هو شيخ شيوخ القراء وعمدة أهل الأداء، صاحب المؤلفات والتصانيف التي لم يسبقه أحد بها ولم ينسج على منوالها. بلغ الذروة في علوم التجويد وفنون القراءات حتى صار فيها الإمام الذي لا يدرك شأوه ولا يشق غباره ابن الجزيرة السورية "محمد بن محمد بن يوسف" والملقب بـ"ابن الجزري".

مدونة وطن "eSyria" ومن خلال رصدها لشخصيات كان لها الأثر الواضح في العلم والمعرفة، وبتاريخ 16 أيلول 2017، التقت "عبد الرحمن طارق السيد" معاون مدير الثقافة، ورئيس المركز الثقافي بـ"الحسكة"، ليحدثنا عن "ابن الجزري"، فقال: «هو "محمد بن محمد بن محمد بن يوسف الجزري العمري الدمشقي"، تعود أصوله إلى جزيرة "ابن عمر" السورية الواقعة على ضفاف نهر "دجلة"، التي تقع الآن ضمن الأراضي التركية، لكنه من مواليد حي "القصاعين" في "دمشق" عام 751 للهجرة 1350 ميلادي. نشأ في "دمشق" وفيها حفظ القرآن الكريم، اتجهت نفسه إلى علوم القراءات فتلقاها عن جهابذة عصره وأساطين وقته، من علماء "الشام" و"مصر" و"الحجاز". لم يكن "ابن الجزري" عالماً في التجويد والقراءات فحسب، بل كان عالماً في شتى العلوم من تفسير وحديث وفقه وأصول وتوحيد وبلاغة ونحو وصرف ولغة وغيرها، جلس للإقراء تحت قبة النسر بالجامع الأموي للتعليم والإقراء سنين عديدة، وولي مشيخة الإقراء الكبرى بتربة "أم الصالح" بعد وفاة شيخه "أبي محمد عبد الوهاب السلار"، وولي قضاء "دمشق" عام 793هـ، وكذا ولي القضاء بـ"شيراز"، وبنى بكل منهما للقراء مدرسة ونشر علماً جماً، سماهما "دار القرآن". ولي مشيخة الإقراء في "العادلية"، ثم مشيخة "دار الحديث الأشرفيَّة"، وولي مشيخة الصلاحية في "بيت المقدس".

رحل "ابن الجزري" رحلات علمية ثلاث، وكلها كانت إلى "مصر"، الرحلة الأولى كانت عام 769 هجري درس خلالها علة كبار شيوخ القراء في "مصر"، والرحلة الثانية عام 771 هجري أكمل فيها ما بدأه، لكنه أضاف إلى دراسته الحديث والفقه، الرحلة الثالثة كانت إلى "الإسكندرية"، وكانت عام 778 هجري درس فيها القراءات والأصول والمعاني والبيان. تعرّض "ابن الجزري" إلى متاعب وصعوبات، وكان الذي ينقذه علمه؛ فقد نهبت أملاكه في "مصر" نتيجة الحظوة التي كان يتمتع بها عند الحاكم، فكثر حساده وانتقموا منه، فهرب إلى بلاد الروم وبقي في مدينة "برصة" وأقام فيها، وأجزل عليه الحاكم العطاء لمكانته العلمية، ثم تعرض للأسر على يد المغول، لكن "تيمور لنك" عفا عنه أيضاً لما علم بأنه عالم جليل، لم يعد ابن "الجزري" إلى "دمشق" إلا بعد ثلاثين سنة من الاغتراب، لكنه لم يمكث فيها، فعاد إلى "شيراز" التي توفي ودفن فيها، يبقى "ابن الجزري "عالماً جليلاً وقديراً في مجال تخصصه لا يضاهيه أحد أبداً

كان غزير الإنتاج في ميدان التأليف في أكثر من علم من العلوم الإسلامية، وإن كان علم القراءات هو العلم الذي اشتهر به، وغلب عليه. ويعكس تنوع موضوعات مؤلفاته تنوع عناصر ثقافته، إلى جانب كتب القراءات وعلوم القرآن، كتباً في الحديث ومصطلحه، والفقه وأصوله، والتأريخ والمناقب، وعلوم العربية، وغير ذلك؛ فقد تجاوز عدد مصنفاته التسعين كتاباً، ومن أهم مؤلفاته: "تحبير التيسير في القراءات العشر"، "تقريب النشر في القراءات العشر"، و"التمهيد في علم التجويد". وفي الحديث له مؤلفات من أهمها: "البداية في علوم الرواية"، و"تذكرة العلماء في أصول الحديث". أما في التاريخ والمناقب، فله: "تاريخ ابن الجزري"، "غاية النهاية في أسماء رجال القراءات"، و"فضائل القرآن".

عبد الرحمن السيد

توفي "ابن الجزري" في "شيراز" سنة 883 للهجرة».

ويؤكد الباحث "إبراهيم عواد خلف": «رحل "ابن الجزري" رحلات علمية ثلاث، وكلها كانت إلى "مصر"، الرحلة الأولى كانت عام 769 هجري درس خلالها علة كبار شيوخ القراء في "مصر"، والرحلة الثانية عام 771 هجري أكمل فيها ما بدأه، لكنه أضاف إلى دراسته الحديث والفقه، الرحلة الثالثة كانت إلى "الإسكندرية"، وكانت عام 778 هجري درس فيها القراءات والأصول والمعاني والبيان. تعرّض "ابن الجزري" إلى متاعب وصعوبات، وكان الذي ينقذه علمه؛ فقد نهبت أملاكه في "مصر" نتيجة الحظوة التي كان يتمتع بها عند الحاكم، فكثر حساده وانتقموا منه، فهرب إلى بلاد الروم وبقي في مدينة "برصة" وأقام فيها، وأجزل عليه الحاكم العطاء لمكانته العلمية، ثم تعرض للأسر على يد المغول، لكن "تيمور لنك" عفا عنه أيضاً لما علم بأنه عالم جليل، لم يعد ابن "الجزري" إلى "دمشق" إلا بعد ثلاثين سنة من الاغتراب، لكنه لم يمكث فيها، فعاد إلى "شيراز" التي توفي ودفن فيها، يبقى "ابن الجزري "عالماً جليلاً وقديراً في مجال تخصصه لا يضاهيه أحد أبداً».