مدافع صلب وعنيد، يمتاز بالقوة والرشاقة والذكاء، وعنده تتكسر هجمات الفرق، ومن الجمهور تخرج الآهات لجمال اللعب وقوة الشكيمة. وكما كان "ميرو" مدافعاً في الفريق، كان مدافعاً عن حقوق الناس عندما أصبح قاضياً.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 كانون الأول 2018، التقت القاضي "إيلي ميرو" ليحدثنا عن تجربته مع الكرة، فقال: «بدأت لعب كرة القدم صغيراً، بعمر الخامسة في الحارات الشعبية، وفي السابعة انتسبت إلى أشبال نادي "الجزيرة"، وحصلت معه على بطولة أشبال القطر عام 1974 ولعامين متتاليين. ثم انتقلت إلى فئة الناشئين، ومنها انتقلت إلى فئة الرجال من دون المرور على فئة الشباب، ولعبت مع الجيل الذهبي للنادي أمثال: "نبيل الياس"، "تركي ياسين"، "غسان منصور"، "عبد الله حمزة"، "جورج خباز"، "عبد الأحد سليمان"، "سيمون زارو"، و"لؤي عبد العزيز". أما الذين درّبوني وكان لهم الفضل في صقل موهبتي، فهم: "جان عبدو"، و"جوزيف كرو"، و"سمير فاعور"، و"سمير برخو"، "جوزيف سركيس"، و"جوزيف إبراهيم". وأثناء دراستي في الجامعة لعبت لمنتخب الجامعات بإشراف الكابتن "نائل برغل"، وتلقيت عدة عروض من أندية سورية مثل: "الحرية، والوثبة، والجهاد، واليرموك"، كما دعيت إلى منتخب شباب "سورية"، لكنني اعتزلت الكرة بعمر الخامسة والعشرين بعد إصابة بالغة أثناء مباراتي مع فريق "الوثبة" بالدرجة الأولى، وأجريت بعدها عملاً جراحياً في الركبة، ولم أستطع إثره اللعب».

إن حالها لا يسر، ولأسباب عديدة؛ منها ضعف الإمكانات المادية والأزمة التي تمر بـ"سورية"، وهجرة اللاعبين، وهي كبوة لا أريدها أن تطول لتعود الكرة الجزراوية إلى سابق عهدها

أما عن لقبه "أبو علي"، فيضيف: «هو لقب غالٍ وإلى الآن أفتخر به، ويذكرني بأيام كانت تمثل فيها وجداني الرياضي والوطني؛ أيام عزّ الكرة السورية والحسّ العالي، واللعب بقميص الفريق أو الوطن شرف لا يدانى، واليوم في عصر الاحتراف انقلبت المفاهيم وبات المال هو المسيطر، وقضية الانتماء إلى النادي ضعيفة، وأندية جماهيرية عريقة اندثرت بسبب ضعف الحالة المادية».

في المحكمة

أما عن حال الكرة الجزراوية، فيقول: «إن حالها لا يسر، ولأسباب عديدة؛ منها ضعف الإمكانات المادية والأزمة التي تمر بـ"سورية"، وهجرة اللاعبين، وهي كبوة لا أريدها أن تطول لتعود الكرة الجزراوية إلى سابق عهدها».

وأضاف عن عمله: «بعد اعتزالي كرة القدم انخرطت في سلك القضاء وبتّ قاضياً أحرص على إحقاق الحق، وإعادته الى أصحابه. هي مهنة جميلة، لكنها متعبة وتجعل ضميري يقظ على مدار الساعة خشية أن أظلم أحداً من دون دراية مني. وأنا الآن مستشار ورئيس محكمة جنايات الأحداث الناظرة بدعاوى إرهاب الأحداث في "الحسكة"».

وتابع القول: «كنت أستطيع الهجرة خارج الوطن، لكنني لم أقبل الخروج، فـ"سورية" أعطتني الكثير، ولم أستطع إلى الآن ردّ الدين، فكيف أتركها وهي في أزمة باتت في أواخرها، وقد كنت حريصاً على البقاء ومسؤولاً عن الانتخابات كرئيس للجنة الانتخابات لرئاسة الجمهورية، وانتخابات مجلس الشعب الدور التشريعي الأول والثاني، والمجالس المحلية من عام 2012 ولغاية عام 2018، ورئيس لجنة الاستفتاء على الدستور، ولجنة تطبيق منح الجنسية لفاقديها مرسوم 49، وهي مسؤوليات أفخر وأعتز بتكليفي بها، وهي تأكيد على بقاء "سورية" حرة وصاحبة لقرارها. القضاء ساعد "سورية" على الخروج من عنق زجاجة الأزمة، علماً أنني في كل سنة أسافر خارج القطر لمدة شهر، أشرح للمغتربين وأبيّن لهم كيف تآمرت علينا الدول وحاولت تفكيكنا، لكننا أبناء الحق والحرية والحضارة، ولن ينالوا منّا مهما كانت الصعاب. كما أنني أزور فروع نادي "الجزيرة" في "أوروبا"، ونحن النادي الوحيد الذي لديه فروع في الخارج، ويتم التواصل معهم من خلالي؛ وهو أمر جميل جداً، وكم كنت أرى محبة المغتربين لناديهم ووطنهم، متلهفين لسماع أخباره».

يقول عنه الكابتن "غسان منصور": «الكابتن "إيلي ميرو" مدافع من طينة الكبار، لازمته عدة سنوات، وكان على قدر المسؤولية، وشعار (لن يمروا) كنا نلتزم به عندما كنا نلعب معاً في خط الدفاع. خسرناه لاعباً، وكسبناه قاضياً».

أما الصحفي "دحام السلطان"، فيقول عنه: «الكابتن "إيلي بطرس ميرو" لاعب استثنائي، وفوق العادة، واسم لن يتكرر بسهولة في ملاعب الكرة. خلق لاعباً بالفطرة وفريداً بالموهبة، يعشق نادي "الجزيرة"، وقد لعب بكل المراكز، لكنه تميز في مركز قلب الدفاع، حيث ارتبط مركزه بالبسالة والقوة، واستحق لقبه الرنان "أبو علي"».

يذكر، أن "إيلي ميرو" من مواليد مدينة "الحسكة" عام 1966، متزوج ولديه ولدان: "جورج"، و"روز ميري".