كثيرة هي القصص التي حملتها نساء "الجزيرة" السورية في ذاكرتهن وهنّ يقطفن القطن، وعديدة هي الأغاني التي خلدتها السنون من بساتين القطن، لكن كان أكثر تلك الأغاني رواجاً "يا حواشات القطن".

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 15 تموز 2018، التقت عدداً من النساء الكبيرات في السن، ممن لديهنّ ذاكرة جميلة من ذكريات جني محصول القطن، أهمها تلك الأغاني التي خصصت لذلك المحصول، ثم باتت أغاني دارجة في كل الأوقات والمناسبات، وعن الأغنية الشهيرة "يا حواشات القطن" تحدّثت "ترفة الحساني" من نساء "القامشلي"، التي عادت بذاكرتها عشرات السنين إلى الوراء، وقالت: «في السنوات البعيدة الماضية، كانت الأجواء جميلة جداً أثناء جني محصول القطن، كانت المساحات المزروعة بنسب عالية، وكان التوجه إلى تلك المساحات بأعداد كبيرة من قبل الفتيات والنساء، لكن قلت مساحات زراعة القطن في السنوات الأخيرة، وبذلك غابت الطقوس الاجتماعية والفنية، وباتت تلك اللحظات التي عشناها طويلاً ذكريات من الماضي الرائع، كان طقوس التوجّه إلى مزارع القطن تبدأ مع بزوغ الفجر، وعلى الرغم من التعب والجهد الكبير، إلا أنها تحمل الفرح والغناء والسعادة، والأهم الإنتاج المفيد، وكنا مثل الذين من قبلنا نحفظ الأغنية التي باتت الأشهر من بين أغاني القطن والمحاصيل بوجه عام، ونحن بدورنا ورثناها للبنات ومن جاؤوا بعدنا لجني الذهب الأبيض. ومن كلمات الأغنية: "يا حواشات القطن.. وحدة منكن نصيبي.. والله مرضي هون.. بس شوفوني حبيبي"».

في السنوات البعيدة الماضية، كانت الأجواء جميلة جداً أثناء جني محصول القطن، كانت المساحات المزروعة بنسب عالية، وكان التوجه إلى تلك المساحات بأعداد كبيرة من قبل الفتيات والنساء، لكن قلت مساحات زراعة القطن في السنوات الأخيرة، وبذلك غابت الطقوس الاجتماعية والفنية، وباتت تلك اللحظات التي عشناها طويلاً ذكريات من الماضي الرائع، كان طقوس التوجّه إلى مزارع القطن تبدأ مع بزوغ الفجر، وعلى الرغم من التعب والجهد الكبير، إلا أنها تحمل الفرح والغناء والسعادة، والأهم الإنتاج المفيد، وكنا مثل الذين من قبلنا نحفظ الأغنية التي باتت الأشهر من بين أغاني القطن والمحاصيل بوجه عام، ونحن بدورنا ورثناها للبنات ومن جاؤوا بعدنا لجني الذهب الأبيض. ومن كلمات الأغنية: "يا حواشات القطن.. وحدة منكن نصيبي.. والله مرضي هون.. بس شوفوني حبيبي"

وتتابع "ترفة" الحديث عن كلمات وسبب أغنية القطن الشهيرة بالقول: «هذه الأغنية أطلقها أحد الشعراء متغزلاً بحبيبته التي كانت تتجه إلى مزارع القطن مع نساء القرية، والشعر تحول إلى أغنية شعبية، وبسبب التداول انتشرت واشتهرت، وهي مثل أغلب القصص التي تبدأ بالعشق واللوعة، ومن كلمات الأغنية أيضاً: "رجل الضرائر حائر.. كل يوم بضجة.. ظلت القطنات بأرضه للقطعة القديمة.. أحمل متاعي صبراً.. وأعادله بجرتين.. وحوش القطن حلو.. لولا وجود الضرتين".

أجواء جميلة في حقول القطن

وأغاني الماضي جميعها فيها حكم وأمثال وقصص واقعية، كان الناس يأخذ منها الفائدة والعبرة، وكان الجميع يفهمون الرسالة حتّى لو كانت الكلمات صعبة وفيها ألغاز، فالنباهة كانت في أعلى درجاتها عند القدماء لفك رموز الرسائل الشعرية. أمّا باقي كلمات الأغنية، فهي: "حوش القطن كيف وأمانة.. اسأل العمال واسأل سواقي القطن.. سقايكن أين هو.. السقاي ينمي رفوف القطا.. ليسلمهن عيونو"».

بعد أغنية "يا حواشات القطن" تحديداً في التسعينات اشتهرت أغنية أخرى عن القطن، تناولها الناس بحب واهتمام، هذا ما بيّنته إحدى النساء اللواتي عملن في جني محصول القطن في ذلك الوقت "درة خالد الخليل" من ريف "القحطانية"، وأضافت عن الأغنية: «انتشرت الأغنية انتشاراً واسعاً، حتى باتت الأغنية المفضلة في الأعراس والحفلات. أحدهم أحبّ فتاة اسمها "وردة"، وكانت تتجه إلى مزارع القطن مع النساء يومياً، فأطلق لأجلها كلمات شعرية، تحوّلت إلى أغنية، وكلماتها هي الآتي: "وردة.. وردة على القطن تعالي.. بلكي أشوفك باللوح الشمالي.. بكرا ما أقدر.. نقطف عند خوالي.. جاءتني وردة.. يا محلا هالجية.. مكثّرة الحُمرة والغرة مكوية"، الفنان حولها إلى حوار بينه وبين "وردة"، كل ذلك ضمن أغنية جميع تفاصيلها من محصول القطن، ومن كلماتها أيضاً: "قلت أحبّك.. والحب مو خطيّة.. قالت حبني حب رومانسي.. قبل الحلّة شافونا القطّانة.. قامت وردة زعلانة.. قلت أحبها.. وردة أغلى إنسانة". ويستمر الحوار الذي يبين فيه الفنان مدى معاناته بحبه لـ"وردة"، وهذه الأغنية تداولها الشباب كثيراً، وباتت الفتيات ينشدنها في المحاصيل والبساتين، وبوجه خاص في بساتين القطن، لكون الحدث هو من بستان القطن».