شهدت خشبة المركز الثقافي تظاهرة شعرية تم التعبير من خلالها بولع "الحسكة" بالشعر والشعراء، فقد كرمت المحافظة شاعراً من بلدنا الحبيب، وبالتحديد من "السلمية" عرفاناً بما أثرى به قصيدة التفعيلة، وقد تخلل حفل التكريم كلمات من الترحيب والقراءة بين سطور الشاعر، كما زينت التكريم الشاعرة "فادية غيبور" بقصائد جميلة ختمتها بقصيدة غزلية.

موقع eHasakeh تابع الحفل والتقى الشاعر "فايز خضور" الذي قال: «دائماً تعمل التظاهرة الثقافية على تحريك الجو وشحنه بطاقة فكرية يستطيع المراقب استشرافها من وجه الحضور وتفاعلهم، وهذا ليس بجديد على الشعر فهو ومنذ زمن بعيد كان يزين المجالس، واليوم أنا هنا لأكرم بين أهلي فأنا ابن "السلمية" وأعيش في "دمشق" ولكنني أتوق لمثل هذه اللقاءات، فهذه المحافظة معطاءة بكل ما تحويه الكلمة من معنى، أنا اليوم سعيد بهذا التكريم وسعادتي لا توصف بهذا الجمهور الذي جاء ليسمع الشعر، وأتمنى أن أرى هذه المحافظة بخير دائم كما أتمنى أن أرى براعم الشعراء تنمو فيها».

إن اختيار المهرجان هذا العام للشاعر "فايز خضور" كواحد من أعمدة قصيدة التفعيلة يأتي كريما لما قدمه من إنجازات شعرية مؤثرة، وتجربته الغنية والفريدة التي امتدت على مدى أربعين عاماً، إذ لم يتوقف خلالها الشاعر عن اجتراح الجديد دائماً

الأستاذ "محمد باقي محمد" رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب "بالحسكة" قال عن تكريم الشاعر "فايز خضور": «إن اختيار المهرجان هذا العام للشاعر "فايز خضور" كواحد من أعمدة قصيدة التفعيلة يأتي كريما لما قدمه من إنجازات شعرية مؤثرة، وتجربته الغنية والفريدة التي امتدت على مدى أربعين عاماً، إذ لم يتوقف خلالها الشاعر عن اجتراح الجديد دائماً».

الشاعر فايز خضور

يضيف الأستاذ "محمد": «كان حصاد تجربته أكثر من عشرين ديوانا شعرياً ونثرا فنيا رفيع المستوى نشر قسم منه تحت عنوان "فضاء الوجه الآخر"، حيث استطاع أن يضيف الكثير للشعر من خلال تنوع كتباته، التي بدأت من القصيدة المستقلة البسيطة إلى القصيدة ذات المقاطع السريعة مرورا بالقصيدة الطويلة وصولاً إلى القصيدة الملحمة وأخيرا القصيدة الديوان».

ويختم رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب "بالحسكة" حديثه بالقول: «يعد تكريم شاعرنا اليوم تقديراً لإنجازاته الغنية والتي أظهر من خلالها عمق تجربته الشعرية، التي تبدأ من اختيار العناوين انتقالا إلى اللغة البسيطة والواضحة البعيدة عن الابتذال، ويجد المتتبع لقصائد شاعرنا أنه قد أفرد حيزا كبيرا للمرأة التي تجلت في كتاباته بالزوجة مرة والأم مرة أخرى والمحبوبة مرات كثر، فنراه يطيل البوح والتأسي والحنين والفراق والوفاء ليفعل كما فعل كثير من الشعراء الكبار عندما ربطوا المرأة بالوطن، في الختام هو شاعر جميل مرهف الأحاسيس».

خضور يصافح جورج الياس

الشاعرة "فادية غيبور" نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب في "الحسكة" قالت لنا: «للشعر أصالة وجذور تعيش في وجدان كل من ينطق بالضاد، وهذه التظاهرة الفكرية هي حاجة ملحة فمن الضروري أن تقام في كل المحافظات، ولاسيما تلك التي تقع على مسافات بعيدة من العاصمة وأخص بالذكر المحافظات الشمالية الشرقية، لأنها كانت بعيدة عن الإعلام بينما نلاحظ في السنوات الأخيرة انطلاق هذا المهرجان لتكريم الرواد في الشعر العربي، سواء في قصيدة النثر أو قصيدة التفعيلة، فاليوم أنا أُكرم على شعر النثر وغداً سيُكَّرم أحد كتاب القصيدة العمودية المميز.

يعزز هذا المهرجان حالة التواصل التي تغني حالة الإبداع، فالتعايش بين الشعراء ولو لفترات قليلة تغني تجربة الشاعر وتضيء قصيدته من عدة نواحي، وبهذا تصبح الثقافة لصيقة بكل الشرائح وليست مستعارة أو آنية».

شهادة تقدير لشاعر فايز خضور

وتختم أنا أقرأ في شعر "خضور" خصوصية وتفرداً فقد استطاع أن يمزج بين الماضي والحاضر، مستخدماً الروايات والقصص الدينية كما استخدم الأساطير القديمة في شعره، وقد ركز الشاعر على أساطير المنطقة الشمالية الشرقية مثل "أدونيس" و"عشتار"، وما يميز الشاعر أنه لا يمر على التاريخ مرور الكرام بل يعيشه حتى في أسماء أولاده، كما أرى فيه عاشقاً لوطنه بشكل خاص وللأمة العربية بشكل عام، في النهاية هو شاعر يمتلك اللغة بطريقة مذهلة وله قدرة غريبة في توظيف الكلمات والحروف ليخلق بها عوالم جديدة وغنية».

من الجدير الذكر أن الشاعر "فايز خضور" ابن مدينة "سلمية- "حماة" ولد في "القامشلي" 1942. حاصل على إجازة في الأدب العربي من جامعة دمشق 1966. درّس مدة عام واحد، ثم عمل في الصحافة الثقافية في دمشق، وبيروت. يعمل حالياً في اتحاد الكتاب العرب اعتباراً من 1972 وحتى اليوم، وقد تسلم مهمات أمانة تحرير جريدة الأسبوع الأدبي، والموقف الأدبي حتى الآن. نشر للمرة الأولى في صحف ومجلات فلسطين، ولبنان، وسورية. منذ أواخر 1957. عضو جمعية الشعر- وهو الآن كاتب متقاعد منذ عام 1996.