خلّد اسمه بين قائمة الثوار الذين ناضلوا ضد المحتل الفرنسي ببسالة ووفاء، واشتهر في منطقته بالكرم والشجاعة والولاء لوطنه، حيث حظي باحترام وتقدير المجتمع؛ وهو ما ترك ذكراه خالدة في النفوس.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 22 تموز 2018، زارت منزل "كاظم حسين أسعد" نجل "حسين أسعد" ليحدثنا عن تفاصيل حياته التاريخية والاجتماعيّة، ومما قاله في البداية: «في سنوات مبكرة من عمره انضم إلى مجالس الكبار والوجهاء والمناضلين، وسار على ذلك النهج، وتزعّم عشيرة "بينار علي" الكردية لسنوات طويلة، حيث تتألف قرى العشيرة وتوابعها التي أشرف عليها من 52 قرية في "الجزيرة" السورية. كان له دور وطني مشرف، فقد كان من المناهضين للاستعمار الفرنسي في بلدنا، وبرز دوره الحقيقي سنة 1942 ضد المحتل، وكان يشتري الأسلحة والذخيرة، وأرسلها إلى المقاومة الوطنية السورية في مختلف المحافظات، ومن القصص المعروفة عنه أنه كان يمد الدرك السوري المحاصرين من قبل الفرنسيين في مخافر "القامشلي" بالأرزاق والطعام، فقد كان ينقلها ليلاً على ظهر الدواب خوفاً من الفرنسيين، وقد استشاط المستشار الفرنسي غيظاً من نشاطات الوجيه "حسين أسعد" ودعمه سراً للوطنيين، فاستدعاه إلى مكتبه، وطلب منه الرجوع عن هذا الخط الذي ينتهجه، فرفض طلبه وخرج من مكتبه غاضباً، ثم جاء الطلب من الكولونيل في "الحسكة" للرجوع عن خطه الداعم للثوار، فرفض ثانية. إلى جانب ذلك قام بحماية مجموعة من الآشوريين في منزله، كانوا هاربين من المحتل، وقدم لهم الحراسة والأمان والرعاية طوال مدة إقامتهم في منزله، وكاد ذلك أن يكلّفه حياته».

قدم بطولات عظيمة من أجل وطنه لا تزال باقية حتى يومنا، وحفظها الناس وتناقلوها جيلاً بعد جيل، وأعظم أعماله عندما كان يشتري السلاح والغذاء ومختلف أنواع الحبوب في سبيل تأمين الخبز لجميع الثوار على مستوى القطر ضد المحتل الفرنسي، وقدم له المحتل إغراءات عرقيّة وطائفية كثيرة، لكنه رفض، وقال أنا سوري قبل أن أكون كردياً، واليوم له أبناء وأحفاد بنوا علاقات اجتماعية طيبة على مستوى القطر، والنموذج الطيب في تلك العلاقات زعيم عشيرتهم "حسين"

ويضيف "كاظم" عن مسيرة والده: «أثناء استعدادات الفرنسيين للرحيل من "الجزيرة" طلب الوطنيون السوريون بمختلف انتماءاتهم من والدي حمايتهم وعائلاتهم من المحتلين وأعوانهم، حيث اجتمع مع أركان العائلة وكوّنوا مجموعات مسلحة لحماية المواطنين في "القامشلي".

الإعلامي دحّام السلطان

أمّا فيما يخص زيارات الرئيس "شكري القوتلي" التي استهدفت جميع المحافظات، ومنها محافظة "الحسكة"، فقد خصّ قرية "حسين أسعد" بزيارة خاصة برفقة وفد رفيع المستوى من "دمشق"، وقبيل وصوله أعدّ لهم استقبالاً حافلاً يليق بزيارة رئيس الجمهورية للجزيرة، حيث دعي والدي بعد الزيارة إلى "دمشق"، وحلّ ضيفاً على "القوتلي" لمدّة 25 يوماً، ومن "دمشق" ذهب إلى زيارة آل "الأطرش" في "السويداء"، التي كانت تربطه علاقات وطيدة معهم، وبقي ضيفاً عزيزاً على "إبراهيم بك الأطرش" ابن أخ "سلطان باشا الأطرش"، إضافة إلى زيارة شخصيات وطنية أخرى في المحافظة، خاصة أنه كان على علاقة طيبة مع جميع المناضلين والثوار ضد المحتل الفرنسي على مساحة الوطن. إلى جانب ذلك، كان يتنقل بين أبناء منطقته من مكان إلى آخر عندما تستدعي الحاجة، ليساعدهم ويلبي مطالبهم من الجهات الرسمية، وكان مجلسه يومياً مملوءاً بالضيوف والزوار، يقصدونه لتلبية مطالبهم، وهنا أشير إلى دعمه واهتمامه الكبير في مجال الزراعة، وزراعته مختلف المحاصيل الزراعيّة الصيفية والشتوية التي تمتاز بها المنطقة».

الإعلامي "دحام السطان" تحدّث عن مناقب الراحل "حسين أسعد" قائلاً: «قدم بطولات عظيمة من أجل وطنه لا تزال باقية حتى يومنا، وحفظها الناس وتناقلوها جيلاً بعد جيل، وأعظم أعماله عندما كان يشتري السلاح والغذاء ومختلف أنواع الحبوب في سبيل تأمين الخبز لجميع الثوار على مستوى القطر ضد المحتل الفرنسي، وقدم له المحتل إغراءات عرقيّة وطائفية كثيرة، لكنه رفض، وقال أنا سوري قبل أن أكون كردياً، واليوم له أبناء وأحفاد بنوا علاقات اجتماعية طيبة على مستوى القطر، والنموذج الطيب في تلك العلاقات زعيم عشيرتهم "حسين"».

يذكر أن الراحل "حسين أسعد" ولد عام 1895 في قرية "جرنة" بريف "القامشلي"، وتوفى عام 1980.