تحلّى "حسين مراد" أحد أقدم مخاتير مدينة "المالكيّة" بالكثير من الصفات المميزة، حيث فرضت أعماله وخدماته احترام وتقدير الناس حتى بعد وفاته؛ لما تركه من إرث ومحبة بين أبناء المنطقة، فكان المعين والمساعد والأب للجميع.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 24 أيلول 2018، وقفت عند شخصية "حسين مراد" لتناول مكانته وقيمته عند أبناء منطقته خلال السنوات التي عاشها بينهم، حيث قال الباحث "عمر إسماعيل" ابن قرية "عين ديوار" في منطقة "المالكية"، التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 100كم: «يعدّ من الشخصيات القليلة التي قدمت خدمات رائعة لا يمكن نسيانها، سطر تلك الأعمال الطيبة في مختلف مجالات الحياة، فجمع بين طيب الأخلاق وكرم الضيافة وحسن المعاملة، وأهم سماته أن باب بيته كان مفتوحاً دائماً، والضيوف والزوّار كانوا يتوافدون إلى منزله من مختلف المناطق، حتى إن منزله شبه بالفندق المجاني، فقد كان يقدم كل الواجبات والالتزام بحق الضيف مهما طالت إقامته، إضافة إلى ذلك، كان هناك مرضى يزورون المنطقة أو القرية للعلاج، فكانت الإقامة عنده للطبابة حتى الشفاء أو العودة إلى منازلهم، وهذا سبب من أسباب محبة الناس له. لقب الراحل بـ"حسين عالمي" من شدة كرمه وطيب أخلاقه وعلمه بأحوال الناس، ولتلك الأسباب اختير مختاراً لمنطقة "المالكيّة"، إضافة إلى كونه شخصية محببة من جميع أطياف وألوان المنطقة».

لا توجد أسرة في منطقتنا إلا وتعرفه عن قُرب، وعلى معرفة تامة بكل ما كان يحمله من خصال وأخلاق وقيم اجتماعية وإنسانية، والأهم من ذلك، أن تلك المناقب ورثت للأجيال، حتى لا نفتقد رجالاتنا الذين بصموا بحب ومحبة كبيرة، جلست ووالدي وجدي وأغلب أفراد أسرتي في منزله العامر بالخير والكرم والعطاء والمحبة، ذلك المنزل الذي كان يدعو إلى السلام والمساعدة لكل من يطرق بابه

يتابع "عمر" عن تفاصيل أخرى تتعلق بحياة المختار الراحل قائلاً: «هناك الكثيرون من أبناء المنطقة يتذكرون قصصاً عديدة في منزله، فقد كان يومياً العشرات ممن يتوافدون من قريته والقرى المجاورة إلى منزله و"ربعته"، يتناولون قضايا تخص القرية والمنطقة، ويعيشون لحظات من الفرح والمرح، إضافة إلى تناول قصص فكاهية وأخرى اجتماعية، وكان الكثيرون يقضون ليلهم ونهارهم في ذلك المنزل، حتّى المسافر إلى مكان آخر كان يقضي ساعات الليل عنده، ثم يسافر في الصباح بعد تقديم كل سُبل الراحة والضيافة، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن زوجته الراحلة "حليمة حاجي علي" ساهمت بدور كبير في رسم أجمل الصور لمنزل ومكانة زوجها، فقد تعاونت معه خير تعاون لإكرام الضيف. كان المختار يقوم بجولات وزيارات إلى نقطة أو قرية مهما كانت بعيدة في سبيل مساعدة محتاج، وكان يتحمل جهداً كبيراً في سبيل تلبية مطالبهم، إضافة إلى ما ذكر، نشيد بدوره في تربية أبنائه التربية الصالحة والحسنة، فجلّهم يحملون شهادات علمية، وحافظوا على مكانة ودور والدهم الطيب، وكثيرون يتذكرون يوم وفاته، كيف توافد الناس لتشييعه ووداعه من مناطق متعددة، وهو على لسان أبناء المنطقة وأبناء قريته تحديداً حتى يومنا هذا».

الباحث عمر إسماعيل

بدوره "محمد سليم صالح" أحد أبناء "المالكيّة" تحدّث عن مسيرة "حسين مراد" قائلاً: «لا توجد أسرة في منطقتنا إلا وتعرفه عن قُرب، وعلى معرفة تامة بكل ما كان يحمله من خصال وأخلاق وقيم اجتماعية وإنسانية، والأهم من ذلك، أن تلك المناقب ورثت للأجيال، حتى لا نفتقد رجالاتنا الذين بصموا بحب ومحبة كبيرة، جلست ووالدي وجدي وأغلب أفراد أسرتي في منزله العامر بالخير والكرم والعطاء والمحبة، ذلك المنزل الذي كان يدعو إلى السلام والمساعدة لكل من يطرق بابه».

يذكر أن "حسين مراد" وُلد عام 1922 في قرية "عين ديوار"، وتوفى عام 1989.