قدم الكثير من الخدمات لأبناء قريته في مجال التربية والتعليم، عمل في الزراعة وهو في مقتبل العمر، رافق الوجهاء والشيوخ في مرحلة مبكرة من عمره، ليكون خيّراً ومعطاءً، وينشر رسالة الأجداد الطيبة وهو شيخ عشيرته.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 22 تشرين الأول 2018، وخلال زيارتها إلى قرية "المصطفاوية" التي تبعد عن مدينة "القامشلي" مسافة 80كم، التقت أحد رجال القرية الذي يعتمد عليه في حلّ مشكلاتها وتدبير أمورها، وتولى رئاسة عشيرة "العباسيين" الكردية. عن جميع محطات حياته تحدّث "محمد نور الدين مجدل" قائلاً: «وُلدت ضمن أسرة تعمل للخير والمحبة، وأشرفت على إدارة أمور العشيرة من الأجداد إلى الآباء، لذلك كان طبيعياً أن أحمل صفاتهم وأقتدي بها منذ مرحلة مبكرة من عمري، مع الاهتمام بدراستي والتميز بها في جميع مراحلها، إضافة إلى ممارسة مهن مختلفة في عمر مبكر، أهمها مرافقة شيخ عشيرتنا لحل المشكلات وتأدية الواجبات، وفي تلك المرحلة انطلقت نحو زراعة مختلف المحاصيل الزراعية بجهد ذاتي، ساعدت من خلال ذلك أسرتي وعائلتي وأبناء قريتي.

لديّ اهتمام كبير بواقع الزراعة في القرية وجميع قرى العشيرة، لتكون الزراعة وبجميع محاصيلها الشتوية والصيفية رائدة بالكمّ والنوع، مع دعم الكفاءات العلمية من شبابنا، ومتابعة جميع قضاياهم، التي تحتاج إلى المتابعة والاهتمام، ولا يمرّ يوم من دون أن يكون هناك زائر أو صاحب حاجة، وعلينا بذل أقصى جهد في سبيل تلبية صاحب الحاجة

وبعد نيل شهادة أهلية التعليم، كلفت بإدارة مدرسة قريتي لمدّة عشر سنوات، خلالها قدمنا الكثير للمدرسة من مختلف الجوانب، وخرّجت وعلى مدار جميع السنوات كوادر وكفاءات في مختلف الاختصاصات، بعد تلك المهمّة، تم إسناد منصب رئيس مجلس بلدية القرية إليّ، منذ عام 1998 حتّى تاريخه، وحاولت أن تكون قرية مثالية، وكانت كذلك، بشهادة أبناء المنطقة ومن يشرف على المجالس البلدية، وذلك عبر منح ساعات طويلة من الجهد لخدمات القرية، فحصلنا على الإنارة والصرف صحي والتعليم وتنظيم الطرق والاتصالات، فكانت ضمن القرى النموذجية والمثالية».

من اهتماماته تربية الخيل الأصيلة

عن إدارته للعشيرة يتابع الحديث: «قبل عامين تم منحي شرف رئاسة إحدى أكبر العشائر الكردية في المنطقة، ووضعتُ أمام تحقيق جميع الأهداف والمهام التي تطلب من رئيس العشيرة، أولى الخطوات كانت بتعزيز دور "الربعة" والحفاظ على قيمتها وأهميتها، التي تتمثل في تجمع أبناء المنطقة، لتكون مكاناً لحل مشكلاتهم، واستقبال ضيوف قريتنا، وتقديم واجب الضيف من شتى النواحي، مع حفاظي على "الربعة" القديمة، لأنها من عبق الأجداد، وكسبتُ عدداً من الخيول الأصيلة، مع رفض جميع الإغراءات لبيعها، فهي أيضاً تراث، إضافة إلى متابعة يومية لجميع قضايا وأمور القرية والعشيرة، وشاركنا خلال المدة الماضية بالتصدي لحل العديد من الخلافات بين أبناء القرية والمنطقة، وحافظتُ على العلاقة الاجتماعيّة التي تربط عشيرتنا مع باقي أطياف وعشائر وألوان المحافظة بوجه عام».

يتابع: «لديّ اهتمام كبير بواقع الزراعة في القرية وجميع قرى العشيرة، لتكون الزراعة وبجميع محاصيلها الشتوية والصيفية رائدة بالكمّ والنوع، مع دعم الكفاءات العلمية من شبابنا، ومتابعة جميع قضاياهم، التي تحتاج إلى المتابعة والاهتمام، ولا يمرّ يوم من دون أن يكون هناك زائر أو صاحب حاجة، وعلينا بذل أقصى جهد في سبيل تلبية صاحب الحاجة».

زوار من مدينة القامشلي في منزله

بدوره "سطم علي الخلف" من وجهاء إحدى العشائر العربيّة في منطقة "اليعربيّة"، تحدّث عن مواقف عديدة رصدها لـ"محمد مجدل"، وقال: «وضع تأدية الواجبات الاجتماعية اليومية في قائمة أولوياته، وهو ينتقل من مكان إلى آخر في سبيل تلك الواجبات، إضافة إلى تنقله الدائم لحل القضايا والمشكلات التي تحصل بين الأطراف المختلفة، ويتحلى بالحكمة والصبر والتواضع، يشهد له بالكرم والطيب، بابه مفتوح على مدار الساعة، والأهم من هذا، فقد عرض عليه بعض أقربائه السفر خارج "سورية"، لكنه رفض من أجل عشيرته وقريته، هذا الموقف الرائع معروف في منطقتنا، ويكفيه أنه رجل يدعو إلى الخير والسلام بعقله وماله وجهده».

يذكر أن "محمد مجدل" من مواليد قرية "المصطفاوية"، عام 1963.