استطاع أن يثبت وجوده بالعمل ليصبح مصنفاً ضمن رجال الأعمال على مستوى العالم ولم يتجاوز الـ28 من عمره، برهن أنه بالإصرار والمتابعة يتحقق النجاح، ترك الرهبنة وسعى للعمل، وأكد أن الغربة لا تلغي الانتماء إلى الوطن.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 أيلول 2015، رجل الأعمال "ميشيل عيسى"؛ الذي تحدث عن مسيرة حياته، ويقول: «ولدت في "السويد" ولم آتي إلى "سورية" حتى سن 15، درست في دير "مار أفرام" في "صيدنايا" 4 سنوات، وهناك تعلمت العربية والسريانية جيداً، وكان حلمي أن أصبح راهباً وأرتدي الثوب الأسود الذي يدل على الترفه عما هو بالدنيا، وأهب حياتي لخدمة الآخرين، وكان أخي قبلي راهباً لكنه نصحني بالابتعاد عن الرهبنة، لأن حياة الراهب مقيدة وتحكمها قوانين، لذلك قررت السفر إلى "إنكلترا"، فدرست اللاهوت بالأديان الثلاثة.

يعدّ نموذجاً للشاب السوري الذي مع اغترابه لم ينسَ بلده وأبناءه، وسعى بكل ما يستطيع لمساعدة الشباب في رسم مستقبلهم من خلال دعمهم مادياً ومعنوياً وهو يقوم أيضاً بتقديم الدعم لعدد من الأسر، وأراه شاباً طموحاً يملك الثقة بالنفس بعيداً عن التعقيد، وودوداً ويحب مساعدة الآخرين

في البداية لم أكن أملك المال أو الخبرة، وبدأت أبحث عن عمل ابتداءً من عامل تنظيف ونادل في مطعم ولم يقبل أحد توظيفي، وشعرت بأنني فاشل، وعمل أخي على تحفيزي ودفعني للاستفادة من علاقاتي الاجتماعية، فقد كان لدي علاقات مع مؤسسات خيرية في "السويد" التي كانت كل صيف تقوم بنادٍ ترفيهي وتستقطب العديد من الأشخاص، أعجبتني الفكرة ومنها انطلقت حيث كان لدينا منزل صيفي قمت بدعوة أكثر من مؤسسة خيرية إليه، وقمت بعدة مراسلات على الإنترنت، ووصل عدد الأشخاص الذين قدموا إلى النادي الصيفي الخاص بي إلى 300 شخص، ثم فكرت أن أطور مشروعي فقام والدي ببيع محله الصغير الذي كان يعمل به على تصليح الدراجات الهوائية وإعطائي المبلغ لتطوير العمل».

ميشيل يتسلم شهادة تقدير

ويتابع: «خلال 6 أشهر كبر عملي وتوسعت علاقاتي في الدول العربية والأجنبية، وأصبح لدي نادٍ صيفي خاص بالشركات الكبيرة، ثم أصبحت أملك عدة شركات، وأعمل من خلال واحدة منها على مساعدة الشباب في تحقيق حلمهم أن يكونوا رجال أعمال، وكمثال اقترح شاب فكرة وضع إعلان على دراجة هوائية بقياس محدد والقيام بالتجول في المدينة للترويج لهذا الإعلان بدلاً من وضعه بالتلفاز لأن التكلفة عالية جداً، ونجحت الفكرة وأصبحت مصدر رزق 14 شاباً والمردود المالي جيد جداً، وأيضاً من ضمنها الشركة التي كان والدي يشتري منها قطع الدرجات، وأصبحنا نصنع الدراجات ونبيعها، وحينها حصلت على جائزة من ملك "السويد" كأفضل رجل أعمال، وكل 3 أشهر يجتمع بي الملك للاطلاع على أعمالي».

ويضيف "عيسى": «بعد مدة من الزمن أصبح لدي مؤسسات خيرية ضمن 12 دولة تقوم على مساعدة المحتاجين، وكل شهر أقوم برحلة خيرية ضمن دول العالم، وقمت ببناء مستشفى في "بنغلادش" وفندق في "السويد"، كما أساعد النساء في "الهند" ليصبحن سيدات أعمال ناجحات بدلاً من إعطائهن المال على مبدأ: (لا تعطي السمك، ساعد في اصطياده).

غسان يوسف

وفي الأزمة الحالية التي تمر بها "سورية" شعرت بأنني يجب أن أكون مساهماً بما يفيد بلادي، فأصبحت أقوم بمساعدة الأسر المتضررة وتقديم كل ما يلزم لهم من دعم مادي ومعنوي، وقد وصل حالياً عدد الأسر التي أساعدها إلى 120 أسرة، وأعمل على زيادة المساعدات وتوسيعها لتشمل كل المحافظات، وفي النهاية شعرت بوجودي من خلال مساعدة أبناء بلدي، وأنه بالإرادة والتصميم يصل الإنسان إلى هدفه.

أقول للشاب الذي لديه إرادة: يجب أن لا تعدّ نفسك فاشلاً وأن تسعى وتعمل وتجد من يرشدك إلى الطريق الصحيح، وإن العلاقات الاجتماعية أساس العمل الناجح، وأن لا تفرق بين الأديان وليكن شعارك: "كلنا واحد"».

وفي لقاء مع الإعلامي "غسان يوسف" أحد أصدقاء "ميشيل" يقول: «يعدّ نموذجاً للشاب السوري الذي مع اغترابه لم ينسَ بلده وأبناءه، وسعى بكل ما يستطيع لمساعدة الشباب في رسم مستقبلهم من خلال دعمهم مادياً ومعنوياً وهو يقوم أيضاً بتقديم الدعم لعدد من الأسر، وأراه شاباً طموحاً يملك الثقة بالنفس بعيداً عن التعقيد، وودوداً ويحب مساعدة الآخرين».

تنتمي أسرة "ميشيل عيسى" إلى منطقة "المالكية" في "القامشلي"، وقد شارك بمحاضرات في الدول العربية والأجنبية، وله عدد من الكتب منها: "الراهب الذي أصبح رجل أعمال".