تغيّب الطالب "آلان محمد حسين" بشكل مفاجئ عن مركزه التعليمي، وهذا شكّل صدمة لزملائه وكادره التدريسي، بالنظر إلى كونه أحد أبرز الطلاب تميزاً خلقاً ودراسة، لكن لم تمض إلا ساعات حتّى عاد "حسين" لمقاعد دراسته.

"آلان" انقطع عن إكمال تعليمه لأسباب ماديّة، نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها أسرته، والتي أجبرته على ترك الدراسة رغم أن الحسرة تحرق قلبه كما قال، إنما الشاب المفعم بالحب والأمل والتفاؤل عاد إلى المركز التعليمي بعد بادرة إنسانية قامت بها إدارة المركز، وسرد "محمد" تفاصيلها في حديثه لمدوّنة وطن فقال: «بعد يوم من انقطاعي عن الدوام بالمركز، اتصلت الإدارة، تستفسر عن غيابي، وعندما علمت بأن السبب يكمن في عدم قدرتي على دفع التكاليف، طلبت مني الإدارة العودة إلى الدوام دون تسديد أي مبلغ، وتركيز اهتمامي وجهدي على النجاح والتفوق، ما وجدته من إنسانية وحرص من هؤلاء التربويين يحفزني للدراسة بشكل أكبر والتفكير بنيل المراتب المتقدمة».

بعد يوم من انقطاعي عن الدوام بالمركز، اتصلت الإدارة، تستفسر عن غيابي، وعندما علمت بأن السبب يكمن في عدم قدرتي على دفع التكاليف، طلبت مني الإدارة العودة إلى الدوام دون تسديد أي مبلغ، وتركيز اهتمامي وجهدي على النجاح والتفوق، ما وجدته من إنسانية وحرص من هؤلاء التربويين يحفزني للدراسة بشكل أكبر والتفكير بنيل المراتب المتقدمة

قصة "آلان" هي واحدة من عشرات القصص الإنسانية التي تصادف ذلك المركز التعليمي، الذي يبدي اهتماماً بالجانبين الاجتماعي والإنساني، ويذكر "مسرور شهاب الدبن" وهو من أهالي مدينة "القامشلي" أنه تعامل مع المركز منذ فترة قصيرة، طالباً الحصول على دورة تعليمية مجانية لأحد أبناء الجيران، وهو شاب يتيم وطالب شهادة هذا العام، وقد حصل على مراده.

طلاب يتابعون تعليمهم المجاني

"ياسر الحسين" مدير المركز أكد لمدوّنة وطن أن هناك 15 طالباً في الفترة الحالية يستفيدون من ميزة الاستفادة المجانية من الخدمات التعليمية التي يقدمها المركز، وهم من طلاب الشهادتين، حيث يوفر المركز على كل طالب ما لا يقل عن 500 ألف عن منهاج إحدى الشهادتين.

قبل أيّام أنهى 20 طالباً تعليمهم المجاني في المركز، هؤلاء كانت لهم الميزة لأسباب أخرى، قال عنها "ياسر حسين": «ميزتهم أنهم نازحون من بلدات "رأس العين، تل أبيض"، هؤلاء وأي طالب آخر نازح أو وافد لهم كل الترحيب وميزة الاستفادة من الدورات التعليمية للمنهاج مجاناً، بالإضافة إلى إعفاء الطلاب من أبناء الشهداء والأيتام، وأي طالب نسمع بأنه ترك تعليمه نتيجة ضائقة مالية، نزوره أو نتواصل معه ليعود بشكل فوري دون أن يدفع أي ليرة، وهذه سياستنا منذ ثلاث سنوات في هذه المؤسسة التربوية، طبعاً مركزنا تقريباً الوحيد من بين عشرات المراكز الذي لا يأخذ رسوماً مالية عن الاشتراك والتسجيل من الطالب، بالإضافة لتعاوننا مع بعضنا ككادر إداري وتدريسي لتنفيذ مبادرات عديدة للطلاب والمحتاجين وربما يكون من كادرنا، وأكثرها في العمليات الجراحيّة».

مركز تعليمي اجتماعي
صيانة المركز والاهتمام بنظافته كأولوية