأحداث في "سورية" لم نواجه أي معاناة أو صعوبات، لكن منذ العام 2011، نضطر إلى إيقاف المسير ليلاً، حيث ترافقني فيه سيارة إسعاف، وسيارة شرطة، إضافة إلى الصحافة وقنوات التلفزيون.

تكريمه بعد إنجاز رياضي

بالنسبة للوقت الذي استغرقته في بعض الرحلات، فالمسير إلى "بيروت" أخذ قرابة اليومين، أما بالنسبة للمسير من مدينتي "السلمية" إلى "دمشق"، فأخذ قرابة الثلاثة أيام، وكانت محطات واستراحة بسيطة عند مدير رياضي، أو نادٍ تابع للمنظمة الأم».

يقول "كمال رزوق" صديق عائلة "سلهب": «يطمح "أحمد" منذ الطفولة إلى الوصول نحو القمة، وفي الصف الثامن كان في 13 من العمر عندما حصل على بطولة محافظة "حماة" بمسافة 12 كيلو متراً، إضافة إلى العديد من البطولات التي شارك بها، وبعد ذلك وخلال سنوات قليلة توج بطلاً للماراثون مسافة 41 كيلو متراً.

في واحدة من المحطات الطويلة

سافر إلى عدة دول عربية، وإقليمية، مثل: "لبنان، مصر، الإمارات"، ويعمل الآن كمدرب للأطفال في نادي "السلمية"، حيث يسعى إلى تنشئة فريق من الأطفال كي يشارك في بطولات على مستوى "سورية"».

يقول الحكم الدولي ومدرب كرة الطائرة "صفوان سيفو": «"أحمد سلهب" من الرياضيين الحقيقيين والصادقين، يتمتع بالأخلاق، ويحقق الإنجازات، أقام العديد من المسيرات الدولية والداخلية الصعبة النابعة منه لحب الوطن، وعشقه للرياضة، فالرياضة تعدّ كنزاً بالنسبة له، أتقنها وجعلها سر نجاحه».

يذكر أن العدّاء "أحمد علي سلهب" من مواليد مدينة "السلمية"، عام 1978.