ساهم الراحل "إسماعيل آغا المرعي" بتقديم الكثير من الخدمات لقريته، أبرزها وسيلةٌ للنقل وافتتاح مدرسة لقريته النائية لكي يساهم في تعليم الأولاد من شدّة حبّه للعلم والتعليم، إلى جانب رسائل الخير والسلام والمحبة التي كان يحملها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 25 تموز 2019 فتحت صفحة أحد أهم الأشخاص في منطقة "الجوادية" التي تبعد 65 كم عن مدينة "القامشلي"، الراحل "إسماعيل عبدي آغا المرعي"، فتحدثت ابنته "كلستان" عن جانب من شخصيته الفريدة بالقول: «سار على نهج والده الذي رافقه سنوات طويلة، فورث منه محبّة الناس ونشر الخير والسلام. في أربعينيات القرن الماضي انتقل والدي من قرية "دير غصن" إلى قرية "آلة قوس"، باشر بتأسيسها وبناء المنازل فيها، بعد أن رافقه عدد من الأسر، كان مُحبّاً للعلم والتعليم، حيث جاء بالمعلم "عبد الوهاب محمد حسيب" من مدينة "حلب" لتعليم أبنائه وأطفال القرية على نفقته الخاصة، كان المعلم يحمل شهادة (سرتفكيا) وهي شهادة مهمة تمنح بعد تجاوز المرحلة الابتدائية، وكان والدي يملك مضافة للضيوف والزوّار، حيث أقام المعلم أشهراً طويلة فيها، موفراً له كلّ سبل الضيافة والراحة، وفي عام 1956 قام والدي ببناء غرفٍ خاصةٍ لتكونَ مدرسةً لأبناء القرية والقرى المجاورة، وذهب إلى مديرية التربية من أجل التنسيق والترتيب، وإرسال معلم معتمد للتدريس فيها، وصل إلى القرية معلمين من خارج المحافظة، ولمدة 11 عاماً كانوا يعلمون بالمدرسة، كانوا ينامون ويأكلون ويشربون في مضافة الوالد طوال تلك الفترة».

بداية الخمسينيات قام بشراء سيارة خاصة من مدينة "حلب"، كانت مسخّرة لخدمة المرضى ونقلهم إلى النقاط الطبية في مدينة "القامشلي"، إضافة إلى تسخيرها لخدمة كل من يحتاجها، أمّا تبرعاته المالية للمحتاجين والفقراء والمساهمة بأعمال خيرية، فقد كانت بشكل شبه يومي، كان له دور كبير في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين أطياف المنطقة. لقد ترك الدنيا ولكنه ترك فيها إرثاً جميلاً ومهماً

وتضيف "كلستان" عن مشوار والدها: «عدد من أهالي القرية باتوا مهتمين مثل والدي براحة المعلمين ومساعدتهم، وشجعوا أبناءهم على التعليم والعلم، وكان ذلك شيئاً ملفتاً في ذلك الزمن البعيد، كنت -وأغلبية إخوتي قد حصل على الشهادة الجامعية- أول فتاة جامعية من منطقتنا، وهو بفضل والدي الراحل، الذي كان يجتهد ويتعب كثيراً في سبيل تعليمنا، وجلّ اهتمامه كان لخدمة الناس وأبناء القرية والمنطقة عامة، في الثلاثينيات تمّ نقل الناحية من "دير غصن" إلى بلدة "اليعربية"، فذهب والدي إلى "دمشق" وطلب من وزير الداخلية أن تكون الناحية بمنطقة وسطية، توفيراً للعناء والنقل على الأهالي، فوافق على طلبه وقرر أن تكون في "الجوادية"، وكانت خدمة في غاية الأهمية للمنطقة، حسب ما أكّده الأهالي، وصف بالخيّال الماهر في منطقتنا، وكان فارساً مميزاً من شدّة حبّه للفروسية، اهتمّ وشجّع الزراعة كثيراً، حيث قام بزراعة مختلف المحاصيل الزراعية الصيفية والشتوية، إضافة إلى زراعة أنواع كثيرة من الفاكهة، وفي هذا المجال عزّز علاقات اجتماعية مهمة مع مختلف أطياف المجتمع، وكان في أرضه وبيته ومضافته يجمع كل أطياف المجتمع».

من مساهماته الخيرية

"محمد غريب عبد الله" من أهالي منطقة "المالكية" تحدّث عن مزايا أخرى يتصف بها الراحل "إسماعيل"، فقال: «كان رجلاً كريماً، محباً ومشجعاً للخير والسلام، اهتمّ بتربية المواشي، في سبيل ذبحها وتقديمها كولائم بشكل دائم للضيوف الذين ينهالون على مضافته، ساهم وحلّ الكثير من المشاكل والنزاعات التي حصلت في قريته ومنطقته، فرض احترامه على المنطقة برمتها، فأحبه الأهالي كثيراً، لما قدمه لهم من خدمات ومساعدات، والواجب الإنساني والاجتماعي كان من الأولويات عنده، وبالحلم والحكمة والحنان والعطف كان يتعامل مع الناس ويحلّ مشاكلهم، تعامله مع العمال الذين يعملون في أرضه كان راقياً وحضارياً، كان متواضعاً جداً».

الكاتب والباحث في التاريخ "جوزيف آنطي" قال: «بداية الخمسينيات قام بشراء سيارة خاصة من مدينة "حلب"، كانت مسخّرة لخدمة المرضى ونقلهم إلى النقاط الطبية في مدينة "القامشلي"، إضافة إلى تسخيرها لخدمة كل من يحتاجها، أمّا تبرعاته المالية للمحتاجين والفقراء والمساهمة بأعمال خيرية، فقد كانت بشكل شبه يومي، كان له دور كبير في تعزيز العلاقات الاجتماعية بين أطياف المنطقة. لقد ترك الدنيا ولكنه ترك فيها إرثاً جميلاً ومهماً».

الباحث جوزيف آنطي

يذكر أنّ الراحلَ "إسماعيل عبدي آغا" مولود في قرية "دير غصن"، وتوفي في قرية "آلة قوس" أو "المشيرفة" عام 1983.