يعدّ المعمل الأول من نوعه في ربوع "الجزيرة السورية"، وقد حقق العشرات من فرص العمل لأسر الأيتام والشهداء، إلى جانب نشر رسالة بيئية مهمّة، والحدّ من التلوث البيئي.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 10 نيسان 2018، زارت معمل تدوير البلاستيك، الذي تنفذه "جمعية الرحمة" بالتعاون مع برنامج "الأمم المتحدة" الإنمائي، حيث حقق أهدافاً كثيرة ونتائج مهمّة، أبرزها أن اليد العاملة كانت بأمس الحاجة إلى ذلك العمل، ومنهم المستفيدة "منى شيخموس الحسن" التي تحدّثت عن فرحتها بهذا المشروع، الذي تجني منه مصروف أطفالها الأيتام الخمسة، وأضافت: «وصلت من مدينة "الرقة" قبل عدّة سنوات، لا أملك أي شيء، وفوق ذلك معيلة لخمسة أطفال، وبيتي بالآجار، سمعتُ بأن المشروع يقوم بتعيين الوافدات والمعيلات للأيتام، فكانت فرصتي بالعمل، وتأمين أجر معقول، وخلق حالة اجتماعية جديدة، فهناك تنوع بين العاملات من مختلف مناطق المحافظة، والأهم أننا ننجز عملاً غير مسبوق، حيث نقوم بتنظيف المدينة التي نعيش فيها، ونسعى لتكون جميلة، فقد أثبتت المرأة السورية أنها تؤدي نجاحاً في مختلف ميادين العمل، ومن ذلك، عملها المتميز في هذه المنشأة».

لقد استهدفنا معيلات الأيتام، ولدينا ضمن المعمل من ذوي الشهداء والإعاقة، وقد تم منحهم ثقة كبيرة. وبهذا المشروع تم التخلص من نفايات كثيرة كانت منتشرة في الشوارع والأحياء. عمر المشروع بين الجمعية والمنظمة كان ستة أشهر، انتهت تلك المرحلة، والآن الجمعية تتحمل على عاتقها استمرار العمل، للحفاظ على الأهداف التي تحققت. يعد المشروع الأول من نوعه على مستوى المحافظة، وصنف كذلك من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل

أمّا مدير المشروع "صالح العاكوب"، فبيّن تفاصيل العمل بالقول: «وفرنا فرص عمل لأكثر من 140 شخصاً، ومن بينهم 80 امرأة؛ هنّ الأحق بتلك الفرص. هناك عدة مراحل للعمل، تبدأ بجمع البلاستيك، ثم الفرز، والطحن، بعدها مرحلة الغسيل، والتجفيف، ثم مرحلة تجديد تلك المواد البلاستيكية. وقد تمّ تأمين كل ما يلزم من مواد ومعدات للمراحل التي ذكرت، حيث حقق المشروع عدّة أهداف، منها: الحد من التلوث البيئي، من خلال إعادة عمليات التدوير للمواد البلاستيكية، وتعليم العمال العمل بطرائق مهنية واحترافية، حتى تكون مهنة مستقبلية لدى العامل.

أثناء العمل

كان العمل اليومي منظّماً بدقة وبنظام مؤسساتي، حيث تم تخصيص الدوام على "ورديتين"؛ (صباحية، ومسائية)، لكسب أكبر قدر من العمال، وزيادة الإنتاج».

أمور أخرى تخص العمل اليومي، فصّلها "العاكوب" قائلاً: «إلى جانب وضع آلية للمنافسة في السوق، وانطلاقاً من السعر المنخفض، نقوم بالتركيز على الجودة في جميع مراحل العمل، إضافة إلى ضبط الهدر وتخفيض تكلفة الإنتاج، من أجل ذلك الهدف تم فرز 45 عاملة للفرز مع المشرفين، لتحقيق عدة غايات، منها تدريب العاملات على الفرز، وزيادة الخبرة، وتأمين المواد الأولية المطلوبة، وتمّ إنتاج أطنان كثيرة في المدة الماضية، فقد تمّ بيع عدّة أطنان من مطحون السلة، وبيع عدّة أطنان من مطحون النفخ، إلى جانب بيع أطنان من تجديد الحبيبات؛ هذه الأرقام مثالية لعمل لم يتجاوز عمره ستة أشهر، وهي إشارة إلى جهد مثالي لنسوة بارعات في عمل جديد يضاف إلى مدينتنا».

جانب من المعمل

المشرف على العمل "خالد العزو"، تحدّث عن تفاصيل أخرى تخص العمل في معمل تدوير البلاستيك، بالقول: «لقد استهدفنا معيلات الأيتام، ولدينا ضمن المعمل من ذوي الشهداء والإعاقة، وقد تم منحهم ثقة كبيرة. وبهذا المشروع تم التخلص من نفايات كثيرة كانت منتشرة في الشوارع والأحياء. عمر المشروع بين الجمعية والمنظمة كان ستة أشهر، انتهت تلك المرحلة، والآن الجمعية تتحمل على عاتقها استمرار العمل، للحفاظ على الأهداف التي تحققت. يعد المشروع الأول من نوعه على مستوى المحافظة، وصنف كذلك من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل».

صالح العاكوب