اتصفت أغانيه وموسيقاه بالطابع الفلكلوري والتراثي، امتلك صوتاً قوياً وحضوراً واسعاً في محافظة "الحسكة" والمدن التي حولها، كان من الأوائل الذين أدخلوا آلة الطمبور إلى الأغاني التراثية، أثبت نفسه بجدارة على مدى ستين عاماً ورسم بصمته الخاصة بإحياء ونشر التراث الكردي ونقله إلى الأجيال الجديدة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 31 آذار 2020 مع ابنه الفنان" شكري سوباري" المقيم في "وادي المشاريع" بـ"دمشق" ليحدثنا عن مسيرة والده المرحوم "نجيم أومري" فقال: «نشأ والدي في منطقة "الدرباسية" التابعة لمحافظة "الحسكة" تلك المدينة التي عرفت بعراقتها وقدمها عبر التاريخ وتميز أهلها بحبهم وعشقهم للموسيقا والغناء والأناشيد والدبكات الفلكلورية، وحفاظهم على التراث الفني الأصيل، فوالدي أحب الغناء منذ الصغر وكان يسمع الفنانين الشعبيين ويقلدهم بالغناء وتعلم منهم الكثير، لكنه شقّ طريقه الخاص بمجال الغناء الفلكلوري فكان أول من أدخل العزف على آلة الطمبور ضمن الأغاني التي كانت تعزف في الحفلات والأعراس والمناسبات التراثية في "الدرباسية"، انتشرت أغانيه في مناطق متعددة في منطقة "الحسكة" والمدن المحيطة بها، وكان يقصده مغنين وشباب من مدن أخرى لإحياء حفلات فلكلورية وشعبية وليتعلموا منه طرق العزف على الطمبور، وبالنسبة لي فقد كنت أرافقه منذ صغري لإحياء حفلاته الموسيقية والغنائية، وكان له دور كبير بتعليمي الموسيقا والغناء الفلكلوري أنا وأخوتي الذين أصبحوا فيما بعد مغنين لهم حضورهم المميز في الغناء والعزف على آلة البزق منهم "رمضان نجيم أومري"، "كولستان سوباري طاهر"، "مزكين طاهر"، ليكملوا ما بدأ به من أحياء الفلكلور والثقافة الكردية، كما أنه قام بتعليم العديد من الشباب الراغبين بتنمية مواهبهم الغنائية والعزف على آلة الطمبور، وكان تعليمه لهم بشكل سماعي كونه لم يدخل أي معهد موسيقي، بالإضافة إلى تعليم الدبكات الفلكلورية وحركاتها ويروي لنا حكايات تتعلق بطريقتها ومواسمها وموسيقاها، وترك وراءه أكثر من خمسة عشر فناناً شعبياً تلقوا الغناء والعزف على يديه، بالإضافة إلى أنه من خلال مسيرته الفنية التي دامت حوالي ستين عاماً ترك وراءه إرثاً موسيقياً وغنائياً أغنى الأرشيف الكردي وأحيى التراث الفلكلوري والشعبي».

كان الفنان "نجيم أومري" مهتماً بإحياء التراث والغناء الشعبي الفلكلوري في المنطقة، وكان عازفاً مميزاً على آلة الطمبور الذي سعى بكل جهد لتعليمها ونشر ألحانها بين المهتمين بالموسيقا، يمتلك مخزوناً وكماً من الأغاني والألحان الشعبية والفلكلورية التي تنبعث منها الأصالة والعراقة من حيث الكلمات والأنغام الشجية التي انتقلت بين الأجيال

"طه يوسف" أحد معارفه قال عنه: «الفنان "نجيم أومري" فنان شعبي امتلك صوتاً شجياً وقوياً، أتذكره بطفولتي عندما كان يحيي حفلاته الفلكلورية والشعبية، وخصوصاً في مضافات المخاتير والأعراس والأعياد، وكان من الفنانين الأوائل الذين أدخلوا آلة الطنبور إلى "الدرباسية"، كما أنه ينتمي إلى عائلة فنية معروفة في منطقة "الدرباسية" منذ القدم، حيث كان يقصدهم الناس من مناطق مختلفة من "الجزيرة" لحضور جلساتهم وحفلاتهم الغنائية الشعبية ودبكاتهم الفلكلورية، فهو فنان ورجل محبوب من قبل الناس، يقصده الكثيرون لتعلم العزف والغناء الشعبي الفلكلوري، فقد ترك بصمة كبيرة في عالم الفن الشعبي والفلكلوري وما تزال أغانيه حاضرة بالذاكرة وتتناقلها الأجيال حتى يومنا هذا».

الفنان "نجيم أومري" وهو يعزف على آلة الطنبور

عازف البزق "حسن أومري" ابن أخيه قال عنه: «كان عمي "نجيم أومري" ووالدي "حسين أومري" يقيمان العديد من الحفلات الغنائية والشعبية وكان لهم حضورهم الخاص والمميز بين الناس، حيث كانوا ينتقلون من مكان إلى آخر لإحياء الأعراس والأفراح التي كانت تستمر أحياناً لأكثر من شهر حسب المناسبة التي يحيونها، وقد امتلك عمي صوتاً قوياً مكّنه من إثبات نفسه بقوة في الساحة الفنية، وخصوصاً أنه في الماضي لم يكن هناك آلات لتكبير الصوت وميكرفونات، فكان الفنان يعتمد على مدى صدى صوته وقوته، كما بذل الكثير من الجهد لنشر التراث والفلكلور الكردي في مناطق عدة».

الفنان" زبير صالح" صديق العائلة قال عنه: «الراحل "نجيم أومري" فنان ذو إحساس مرهف، وصاحب حس موسيقي عالٍ، ويمتلك أنامل ذهبية ذات سرعة عالية بالعزف على آلة الطمبور، كما أنه كان فناناً مشهوراً في منطقة "الجزيرة"، له لونه الخاص الذي يتمثل بالتراث والفلكلور الكردي، وخصوصاً أن الفلكلور الكردي غني بالموسيقا والألوان الموسيقية المميزة والمتنوعة، استطاع رسم بصمته الخاصة واسمه الذي ما يزال موجوداً حتى يومنا هذا، كان معروفاً بمجال إحياء الحفلات والأعراس كونه امتلك القدرة على الغناء لساعات متواصلة دون توقف، بالإضافة إلى الصوت القوي والعزف المميز، وخصوصاً أنه منذ القديم لم يكن هناك تكنيك موسيقي ولا تقنيات، كما أنه ترك من بعده فنانين مميزين وعائلة فنية لهم بصمة خاصة وحضور مميز في شمال "سورية" في منطقة "الجزيرة" السورية، وامتلكوا إمكانيات فنية وبصمة بالفن الكردي وأخذوا هذا الإرث من والدهم المرحوم "نجيب أومري"، فأنا تعاملت مع أولاده فنياً ولنا مشاركات موسيقية متعددة».

ابنه الفنان "شكري سوباري"

وفي حديث مع الفنان "محمد علي شاكر" قال عنه: «كان الفنان "نجيم أومري" مهتماً بإحياء التراث والغناء الشعبي الفلكلوري في المنطقة، وكان عازفاً مميزاً على آلة الطمبور الذي سعى بكل جهد لتعليمها ونشر ألحانها بين المهتمين بالموسيقا، يمتلك مخزوناً وكماً من الأغاني والألحان الشعبية والفلكلورية التي تنبعث منها الأصالة والعراقة من حيث الكلمات والأنغام الشجية التي انتقلت بين الأجيال».

الجدير بالذكر أنّ المرحوم "نجيم أومري" مواليد "الدرباسية" عام 1929 وتوفي عام 2010.