حمل المجتمع الأهلي على عاتقه الكثير من المبادرات النوعية للمساهمة في الإجراءات المتخذة للوقاية من فيروس "كورونا" من جهة، وتقديم مساعدات مختلفة للأسر الفقيرة والمعوزة من جهة ثانية.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9 نيسان 2020 "هاني الحمد" أحد مؤسسي حملة "عقمها" مع مجموعة من الطلبة، الذي تحدث عن مبادرتهم بالقول: «منذ أن بدأت الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية في المحافظة للوقاية من فيروس "كورونا"، فكرنا أننا يجب ألا نبقى متفرجين، وأن نبادر لفعل شيء في ظل الظروف التي يمر بها المواطنون حالياً، حيث الكل مستنفر من أجل اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وجاءت فكرة الزميلة "بشرى مرعي" لفعل شيء من أجل بلدنا، وتوعية الأهالي والسكان حول مخاطر انتشار هذا الفيروس، وكيفية التصدي له والوقاية منه، فقررنا التعاون معاً بتوزيع المستلزمات والإشراف والإدارة، فظهرت مبادرة "عقمها" للنور، وباشرنا العمل، ولدينا ضمن المجموعة فريق إعلامي، وفريق للتنسيق، وفريق لشراء المستلزمات والتي هي عبارة عن محارم معطرة مضاف إليها مادة معقمة من أجل زيادة الفعالية، ولدينا أيضاً كمامات وقفازات طبية نقوم بتوزيعها على المواطنين مجاناً».

إنّ الدعم لهذه المبادرة ذاتي من أفراد المجموعة المكونة من الطلبة الجامعيين، دعمنا ذاتي، حيث نقوم بجمع الأموال من مصروفنا الشخصي، دون أن نغلق الباب على أي أحد يريد أن يدعم هذه المبادرة ويقدم لها شيئاً، من أجل مساعدة المواطنين، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المحافظة

وأضافت "بشرى مرعي": «إنّ الدعم لهذه المبادرة ذاتي من أفراد المجموعة المكونة من الطلبة الجامعيين، دعمنا ذاتي، حيث نقوم بجمع الأموال من مصروفنا الشخصي، دون أن نغلق الباب على أي أحد يريد أن يدعم هذه المبادرة ويقدم لها شيئاً، من أجل مساعدة المواطنين، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المحافظة».

تزيع حقائب التعقيم على المنازل

"سعيد الخير" رئيس مجلس إدارة جمعية "سورية اليمامة" الخيرية قال: «إنّ الجمعية أطلقت حملة لتوزيع حقائب مواد تعقيم على البيوت في مدينة "الحسكة". وشمل التوزيع جميع البيوت في أحياء المدينة بالتتابع، ومستمرين حتى يتم تغطية كافة المواقع المستهدفة بالتوزيع، حيث يقوم متطوعو الجمعية بإيصال الحقائب إلى بيوت المواطنين، وتحوي كل حقيبة مواد تعقيم ونظافة مكونة من سائل الكلور، وصابون، وقفازات طبية.

كما أن الحملة تتم بالتوازي مع حملة توعية شاملة تتضمن تعليق الملصقات والإعلانات الجدارية عن الوباء، وطرق الوقاية منه بشكل مبسط، مرفقة بالصور التوضيحية في الشوارع والمباني الحكومية والخاصة والأسواق، إضافة إلى توزيع النشرات الصحية».

فريق عقمها التطوعي

وأضاف: «قامت الجمعية بالتعاون مع صندوق "الأمم المتحدة" للسكان، وبإشراف مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل بحملة تعقيم لعدد من الدوائر الحكومية في المحافظة، وذلك عبر فرق مخصصة ومجهزة لذلك، حيث تم تعقيم جميع المكاتب والممرات والغرف مع اتباع قواعد السلامة العامة، كما تم توزيع مواد تعقيم على المؤسسات الرسمية في المحافظة».

"نزار الآغا" رئيس مجلس إدارة جمعية "صروح" للتنمية والإسكان، قال عن مساهمتهم: «إنّ الجمعية وإدراكاً منها للنقص الحاصل في المحافظة ببعض المستلزمات الضرورية للوقاية من فيروس "كورونا"، وارتفاع أسعار ما هو متوافر منها في الأسواق، بادرت إلى تجهيز مشغل لإنتاج الكمامات بمواصفات طبية ممتازة طبقاً للمواصفات القياسية السورية، حيث ينتج المشغل نحو 600 كمامة في اليوم قابلة للزيادة، ليتم توزيعها مجاناً على سكان المحافظة، ونقوم حالياً بالتواصل مع بعض الجمعيات الأخرى للتشارك في إنتاج وتوزيع هذه الكمامات من أجل زيادة الكمية المنتجة، من خلال زج أكبر عدد ممكن من المعدات والمستلزمات الضرورية للإنتاج ولا سيّما مكنات الخياطة، علماً أن الجمعية قامت بتوزيع كميات لا بأس بها من الكمامات والقفازات الطبية ومواد التعقيم على المواطنين مجاناً.

في إحدى المؤسسات

كما قمنا بحملة التعقيم والتطهير التي تتم بالتعاون مع مجلس مدينة "الحسكة"، والتي تشمل المركز الإسعافي المحدث، والمحلات التجارية، وعدد من المؤسسات الرسمية والأسواق والمنازل».

مدير الشؤون الاجتماعية والعمل "عصام الحسين" حدثنا عن هذه المبادرات فقال: «إن الهدف من هذه المبادرات التطوعية التي تنفذها مؤسسات المجتمع الأهلي وعلى رأسها عدة جمعيات خيرية هو تأمين جزء من احتياجات الأسر الفقيرة، ومساعدة الأسر التي ليس لها معيل، أو التي اضطر معيلها للتوقف عن العمل، كذلك الأسر التي تضم أفراداً لديهم أمراض مزمنة أو من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب استهداف أصحاب المهن الحرة الذين توقفت أعمالهم في ظل الظروف الحالية التي تتطلب البقاء في المنازل، ومن خلال هذه المبادرات تم توزيع مبالغ مالية، سلات غذائية، سلات نظافة، حقائب مواد تعقيم، وكمامات وقفازات طبية على العديد من الأسر في الأحياء الشعبية ووسط المدينة».

يذكر أنّ أغلبية الجمعيات الخيرية والأهلية والمنظمات الرسمية والشعبية استنفرت طاقاتها لدعم الأسر والأهالي خاصة الذين تقطعت بهم سبل العيش بسبب الحجر الصحي.