أنهت البعثة الأثرية السورية العاملة في "تل الحسكة" أعمالها للموسم التنقيبي الرابع، من المرحلة الثانية.

موقع eHasakeh التقى مدير دائرة الآثار ورئيس البعثة السورية الدكتور "عبد المسيح بغدو" فقال: «اكتشفت البعثة الأثرية السورية العاملة في "تل الحسكة" في ختام أعمال موسمها التنقيبي الرابع كنيسة ومقبرة تعودان إلى الفترة المسيحية المبكرة، حيث توضعت الكنيسة جنوب الكاتدرائية التي كشفت عنها البعثة الأثرية السورية في المواسم الثلاثة السابقة، وقد تبين أن الكنيسة بنيت من الحجر البازلتي المربوط بمونة جصية، وقد تم طلاء جدرانها من الخارج والداخل وأرضيتها بمادة الجص.

أنه قامت ست بعثات أثرية "سورية" و مشتركة بالتنقيب في مواقع "تل براك، شاغر بازار، تل حمدي، تل مبطوح شرقي، تل شعير وتل الحسكة"، حيث بحثت البعثة الانكليزية في موقع "تل براك"، والسورية البلجيكية في موقع "شاغر بازرا"، والسوسيرية في موقع "تل حمدي"، أما المواقع الثلاثة المتبقية فقد عملت فيهم البعثة السورية

وبلغ طول الكنيسة 22,50متراً وعرضها 14,50متراً، وتتألف من قسمين ورواق يتم الدخول إليها من الجهة الغربية، بواسطة مدخل يؤدي إلى رواق على شكل حرف "L" معكوس، يتجه من الغرب إلى الشرق بطول 12,50متراً وعرض 2متر, وقد توضع في الجهة الجنوبية من الرواق عامودين على شكل دائري, وعلى بعد 10,50متراً تتوضع قاعدة بطول 2متر وعرض 11,80متراً، يتجه بعدها الرواق إلى الجنوب, ويؤدي هذا الرواق إلى الكنيسة، حيث يتم الدخول إلى القسم الأول من الكنيسة بواسطة ثلاثة مداخل عرض كل مدخل 1متر».

المقبرة التي تم العثور عليها

وبين "بغدو": «أن القسم الأول من الكنيسة احتوى على الهيكل، حيث بلغ طوله من الداخل 8,60 متراً وعرضه 12,90متراً، وبلغ عرض جدارها الشرقي 40 سم على ثلاثة أبهاء وهم "بهو شمالي، بهو أوسط، بهو جنوبي", ويفصل هذه الأبهاء عن بعضها البعض عمودين ُمشيّدين من الحجر البازلتي، قطر كل عمود 1,10متر, وقد توضع بمحاذاة الجدار الشمالي للكنيسة كرسي مصنوع من الحجر البازلتي واللبن المشوي بالنار، والمطلي بمادة الجص حيث يعتقد أنه لشخصية دينية هامة، كما توضع في الجهة الجنوبية داخل الجدار الجنوبي مقعد لرجل دين واحد، ويرجح أنه لشخصية أقل مرتبة دينية من الأول، وإلى الغرب منه تم التعرف على مقعد لجلوس أكثر من رجل دين، وفي منتصف الجهة الشرقية من الهيكل تم التعرف على القسم الثاني من الكنيسة، وهو قدس الأقداس "المُصلَّى" أو "بيت كزا"، وقد بلغت أبعاده من الداخل 5,10×2,10متر، كما زُيّنت واجهة المدخل بعمودين حجريين بشكل نصف دائري».

وأشار رئيس البعثة: «إلى أنه تم التعرف على مقبرة في الجهة الشمالية من الكاتدرائية، وصل طولها إلى 18متراً وعرضها إلى 8 أمتار واتجاهها "شرق – غرب" وأرضيتها مطلية بالجص، وقد تألفت المقبرة من قسمين الأول توضَّع في جهة الشرق وبلغت أبعاده 8×2متر، وهو عبارة عن ثلاثة هياكل زُيِّنت واجهتها بأعمدة حجرية نصف دائرية، ويحيط بها جدار من الجهة الشرقية بعرض 30سم.

صورة لأحد الأعمدة الأثرية

وكانت البعثة كشفت في موسم عام 2010، على أرضية الهيكل الجنوبي طبعة ختم من الطين، ويتصل الهيكل الرئيسي الأوسط مع القسم الثاني للمقبرة بواسطة ممر "شقاقون" بطول 5 أمتار وعرض 1,10متراً، وتم التعرف داخل هذا القسم على خمسة عشر قبراً, كُشف عن قبرين منهما في موسمي 2008 - 2009، كما تم الكشف عن قبر خلال هذا الموسم، حيث وجد بداخله هيكل عظمي بشري لرجل طوله 165سم, وتعتبر هذه المقبرة جزء من المجمع الديني الذي كُشف عنه, وتتابع البعثة دراسة المادة الأثرية التي تم الكشف عنها خلال هذا الموسم».

وأكد الدكتور "بغدو": «أنه قامت ست بعثات أثرية "سورية" و مشتركة بالتنقيب في مواقع "تل براك، شاغر بازار، تل حمدي، تل مبطوح شرقي، تل شعير وتل الحسكة"، حيث بحثت البعثة الانكليزية في موقع "تل براك"، والسورية البلجيكية في موقع "شاغر بازرا"، والسوسيرية في موقع "تل حمدي"، أما المواقع الثلاثة المتبقية فقد عملت فيهم البعثة السورية».

من اللقى الأثرية في تل الحسكة

من جهته قال طالب الآثار في السنة الرابعة "جورج حنا": «تعلمنا أساسيات علم الآثار في الكليات بشكل نظري، وكان من الضروري التواجد في المواقع الأثرية لكسب الخبرة الميدانية، وهذا ما وجدناه من خلال التعامل ضمن فريق البعثة السورية التي يرأسها الدكتور "عبد المسيح بغدو"، مشيراً إلى أن هذا الموسم التنقيبي يعتبر من أكثر المواسم التي عملت بها، وقد أسفرت التنقيبات عن مكتشفات أثرية غنية كما أثرت لدينا معلوماتنا الأولية كطلاب».