من الشخصيات الوطنية المميزة، كان صاحب عقل راجح وشجاعة كبيرة وكرم مشهود له، مواقفه الوطنية والاجتماعية والإنسانية عديدة، أبرزها إشهار سيفه في وجه المندوب الفرنسي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 7 آب 2020 التقت الإعلامي "كميل سهدو" للتعرف على شخصية الراحل "مشعل باشا الجربا" فيقول: «لا يقل شأناً وأهمية عن شخصيات وطنية أخرى، أمثال "سعد الله الجابري وهاشم الأتاسي وابراهيم هنانو وسلطان باشا الاطرش وفارس الخوري"، يشتهر بحادثة مشهورة في البرلمان السوري كان نائباً فيه، حيث أشهر سيفه في وجه المندوب السامي الفرنسي دفاعاً عن الدستور السوري، فقال له المندوب بغضب: (لا تعاند من قال فعل)، فرد عليه الشيخ النائب "مشعل الجربا": (لا تعاند من شد ورحل)، على إثر هذه الحادثة وإضافة لغيرها من المواقف الوطنية، تم نفيه إلى "العراق"، ونشرت جريدة "لسان الحال" خبراً عن تبرع الشيخ "مشعل" براتبه لمنكوبي الثورة "السورية الكبرى".

بحكم موقعه السياسي والاجتماعي، قام الشيخ بمراسلة الكثير من أصدقائه في "ماردين و ديار بكر" وغيرها من المناطق المحاذية لـ "الجزيرة السوريّة"، يحثهم على تأييد الثورة و الانضمام لها، السلطات العثمانية عثرت على بعض رسائله، فقررت الانتقام منه، وأرسلت فرقة من جنودها، وهاجمته وعشيرته على حين غرة في "تل فارسوك" التي تبعد 50 كم عن "القامشلي"، عام 1917، فقاوم الشيخ وعشيرته مقاومة كبيرة، وحصلت خسائر كبيرة من الطرفين، والراحل هاجم العثمانيين في "نصيبين" أكثر من مرة، وبعد انسحاب العثمانيين من "سورية"، منح الشيخ "مشعل باشا" وسام النهضة العربية من الأمير "فيصل بن الحسين" (قائد الجيوش الشمالية)، و كان موضع ثقته واحترامه، و كان "مشعل" أحد الذين بايعوا الأمير "فيصل" ملكاً على "سورية" عام 1920

عيّن قائم مقام على "شمر الجزيرة"، كانت المنطقة تنعم بالاستقرار فترة شيخته، اتصف بأخلاقه الحميدة، أحبه أبناء المنطقة، وأحبهم، وعند أبناء عشيرته كان محبوباً بشكل كبير، عند انتشار النزعة الطورانية عند قادة الأتراك، نفر العرب من المعاملة القاسية التي أخذوا يتعرضون لها، فقامت الثورة "العربية الكبرى"، فانضمت لها الشعوب العربية، و كان الشيخ "مشعل الجربا" من أوائل الذين أعلنوا تأييدهم للثورة ولقيادة الثورة».

مع عدد من الشخصيات الوطنية

يضيف الإعلامي عن الشيخ الراحل: «بحكم موقعه السياسي والاجتماعي، قام الشيخ بمراسلة الكثير من أصدقائه في "ماردين و ديار بكر" وغيرها من المناطق المحاذية لـ "الجزيرة السوريّة"، يحثهم على تأييد الثورة و الانضمام لها، السلطات العثمانية عثرت على بعض رسائله، فقررت الانتقام منه، وأرسلت فرقة من جنودها، وهاجمته وعشيرته على حين غرة في "تل فارسوك" التي تبعد 50 كم عن "القامشلي"، عام 1917، فقاوم الشيخ وعشيرته مقاومة كبيرة، وحصلت خسائر كبيرة من الطرفين، والراحل هاجم العثمانيين في "نصيبين" أكثر من مرة، وبعد انسحاب العثمانيين من "سورية"، منح الشيخ "مشعل باشا" وسام النهضة العربية من الأمير "فيصل بن الحسين" (قائد الجيوش الشمالية)، و كان موضع ثقته واحترامه، و كان "مشعل" أحد الذين بايعوا الأمير "فيصل" ملكاً على "سورية" عام 1920».

ومما قاله "السهدو" أيضاً: «بعدها نكث الفرنسيون بالعهود التي قطعوها للعرب في الاستقلال، واحتلوا "سورية"، و أخذوا يضيقون على الزعماء والشيوخ الوطنيين، خاصة أولئك الذين وقفوا مع الملك "فيصل"، وفيما يتعلق بالانتقام من الشيخ "مشعل باشا"، أمد الجنرال "غورو" بعض الزعامات في منطقة "رأس العين" بالأسلحة والعتاد للاعتداء على الشيخ وعشيرته، فقاموا بالهجوم عليهم، وبعد معركة حامية انتصر "مشعل باشا" وجماعته، قتلوا العديد من أفراد القوة المهاجمة وأسروا بعضهم، وتم الاستيلاء على المدفعين، فصدرت وثيقة من مجلس الوزراء بصرف عشرة آلاف ليرة للشيخ، وهي رواتبه خلال نفيه من قبل الفرنسيين إلى "العراق"، وعندما عاد من النفي أصدرت الكتلة الوطنية بقيادة "فارس الخوري"مضمون القرار.

وثيقة رسمية تبرز مواقفه

كان نائباً في البرلمان السوري، وعلى علاقة طيبة جداً مع مؤسسي بلدة "الحسكة" خاصة من السريان، ولا سيما "عمسي موسي القلعتمرواي" الذي وضع لبنات أول منزل في "الحسكة"، ومنزل الشيخ هو مكان الخدمات الفنية والجامع الكبير بـ"الحسكة"، فقد أملاكه بعد نفيه "للعراق"، وهناك من طالب بإطلاق اسم الراحل على الشارع الذي تقع فيه الخدمات الفنية تقديراً لهذه الشخصية الوطنية، فقد كان من أميز شيوخ القبائل وذا شخصية فذة واستطاع أن يسجل تاريخاً مميزاً بين جميع شيوخ القبائل، قيلت فيه وعنه عديد القصائد الشعرية».

بدوره "أحمد ملحم الجرباء" يتحدث عن بعض مزايا عمّه الشيخ "مشعل": «جمع بين الكفاح الوطني والزعامة البدوية، جعلهما مكملين لبعضها، ليقدم لنا مثلاً أخاذاً في استطاعة البدوي أن يكون عاملاً أساسياً في تكوين وطنه وبنائه والذود عنه وتقديمه على النفس والولد، تميز بالجود والكرم الذي ليس له حد، فقد وصفته جريدة "لسان العرب" السورية في عددها بتاريخ 4 كانون الأول 1922 عندما قدم إلى "حلب: (حاتم زمانه الشيخ مشعل باشا الفارس الجربا في حلب لمعالجة مرض أصابه)، وعندما مرض كلف الرئيس "القوتلي" طبيبه الخاص المرحوم "عزت مريدن" بمعالجته وعلى حسابه، وبقي مكرماً ومقدراً من رجال الكتلة الوطنية بسبب مواقفه المشرفة تجاه وطنه وعروبته، منح ألقاباً عدة منها الزعيم والبيك والباشا، ومنح كذلك رتبة مقدم ومخصصات شهرية كبيرة لحراسة سكة حديد "حلب - الموصل" ضد المخربين، كان يناضل ضد العثمانيين والإنكليز والفرنسيين والبريطانيين، حتى في "العراق"، مع نفيه حرقوا منزله، وباعوا ممتلكاته، ثم عاد إلى "سورية" عام 1937، فشكلت لجنة من زعماء "دير الزور" لاستقباله، حصل نتيجة كفاحه الوطني على العديد من الأوسمة والخطابات منها على سبيل المثال: وسام "الشرف للاستحقاق السوري" من الدرجة الثانية صادر من ديوان رئاسة دولة "سورية" بالقرار 529، وسام "النهضة العربية" من الدرجة الثالثة صادر من قيادة الجيوش العربية الشمالية ديوان "الأمين" رقم 139 تاريخ 10/1920، وغيرها من الأوسمة التي تثبت دوره الوطني ومكانته الاجتماعية الرفيعة».

الشيخ مشعل الجربا

يذكر أن الراحل "مشعل الجربا" ولد عام 1875 في مضارب "شمر" الغربية قريباً من "القامشلي" ووافته المنية عام 1948.