على بعد "26" كم إلى الغرب من محافظة الحسكة وبتاريخ 22/10/2009 تجمع عشرات الآلاف من الزائرين، القادمين من أصقاع عديدة لإحياء الذكرى الرابعة لوفاة الشيخ "محمد الخزنوي"، هذه الأرض المقفرة التي لم يكن يمر بها إلا عابر سبيل، جعلها الله على يديه وجهة ومقصدا للناس، التي لا تريد علواً في الأرض ولا فساداً وإنما تريد التقرب إلى الله العلي القدير.

«وكما لا يخفى على الناظر أو الحاضر إلى هذا المكان اختلاف الأعراق والأجناس والطبقات ولكن المميز لهذا الحشد أن لا فرق يذكر بين احد ولا فضل لأحد على احد إلا بالتقوى وهذا هو صلب ديننا».

نحن هنا يا إخوتي ليس لكيلا ننسى ولكن لنتأسى ونجعل أمثال هذا الرجل قدوة لنا في نقل تعاليم الدين الحنيف

كلمات عذبة صدحت بها حنجرة "الملا بسام النجار" إمام وخطيب جامع المتقين بحلب وهو يعبر لموقع eHasakeh عن شعوره بقوله: «إن اقل ما أقول عن شعوري انه لا يوصف، وانأ أرى هذه الوفود التي حضرت إلى هنا من المدينة المنورة والرياض ولبنان والكويت وتركيا وفرنسا والمانيا والسويد وأمريكا، ليس بينهم رابط مادي أو دنيوي، ولكن ما بينهم لا يتعدى المحبة في الله، ولا ننسى أن نذكر وفد علماء الساحل السوري ووفد دمشق الفيحاء وعلى رأسهم فضيلة الشيخ "عبد الله الكتاني" ممثلا السيد "محمد عبد الستار السيد" وزير الأوقاف في الجمهورية العربية السورية».

الملا محمد حسني

وألقى السيد "يوسف خطار" خطيب جامع "إبراهيم الخليل" في "الحجر الأسود" وصاحب كتاب "الموسوعة اليوسفية" كلمة أشاد فيها بالجموع الغفيرة ورحب بالضيوف الكرام وأثنى عليهم، وشكر لهم المعاناة التي تكبدوها، للوصول إلى هذا المكان، كما أثنى على القائمين على الطريقة "الصوفية النقشبندية" ودعا الله لهم بالسداد والتوفيق.

ومن تركيا قال الواعض "حسني كجر": «إن هذا التجمع يعكس روح التآخي والمحبة بين الشعبين الجارين، وان الإسلام دين يوحد الشعوب رغم البعد المكاني، ويعكس للعالم اجمع بأننا شعوب نريد الخير لكل العالم، ونرجو ان يعم الخير والسلام في كل الأرجاء وان يعيش العالم كله كأسرة واحدة».

جانب من توديع الشيخ لضيوفه

اما الملا "محمد فريد" وهو من أهالي "أزمير" فيقول: «إن آخر شيء كنت أتصوره هو أن أتعلق بهذا الرجل الذي احضر ذكرى وفاته الرابعة، ولكن منذ سنوات عديدة اخبرني احدهم أن الشيخ "محمد الخزنوي" موجود هنا في تركيا فقلت لنفسي سأذهب لأرى ما يقوله هذا الداعية، وعندما وصلت إليه شدتني روحانيته العالية، وأحسست أني أحبه حبا عظيما، وتعلقت به بشكل لا يوصف وها أنت تراني الآن وأنا شيخ كبير، اقطع مسافات شاسعة لزيارة المكان التي تقام فيه ذكرى وفاته».

وفي ختام الحفل ألقى فضيلة الشيخ "محمد مطاع الخزنوي" كلمة شكر فيها الحضور وأثنى عليهم ودعا الله لهم وقال: «نحن هنا يا إخوتي ليس لكيلا ننسى ولكن لنتأسى ونجعل أمثال هذا الرجل قدوة لنا في نقل تعاليم الدين الحنيف»، كلمات تكتب حروفها بماء الذهب.

فضيلة الشيخ محمد مطاع الخزنوي

واختتم الحفل بتوزيع كتب تحكي عن حياة الشيخ الراحل وعلب تذكارية للضيوف.