«"الرميلان" المدينة التي لا تنام، المدينة المتكاملة خدمياً، مدينة الذهب الأسود، سورية الصغرى»، هذا ما بدأ به حديثه عنها السيد "نصر الله الياس" مدير حقول الحسكة، وتابع: «هذا ما يطلقه أهلها عليها، وهذا ما عرفت به منذ تأسيسها، وعندما يزورها احد لا بد أن يعود إليها للأثر الطيب الذي تتركه في النفوس. حيث تجد فيها كل ما يلزمك كزائر رغم بعدها الجغرافي ورغم وقوعها في أقصى الشمال الشرقي من سورية في محافظة "الحسكة" والتي أسست كمدينة عمالية سكنية للعاملين بحقول الصناعة النفطية والعاملين في حقولها المترامية على مد البصر في أراضي الجزيرة الخضراء. وقد عرفت منذ القديم بجزيرة الخير والعطاء، وعندما تعدد المدن المتكاملة في سورية لا بد أن تذكر أولها المدينة التي يرفرف فوقها علم الاقتصاد السوري للذهب الأسود.

تقع "الرميلان" في أقصى الشمال الشرقي من سورية في محافظة "الحسكة" وتبعد عن العاصمة "دمشق" ما يزيد على 900 كم وتبعد عن مركز المحافظة 160 كم وعن مدينة "القامشلي" 70 كم وعن مركز المنطقة "المالكية" 25 كم وتتربع على مساحة قدرها 5 كم2. اسست هذه المدينة مع نشوء الصناعة النفطية بـ"الرميلان" أي عام 1956، ومنذ ذلك التاريخ و"الرميلان" تحتل صدارة في المدن المتكاملة خدميا حيث تجد فيها ما يفتقر إلية محيطها والمدن المجاورة وتقسم مدينة "الرميلان" إلى عدة أقسام وذلك حسب الشركة التي شيدت البناء.

1- "الرميلان" القديمة: وهي أول سكن عمالي تم بناؤه للعاملين بالقطاع النفطي وهو مجاور لمناطق العمل.

نصر الله الياس

2- "الرصافه": وهذا الاسم يعود إلى شركة "الرصافه" البانية للمساكن، وتأتي بعد المدينة الأساسية "الرميلان".

3- "الإسكان": ويطلق عليها هذا الاسم لكون الشركة التي بنت هذه المساكن هي شركة الإسكان العسكرية.

أحد احياء الرميلان

4- "المدنية": وهذا الاسم نسبة إلى الأعمال المدنية بـ"الرميلان" التي بنت هذه المساكن.

5- مساكن "الجوادية": وتبعد عن المديرية 15 كم وتخدم كباقي المناطق بالمدينة السابقة، من حيث الإطعام والخدمات الأخرى.

طبابة حقول الرميلان

ويقطن في حقول "الرميلان" ما نسبته 27% من العاملين بحقول النفط أي ما يقارب 1700 عائلة ويقدر عدد القاطنين بـ(11500) نسمه من كافة المحافظات السورية، وهناك سكن للعاملين من خارج المحافظة يسمى مساكن العازبين من مهندسين وفنيين وعمال عاديين. ولكون المدينة تجمعاً سكانياً عمالياً فهي مزيج فسيفسائي نادر الوجود حيث تجد التعايش المشترك والتآلف الذي يميز هذه المدينة عن غيرها حيث تكاد تجزم أن جميع من يقطن المدينة يأكلون تقريبا نفس الطبخة، وهذا يعود إلى نظام الإطعام بالمدينة. حيث توزع المديرية مواد تموينية واحدة على كل القاطنين من مهندسين، وعمال، ومديرين».

أما السيد "أحسان السطم" رئيس شعبة العلاقات العامة في المديرية وأحد القاطنين في المدينة فتحدث قائلا: «تتميز المدينة بالجانب الخدمي الكبير حيث يجد الزائر ما يميزها عن غيرها من المدن وحتى الكبرى حيث أسست البنية التحتية للمدينة بحيث تخدم القاطنين لمدة طويلة. فهناك منظومة طرق بطول (30) كم ضمن أرجاء المدينة وتربطها طرق مع محيطها من القرى والمدن الأخرى مثل "القامشلي والمالكية والقحطانية وتل حميس واليعربية". هذه الطرق يتم صيانتها بشكل دوري وكلما دعت الحاجة لذلك بالإضافة إلى آليات نقل من والى المدينة مجانا للعاملين بالقطاع النفطي إلى المدن المجاورة والى المحافظات. يخدم القاطنين فيها جملة مقومات جعلت المدينة تسود غيرها حيث تجد فيها (13) حديقة يؤمها الأهالي كلما رغبوا، ومدينة ألعاب، وهناك ناد رياضي متميز جدا على مستوى القطر وهو ناد عمالي يضم العديد من الأنشطة الرياضية، ووصل إلى مصاف الأوائل في عدة ألعاب مثل كرتي الطائرة والقدم، والشطرنج، وألعاب القوى.

هناك أربعة مسابح مجهزة يرتادها الأهالي متى أرادوا (المسبح العائلي- الرصافة- العازبين-المعهد) وتؤمن المديرية جميع الخدمات للخبراء الأجانب المقيمين بالمديرية والضيوف القادمين من خارج القطر والمحافظات الأخرى ويتم تسهيل أمورهم ووثائق سفرهم شكل دائم.

وما يتوج المدينة مركزها الثقافي والذي يعد صرحها الحضاري وأفضل مسرح والأكبر في المحافظة ومجهر بأحدث التقانات على الإطلاق من شاشات عرض وأجهزة، وفيه تقام العديد من النشاطات والمسرحيات بالإضافة إلى دار السينما.

وهناك مطاعم ومرافق عامة لترفية القاطنين أولها: مطعم وكفتريا المركز الثقافي، والثاني: مطعم الرصافة، والثالث: مطعم العائلات، وهذه المطاعم تخدم الزائرين من خارج المديرية مع أهل المدينة وما يميز المدينة عن غيرها من مدن العالم وليس سورية فقط هو المواد الغذائية والتموينية التي تقدمها الشركة السورية للنفط للقاطنين من الأهالي بالإضافة إلى المياه والكهرباء، وطبعا كلها مجانية.

وفي جانب الاتصالات لكل منزل هاتف رباعي موصول مع مقسم للمديرية يلبي حاجة الأهالي ومجانيّ ايضا. ويخدم القاطنين مستوصف كبير فيه عدد من الأطباء المختصين ويتم تحويل المريض أو المصاب إلى المشافي الخاصة أو الحكومية إذا دعت الحاجة إلى ذالك. وهناك مجموعة محال تجارية تؤمن حاجة الأهالي من لوازم ومواد مختلفة. اما من حيث الجانب التعليمي فهناك ثلاث مدارس للتعليم الأساسي حلقة أولى، ومدرستان للتعليم الأساسي حلقه ثانية، وأربع ثانويات (للبنات- للبنيين- فنية تجارية- النفطية) ومعهد للصناعة النفطية هو الأول من نوعه في سورية، كما يوجد ثلاث رياض أطفال، وثلاث دور للحضانة لأبناء العاملين فقط.

تعود المدينة إدارياً إلى ناحية "معبدة" التي أحدثت منذ فترة وجيزة، والتي كانت بلدية قبل إحداث الناحية. وللمرأة جانب هام في قضايا المدينة، حيث تأخذ حيزاً كبيراً وهاماً في الحياة الاجتماعية من خلال مشاركاتها بالحياة اليومية.