بقي الواقع الصحي في "الحسكة" همّه الدائم، على الرغم من تعدد مناصبه، وتغير مكان عمله من الحكومي إلى الأممي؛ فقد عرف أنها بحاجة إلى إمكانات لتحسين الواقع الصحي فيها.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 3 أيلول 2017، التقت الدكتور "خالد محمد عثمان الخالد"، ليحدثنا عن طريقه الطويل مع الطب، قائلاً: «هاجس الطب والصحة رافقني منذ الطفولة، كنت أحلم أن أصبح طبيباً، وأدركت أن الطب بحاجة إلى تفوق وتعب؛ وهذا ما فعلته، إلى أن أصبحت طبيباً، وتخرجت في جامعة "حلب"، وعند الاختصاص فكرت ملياً هل أريد المجد الشخصي أم تحسين الواقع الصحي في بلدي أولاً، ومدينتي التي أهوى "الحسكة"، فاخترت العمل العام وتخصصت بالصحة العامة، ثم إدارة المشافي، وبعدها إدارة النظم الصحية من جامعة "ليفربول". بدأت العمل في مديرية صحة "الحسكة" معاوناً للمدير العام، وكنت أصغر من تبوأ هذا المكان. اهتممت بالمشافي وتحسين خدماتها وتأمين الأجهزة والدواء، وتحسن الواقع الصحي تحسناً ملحوظاً. ثم جاءتني الفرصة في العمل الأممي ضمن منظمة الأمم المتحدة، وبدأت رحلة جديدة، وهي فرصة جيدة لرد الدين لبلدي في تحسين الصحة بإمكانيات كبيرة، فعملت بجد لذلك إلى أن حلت الأزمة، فعدنا إلى نقطة الصفر، وضاع كل ما قدمته الحكومة والمنظمات الدولية للصحة، وكانت العودة تحدياً آخر نمر به».

اجتمعت دماثة الخلق مع العلم في شخصيته، قدم للجمعية الكثير، ونعرف أنه سيقدم أكثر في حال الحاجة، وبحب ووجه بشوش وارتياح في التعامل، وهو مثال للعمل الإنساني بحق

وعما فعله طوال السنوات الماضية من عمر الأزمة، أضاف: «استطعت أن أقدم لهذه المدينة الجميلة كل الإمكانيات من لقاح وأجهزة طبية وأدوية وعمليات جراحية، وكلها مجانية، فخلال عامي 2016 و2017 قمت بـ5100 عمل جراحي، وأشعر بأن هذا الرقم قليل على أهل "الحسكة"، لكنها الإمكانيات، وسأبقى -ما دمت بمنصبي- خادماً لبلدي ومدينتي من دون كلل أو ملل، فهو واجبي أولاً، وبلدي يستحق الكثير؛ فهو امتلك الإمكانيات الكبيرة وأصبح في مصافي الدول المتطورة صحياً، وبعودة الكوادر الطبية من الخارج يمكننا أن نعود ببلدنا إلى ما كان عليه».

الأب كبرائيل خاجو

يقول عنه الأب "كبرائيل خاجو": «لن أتكلم عما قدمه الدكتور "خالد" لنا من مواد طبية وإسعافية وعمليات جراحية، سأتكلم عن إنسانية الطبيب، فهو يعلم أن الخدمة التي نقدمها تشمل كل أهالي "الحسكة" بمختلف معتقداتهم؛ ذلك أن النسيج الاجتماعي فيها متميز، وكان وسيبقى ركيزة أساسية في حماية الوطن على الرغم من كل الظروف، فقد كان سباقاً لتقديم الخدمة بوجه بشوش واستقبال حسن وتقديم أفكار لتطوير العمل وتوسيع الخدمة، وكان يقول: "الحسكة أمانة في رقبتي، ماذا أستطيع أن أقدم لكم؟" هو نصير الفقراء لا شك، يسمع الجميع ويخدمهم من دون تمييز، يكفي أن تتصل به لأي موضوع صحي أو عمل جراحي، ليقدم المساعدة فوراً، وتبقى شهادتي مجروحة بحقه؛ لأنه أصبح صديقي».

أما الدكتور "عبد الحكيم علي" المسؤول عن القطاع الصحي في جمعية "البر" في "الحسكة"، فيقول: «هذا هو المشروع السادس مع الدكتور "خالد الخالد"، لم أجد منه إلا كل المهنية والإنسانية، استطعنا بالتعاون معه رفع مستوى الخدمة التي تقدمها الجمعية، وخصوصاً الجانب الصحي، وذلك من خلال حجم العمليات الجراحية والأدوات التي نقدمها لأهلنا، والدواء المجاني كذلك، لن ننسى ما قدمه للجمعية أولاً، وللمحافظة ثانياً».

"سعد أنطي" مدير عام جمعية "مار آسيا الحكيم"، يقول: «اجتمعت دماثة الخلق مع العلم في شخصيته، قدم للجمعية الكثير، ونعرف أنه سيقدم أكثر في حال الحاجة، وبحب ووجه بشوش وارتياح في التعامل، وهو مثال للعمل الإنساني بحق».

يذكر أن الدكتور "خالد الخالد" من مواليد "الحسكة" عام 1969، متزوج، ولديه "نايا، وحسام".