يتميّز المغنّي "هوفيك كربو" بإحساسه الجميل في أداء أغاني الجزيرة السورية بكل أطيافها، كما يجيد بجدارة النمط الفراتي مهما كان اللحن صعباً؛ لذلك استضافته مرات عديدة مسارح "دمشق"، وآخرها دار "الأوبرا"، حيث يشتاق إليه متابعوه.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "هوفيك كربو" بتاريخ 29 تشرين الثاني 2018، في دار "الأسد" للثقافة والفنون في "دمشق"، ليتحدث عن بداياته قائلاً: «منذ صغري وأنا أقلّد العديد من المطربين، وخاصة العراقيون، ونمت هذه الموهبة إلى أن أصبحت يافعاً، وبدأت الغناء في المناسبات والجلسات الخاصة، وهنا كان لا بدّ أن أتعلّم علم المقامات والعزف على آلة وترية أستطيع من خلالها الغناء بمرافقة الموسيقا التي أحبها، وهي آلة "العود"، فانتسبت إلى معهد الفنان "جوزيف صومي" في "القامشلي"؛ وتعلّمت ما كنت أربو إليه. وبما أن التراث الغنائي في "الجزيرة" السورية يؤدى بآلات موسيقية ذات خصوصية، تعلّمت العزف على آلة "الجمبش" الأقرب تقنياً من "العود"».

"هوفيك" فنان متكامل، غناءً وعزفاً وحضوراً، من خلال هذه المواهب استطاع بمهرجان "قوس قزح" أن يقدم ويؤدي الغناء السرياني وحده على مسرح "دمّر" الثقافي بأسلوب لائق وممتع وأصيل

"هوفيك كربو" لديه اهتمام كبير بتراث "الجزيرة" التي تتميز بألوانها الغنائية المتنوعة، وعادة يغني في حفلاته جميع هذه الألوان، وهنا يقول: «إضافة إلى لغتي الأم الأرمنية، أحاول بوجه دائم أن أضيء على كل الألوان الجزراوية، منها: الكردية والعربية والسريانية والآشورية والمردلي، لكونها جزءاً لا يتجزأ من الثقافة السورية، وهذا لا يعني أنني لم أخضْ تجربة الغناء السوري بوجه عام، بل أغني اللون الفراتي جيداً، وكذلك الأمر في الطرب الحلبي والتراث الساحلي. وهكذا يجب على كل فنان أن يهتم بالتراث، كي نعيد الهوية الغنائية السورية إلى مكانها الحقيقي، وهذا يتطلب أيضاً الاهتمام من المعنيين وإقامة حفلات ومهرجانات دورية، ليبقى الغناء السوري راسخاً في أذهان وذاكرة الأجيال المتعاقبة».

مع فرقة التراث السوري للموسيقا

"ريبر وحيد"، موسيقي وملحن، قال: «"هوفيك كربو"، من الأصوات الجميلة التي تغني كل الألوان، يملك خصوصية وأداؤه رائع، وخاصة في اللهجة الفراتية، ويغني الألوان السورية بوجه عام، ولديه حسّ طبيعي غير مصطنع، كما يملك قوة في الصوت، ومتمكن من أداء المقامات. بالمختصر، هو فنان شامل».

"غادة عمر"، مغنيّة، قالت عنه: «"هوفيك" فنان متكامل، غناءً وعزفاً وحضوراً، من خلال هذه المواهب استطاع بمهرجان "قوس قزح" أن يقدم ويؤدي الغناء السرياني وحده على مسرح "دمّر" الثقافي بأسلوب لائق وممتع وأصيل».

مع فرقة بارامايا السريانية

"عبد عيسى"، باحث، ومتابع لتجربة "كربو"، قال: «ننتظره كل عام في "دمشق" ليأتي ويقدم لنا الأغاني الأرمنية والسريانية والمردلية، هذا الفن السوري العريق، حيث يملك "هوفيك" صوتاً عذباً، يشبه صوت الفنان الراحل "جان كارات"، الذي اشتهر بالغناء "المردلي". لديه حضور مميز وقوي على المسرح، وأتمنى أن يعمل على أغانٍ خاصة به لترك بصمة، وطريق يمشي عليه من يأتي بعده، كما أنه حقاً يقدم التراث الغنائي السوري بأسلوب جميل وأمانة، وهذه رسالة مقدسة مطلوبة من كل فنان سوري».

يشار إلى أن "هوفيك كربو" من مواليد "القامشلي" عام 1985، أقام العديد من الحفلات في محافظة "الحسكة"، كما شارك في العديد من المهرجانات، منها مهرجان "قوس قزح"، وأيام التراث السوري بمجمع "دمّر" الثقافي، كما شارك كمغنٍّ منفرد مع فرقتي "ميغري" للتراث الأرمني، و"بارمايا" للتراث السرياني.

ريبر وحيد