عمرها في "الجزيرة السورية" يتجاوز المئة سنة، حافظت على وجودها وأناقتها بين الدور السكينة، وخاصة "ربعات" العشائر والشيوخ، حاملة بين طياتها زخرفات منوعة زاهية الألوان، وذكرها يجلب الكثير من القصص العابقة بالفخر.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 21 نيسان 2018، رصدت الحديث عن تلك السجادة العجمية في إحدى "الربعات" المشهورة بريف "القامشلي"، وقد تبيّن أنها أهم قطعة في ذلك المكان، وبدا اهتمام الزائر بها واضحاً، حيث تحدث الحاج "صبري نور الدين الناصر" أحد كبار السن، عن مزايا تلك السجادة بالقول: «هناك اهتمام من قبل الجميع، لتكون "الربعة" في أبهى صورة، لكونها البيت الكبير ويحتوي الجميع، لذلك يحرص شيخ العشيرة وأبناؤها على ترتيب تلك "الربعة" بالصورة المثالية، ومن محتوياتها التي تجعلها على تلك الصورة السجادة العجمية المخصصة لها فقط، سواء "الربعة" الصيفية أو الشتوية. ولأن الزائر إلى "الربعة" يبحث عن التاريخ والأصالة والعراقة؛ فإن السجادة تحكي تلك العناوين، ونحن نجد في ربعتنا حكاية الماضي الجميل، ففي الجلسات التراثية يتم عرض بعض التراثيات من ذلك الماضي، ومنها هذه السجادة، وقد تمّ ذلك قبل أيام قليلة، عندما قمنا بعرضها أمام الحضور الكبير للتعريف بها، خاصة فئة الشباب الذين يجهلون قيمتها ومكانتها، وأهميتها في هذا المكان بوجه خاص».

هناك اهتمام من قبل الجميع، لتكون "الربعة" في أبهى صورة، لكونها البيت الكبير ويحتوي الجميع، لذلك يحرص شيخ العشيرة وأبناؤها على ترتيب تلك "الربعة" بالصورة المثالية، ومن محتوياتها التي تجعلها على تلك الصورة السجادة العجمية المخصصة لها فقط، سواء "الربعة" الصيفية أو الشتوية. ولأن الزائر إلى "الربعة" يبحث عن التاريخ والأصالة والعراقة؛ فإن السجادة تحكي تلك العناوين، ونحن نجد في ربعتنا حكاية الماضي الجميل، ففي الجلسات التراثية يتم عرض بعض التراثيات من ذلك الماضي، ومنها هذه السجادة، وقد تمّ ذلك قبل أيام قليلة، عندما قمنا بعرضها أمام الحضور الكبير للتعريف بها، خاصة فئة الشباب الذين يجهلون قيمتها ومكانتها، وأهميتها في هذا المكان بوجه خاص

بدوره "حسين الحسو" من وجهاء المنطقة، ومالك "ربعة" في ريف "القامشلي"، يتحدث عن وجود تلك السجادة منذ عشرات السنين، ويقول: «عمرها مئة عاماً، وقد ورثنا "الربعة" من الجد إلى الأب، ومن ضمن ما ورثناه تلك السجادة العجمية، والحفاظ عليها مثل الحفاظ على الابن. عرفنا أهميتها وقيمتها التاريخية، لمجرد حفاظ الآباء والأجداد عليها، وهناك رمزية كبيرة لها؛ لذلك يجلس عليها الوجهاء والشيوخ، لكونها من أجمل أنواع السجاد، وأكثرها راحة، ولأنها إرث حضاري.

حسين الحسو في "ربعته"

لدينا اهتمام خاص بها، فيجب أن تكون ناصعة ونظيفة دائماً؛ نظافتها من الواجبات التي تلقى على عاتق الأسرة، إضافة إلى صيانة دورية لها عند المختصين، فهي تحتاج إلى خياطة وتطريز، والحفاظ على زخرفتها. ولهذا فهي لا تباع بأي ثمن، وهي نادرة في المنطقة، ربما نجدها في منازل معدودة على مستوى منطقة "القامشلي" بأكملها، إلى جانب عدم قدرة أي شخص على تصنيعها، لندرة المواد الداخلة فيها».

"قهرمان سيد رسول" أحد خبراء السجاد في مدينة "القامشلي"، تحدّث عن تفاصيل تخص تلك السجادة بالقول: «هناك رموز كثيرة تدل على قدمها وأصالتها، سواء من خلال النقوش الفارسية التي تشير إلى أن ولادة السجادة تعود إلى أكثر من 2500 عام، إضافة إلى لونها الأحمر، وهي علامة من علامات جودتها، إلى جانب المواد التي تصنع منها، فهناك أنواع كثيرة من الصوف، والأهم أن بعضهم يضيف إليها شعر الماعز. لها قيمة كبيرة، حتى إن الأسر قبل مئات السنين كانت تصمّم على إرفاق سجادة ضمن أثاث العروس الجديدة، فالزخرفة والنقوش تعدّ لوحات جميلة خالدة، ولا بدّ من الإشارة إلى أن نقوشاً كثيرة ترسم عليها، منها نقوش هندسية، وأخرى نباتية، وبعض تلك النقوش توضح أسماء المدن العريقة التي تدل على رمزية ما. أما التصاميم، فبعضها تعطي أشكالاً رائعة، كتصميم شبيه بالشجر وربما بأوراقه، وآخر تصميم يشبه الزهور، وهذا النوع من السجاد لا يتوفر إلا بأعداد قليلة ونادرة جداً، لكن الجميل في الأمر أن بعضهم يخلدها في معارض تراثية تقام على مستوى المنطقة، وهو أمر مهم لتكون رسالة تراثية وحضارية للمجتمع والأجيال الحالية».

السجادة العجمية تتربع في "الربعة"