دعماً للأهالي للبقاء في منازلهم خلال شهر "رمضان" ضمن أزمة "كورونا" يقوم عدد من المتطوعين في جمعية "بناء" الخيرية التطوعي في مدينة "القامشلي" بإيصال المواد الغذائية واللحوم والأدوية إلى المنازل على دراجاتهم، في مبادرة مجتمعية لاقت الترحيب والاحترام، وحملت اسم "خليك بالبيت ونحن نجيك".

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 25 نيسان 2019 رصدت حركة الدراجات الكهربائيّة، تتنقل من شارع لآخر، ومن حي لآخر في مدينة "القامشلي"، وقامت بتوصيل طلب من المواد ومستلزمات الفطور لمنزل "حميد السعيد" في حي "الخليج"، والذي قال عن المبادرة: «سمعتُ عن هذه المبادرة من أهل حيي، فوجدتها فكرة رائعة، تساعدني وتساعد أفراد أسرتي للبقاء في المنزل وتجنب التجمّعات البشرية، تواصلت مع المتطوعين، طلبتُ منهم إيصال الخضار واللحوم ومواد تموينية أخرى للمنزل، لبّوا بشكل سريع، دون أي أجر مادي، مع تقديم بروشور توعوي مرفق مع المواد، وطلبوا مني تعميم المبادرة على الأهل والأصدقاء والجيران لمن لا يعلم بها».

سمعتُ عن هذه المبادرة من أهل حيي، فوجدتها فكرة رائعة، تساعدني وتساعد أفراد أسرتي للبقاء في المنزل وتجنب التجمّعات البشرية، تواصلت مع المتطوعين، طلبتُ منهم إيصال الخضار واللحوم ومواد تموينية أخرى للمنزل، لبّوا بشكل سريع، دون أي أجر مادي، مع تقديم بروشور توعوي مرفق مع المواد، وطلبوا مني تعميم المبادرة على الأهل والأصدقاء والجيران لمن لا يعلم بها

من جانبه المتطوع "فادي الكعود" يتحدث عن دوره ومهمته في المبادرة قائلاً: «سخّرتُ نفسي لهذه المبادرة طوال شهر "رمضان" المبارك، وسعادتي كبيرة بهذا العمل، فبإيصال طلبات الناس إلى منازلهم، نجنبهم التجمعات والاكتظاظ أمام المحلات، كما أننا نحقق فوائد كثيرة بهذه المبادرة، منها مساعدة كبار السن الذين ليس لديهم من يقوم بخدمتهم، ومساعدة الأسر التي تعيلها النساء، ورغم ساعات العمل المجهدة والإرهاق طوال اليوم، لكنني أشعر عند العودة لمنزلي بسعادة كبيرة، فهي خدمة جليلة، وخاصة أن التوجيهات جميعها تصبُّ باتجاه التعاون والمساعدة للتخفيف من الحركة في الشوارع والأماكن العامة، نعمل لأجلهم، حتى يبقوا في منازلهم».

توجيهات يومية للفريق التطوعي

أمّا "لارا يعقوب" المشرفة على المبادرة فقالت عنها: «قررنا المساهمة بدور إيجابي وتحقيق عمل إنساني واجتماعي خلال هذا الشهر، فكان قرار مبادرة "خليك بالبيت ونحن نجيك"، لسبب مهم وهو أن الاحتياجات تتضاعف في شهر "رمضان"، وفي ظل جانحة "كورونا" فإن أغلب الأهالي يفضلون البقاء في المنازل، فقمنا بإطلاق مبادرتنا، حتى نخفف التجمعات على الأماكن الرئيسية والضرورية، لدينا 10 متطوعين مع دراجاتهم الكهربائية، سيقومون بخدمة توصيل المواد الغذائية والخبز واللحم والأدوية، وباقي الحاجات الضرورية للأسر التي تطلب منّا ذلك، بدءاً من الساعة السابعة صباحاً، حتى الثانية ظهراً، والخدمة لمدينة "القامشلي" بالكامل، مهما كان الحي بعيداً».

تتابع "رولا" عن مبادرة فريقها التطوعي: «الفريق التطوعي مزوّد بجميع وسائل السلامة الصحيّة، من كمامات وكفوف ومواد تعقيم، ومع كل توصيلة يتم توزيع بروشور توعوي، ننصح الأهالي من خلاله بالبقاء في منازلهم، لتخفيف التجمعات البشرية، وفيه شرح وافٍ عن فيروس "كورونا"، بهذه المبادرة، ندعم ونساند توجهات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، التي نحن جزء منها، والاهتمام والأولوية لكبار السن، يتم تأمين كل ما يحتاجونه، ومساعدتهم ضمن المنازل أيضاً إن دعت الحاجة، وشرح تفاصيل الفيروس إن صعبت عليهم قراءة البروشور، وقد كان التفاعل والتجاوب كبيرين مع المبادرة بعد يومين من انطلاقتها، والتواصل منذ ساعات الصباح الأولى مع الأرقام المخصصة للخدمة، همنا وهدفنا أن يبقى مجتمعنا نقياً وبعيداً عن الوباء».

مبادرة مميزة في شوارع القامشلي