عُرف بعزفه الفريد على المزمار وأغانيه الفلكلورية، حملها ونقلها الى أبنائه وأحفاده بأمانة، تنقل بين مناطق عدّة لنشر رسالته الفنية، وهو من الذين دوّنوا التراث الفني لمنطقة بأكملها.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 7 تشرين الأول 2017، فتحت صفحة أحد أقدم عازفي المزمار في "الجزيرة السورية" الفنان الراحل "أحمد علانة"، من خلال الباحث التراثي وابن منطقته في "المالكية" "عمر إسماعيل"، حيث قال: «تعلّم العزف من دون معلّم أو مدرّب، وحافظ على التراث والفلكلور من دون أي تحريف أو إضافة تسيء إليه، وهو معروف على مستوى المنطقة بأكملها. وعلى الرغم من وفاته قبل عشر سنوات، إلا أن الشعور بالحنين إلى الماضي، وحب التراث والفلكلور الأصيل يعيد إلى أذهاننا فنّه الخالد، فقد عزف على مزماره الذي يعرف باللغة الكردية "ظرنه"، حيث غنى أجمل وأعذب الأغاني الفلكلورية الكردية، وكأن صدى صوته وصدى صوت مزماره ما زالا مسموعين في أزقة كل حي، ومنقوشين على جدران ذاكرتنا، محافظاً بذلك على رونق الفلكلور وصونه من الضياع.

له بصمة فنية رائعة، لا يمكن نسيانها وتجاهلها، سمعنا وقرأنا عنه الكثير، أخلص للفن الذي قدمه، ووهب نفسه وسنوات عمره الطويلة في خدمة ذلك الفن، كان يتنقل من مكان إلى آخر في سبيل إيصال رسالته الفنية فقط، ولم يكن لديه أي طموح سوى رغبته الكبيرة في تعليم أجيال لاحقة جاءت من بعده لتعليم ما تعلّمه بجهد ذاتي. على الرغم من مفارقته للحياة قبل سنوات عدّة، إلا أننا نعتزّ ونفتخر بأنه قدوتنا في الحفاظ على الفلكلور الذي حافظ عليه بجهد كبير

وصفه عشرات الفنانين بعميد فناني "المالكية" المنطقة التي ينتمي إليها، وهي المشهورة جداً بفنانين كبار. أتقن العزف والغناء قبل أن يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، وانطلق مباشرة إلى إحياء الحفلات والأعراس، متنقلاً بين مناطق كثيرة، ووصل إلى "العراق" و"تركيا"».

الفنان حسن ديركي

يتابع الحديث عن مسيرة الراحل: «على الرغم من سوء الأحوال المادية التي رافقته، إلا أنه حاول ممارسة أعمال أخرى إلى جانب الفن ليعين أسرته، فقد عمل بالتجارة والزراعة والأعمال الحرة، ولم يترك موهبته الفنية يوماً واحداً، سكن في بيت بالإيجار مع عائلة الفنان الكبير "آرام ديكران" في جوّ من الودّ والمحبة بين العائلتين، وفي ظاهرة مثالية ونادرة، وبعد أن هاجر الفنان "آرام" إلى "أرمينيا" بقي "أحمد" وعائلته في ذات البيت، واستقر فيه بمنطقة "المالكية"، علماً أنه لعب دوراً كبيراً في الحفاظ على الفلكلور الكردي بالغناء والعزف، وتأثر كثيراً بالتراث الغنائي الكردي، فسمّى بعض أولاده بأسماء مأخوذة من الغناء الفلكلوري، حيث سمى أحدهم "لافش"؛ وهو أسلوب غناء زجلي قديم، وسمى الآخر "هجار". أمّا أشهر الأغاني التي غناها ولا تزال خالدة، فهما أغنيتا "سينم" و"صوفي إبراهيم"، وهناك أغنية أخرى مشهورة جداً بعنوان "دنياي". ولا بد من الإشارة إلى أن العشرات من أبنائه وأحفاده تعلّموا منه العزف والغناء، والكثيرون منهم باتوا ضمن قائمة الفنانين المشهورين، وآخرون يعزفون على عدد كبير من الآلات الموسيقية».

الفنان "حسن ديركي" ابن منطقة "المالكية"، بيّن رأيه عن قدوته الفنية بالقول: «له بصمة فنية رائعة، لا يمكن نسيانها وتجاهلها، سمعنا وقرأنا عنه الكثير، أخلص للفن الذي قدمه، ووهب نفسه وسنوات عمره الطويلة في خدمة ذلك الفن، كان يتنقل من مكان إلى آخر في سبيل إيصال رسالته الفنية فقط، ولم يكن لديه أي طموح سوى رغبته الكبيرة في تعليم أجيال لاحقة جاءت من بعده لتعليم ما تعلّمه بجهد ذاتي. على الرغم من مفارقته للحياة قبل سنوات عدّة، إلا أننا نعتزّ ونفتخر بأنه قدوتنا في الحفاظ على الفلكلور الذي حافظ عليه بجهد كبير».

يذكر أن الفنان "أحمد علانة" ولد عام 1880، وتوفي عام 1995 في منطقة "المالكية".