التزمَ وصيةَ والده، وسارَ على نهجهِ لتأدية رسالته الداعية للخير والسلام، حتّى يكون قدوةً لأبناء قريته، حافظَ على مشواره التعليمي لأبعد مراحله واهتمَّ بالزراعة كثيراً، فنال جائزة التميّز في محصول القطن.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 17 تموز 2019 التقت أحد وجهاء عشيرة "حرب" العربية "خالد جدوع العاكوب" في مكان إقامته بريف "القامشلي" للحديث عن مسيرته بين أبناء المجتمع، ناشراً فيها الخير، وداعياً إلى لغة السلام، التي نهجها قبله والده، ومن قاد عشيرته، وعن بداياته قال: «أثناء إدارة والدي لشؤون العشيرة، كان يفضل مرافقتي له أثناء حل المشاكل، ونشر الصلح بين المتخاصمين، والاجتماع مع الوجهاء وكبار السن، ويطلب مني التمعّن في كيفية حل الأمور العشائرية، وجميع الخلافات، كانت تلك المرافقة إحدى أهم أسباب نجاحنا في قيادتنا لأمور الناس، واستطعنا أن ننجز بعد رحيل الوالد، قضايا وخلافات واختلافات عديدة. وبالتزامن مع مرافقة الوالد داخل وخارج القرية، انصبّ تركيزي على دراستي، وطموحي كان الدراسة الجامعيّة، لذلك مرّت جميع مراحل دراستي بدرجة عالية من التميّز، خاصة وأنني في كل مرحلة كنتُ أشارك ضمن لجان المدرسة المختلفة، أبرزها عضو في اتحاد الطلبة بالشهادة الثانوية، والمساهمة بإنجاز عشرات الأنشطة الفنية والرياضية والأدبية، وغيرها الكثير، وفي تلك الفترة، كنتُ أبحث عن مشاكل وهموم الطلاب وأقوم بإيصالها للمرجعيات المعنية، لإيجاد حل لها، لذلك منذ ذلك الوقت، وجدت دعماً وحباً من مختلف الأطياف».

من يتصفح سيرة أسرته ووالده، يجد في الشيخ "خالد العاكوب" مزايا وصفات راقية ورائعة، أهمها التواضع، وهي سمة بارزة فيه، ويتسم بالكرم وحب الخير ونشر المحبة بين الناس، لا يتردد في تلبية أي واجب اجتماعي مهما كانت النقطة بعيدة، رغم بعض الآلام والأوجاع التي يعانيها حالياً، بصمته واضحة وطيبة بين أهله وعشيرته وبين العشائر الأخرى، وكل أطياف جزيرتنا تحترمه، فكل ما يهمه هو إيصال الرسالة التي منحه إياها والده

ويتابع "العاكوب" عن مشواره التعليمي والعشائري: «بعد نيل الشهادة الثانوية، توجهتُ للدراسة في جامعة "الأزهر"، والتخصص بالشريعة والقانون، كانت خطوة مهمة لتشجيع شباب قريتي والقرى المجاورة، للذهاب إلى ميادين العلم المختلفة، ففي ذلك الوقت كنتُ الوحيد من منطقتي من ذهب خارج الوطن للدراسة، ومن أجل تعزيز دور العلم والتعليم في قريتي، كنتُ بشكل دائم أبحث عن مستلزمات دعم العملية التربوية خاصة وأن مدرسة القرية كانت إحدى أقدم المدارس في منطقتنا، وبالعودة إلى دوري في المجتمع، لأكون مصلحاً، فقد توجتني قبائل "طي" العربية، لأكون عارفاً لحل المشاكل التي تحدث بين القبيلة الواحدة والقبائل المختلفة، وهناك بصمة مميزة في هذا الجانب، وبشكل دائم، ولكن أكثر ما يجهدني هي جرائم القتل والثأر، فهي معقدة جداً، ومع ذلك لم أدخر أي جهد في سبيل بتر العادات الجاهلية، وهناك أمثلة كثيرة في ذلك، ولديّ تعاون وتواصل يومي مع أغلبية وجهاء وشيوخ المنطقة، في سبيل نزع الخلافات، وحل المشاكل. وبالنسبة للواجبات الاجتماعية فهي فرض علينا، نؤديها مهما كانت بعيدة، ولدي تواصل أخوي واجتماعي مع جميع أطياف المجتمع».

الراحل جدوع العاكوب

وعن دعمه للمحاصيل الزراعية قال: «لديّ حب واهتمام بشكل كبير، في دعم وزارعة كل المحاصيل الزراعية الشتوية، والصيفيّة، وشاركتُ بمهرجانات كثيرة خاصة بتلك المحاصيل على مستوى القطر، وتوّج حبي وجهدي بحصول قطني على المركز الأول بالجودة على مستوى القطر عام 1997، بعد تقييمه من لجان محلية وعالمية من منظمة الصحة العالميّة، ونلت الجائزة وهي عبارة عن جرار زراعي من مكتب القطن بوزارة الزراعة، الاهتمام بالزراعة وتربية الأنعام ونشر الخير والسلام بين الناس، أمور ورثناها عن آبائنا وأجدادنا وسنورثها لأبنائنا».

"صالح الحاج محمود" من وجهاء عشيرة "العباسيين" الكردية، تحدّث عن "خالد العاكوب" بالقول: «من يتصفح سيرة أسرته ووالده، يجد في الشيخ "خالد العاكوب" مزايا وصفات راقية ورائعة، أهمها التواضع، وهي سمة بارزة فيه، ويتسم بالكرم وحب الخير ونشر المحبة بين الناس، لا يتردد في تلبية أي واجب اجتماعي مهما كانت النقطة بعيدة، رغم بعض الآلام والأوجاع التي يعانيها حالياً، بصمته واضحة وطيبة بين أهله وعشيرته وبين العشائر الأخرى، وكل أطياف جزيرتنا تحترمه، فكل ما يهمه هو إيصال الرسالة التي منحه إياها والده».

يذكر أن الشيخ "خالد العاكوب" من مواليد بادية "الحسكة" عام 1951.