تعتبر ولادتها حديثة المنشأ، فيعود عمرها لعام 2005، وتقع في منطقة "هيمو" وتبعد مسافة 12 كم عن مدينة "القامشلي" وتعتبر من الكنائس المهمة في الجزيرة السورية، وهي من الكنائس المشهورة بالمعجزات والخوارق.

موقع eHasakeh زار الكنيسة بتاريخ 16/3/2011 والتقى أحد المترددين عليها باستمرار السيد "إميل شمعون" وتحدّث عن أهم معجزاتها قائلاً: «أي إنسان هو بحاجة لدور العبادة، ليبتعد عن هموم وأوجاع الدنيا، ويتقرب من الخالق، فأنا متواصل مع كنيسة القديسة رغم بعدها عن مركز المدينة، وسمعت وشاهدت الكثير من المعجزات ومنها مجيء مجموعة من الأهالي مع طفلتهم التي لا تتجاوز 12 عاماً فاقدة للحركة والعقل، وقالوا بأنهم سمعوا بقدسية القديسة "فبرونيا" وبقي الأهل مع طفلتهم لمدة يومين مع إقامة الدعاء والصلوات فبدأت الطفلة بالتكلم والشفاء الكامل، علماً أنهم من قرية تبعد حوالي 20كم عن الكنيسة».

من إحدى المعجزات التي لم يُعرف تفسيرها حتى الآن موضوع الشجر الذي يظهر في غير ميعاده، فقد قدم علماء كثر ومن دول متعددة لمعرفة طبيعة وحقيقة هذه الأشجار فقد عجزوا عن ذلك، وحاول مهندسون من دول غربية زرعها في مكان آخر فباءت تلك المحاولة بالفشل، حيث تزهر في الوقت التي تكون الأشجار الأخرى قد تساقطت، ويتساقط أوراقها عندما تزهر البقية

أمّا حارس الكنيسة السيد "ضيف مته" فقد تحدّث عن حاله مع بداية عمله في الكنيسة قائلاً: «مع بداية تعييني في الكنيسة كحارس كنت أشعر برجفة وقلق وكوابيس في المنام لا تُطاق، ولم أكن أستطيع النوم نهائياً حتًى أنني قررت ترك العمل والرجوع إلى منزلي في القرية، فذهبت لقبر القديسة عند المساء وتوسلت إليها، وصليت هناك لعلها تكون السبب في تخفيف محنتي وآلامي، ومع عودتي للغرفة التي أرقد فيها شعرت بدخان كثيف فوق رأسي، وأحسست بأنه من التوسل للقديسة وفي ذاك اليوم وأنا أحس بهناء وسعادة في الكنيسة دون الشعور بأي شيء، وهو ما يقارب العامين».

قبر القديسة فبرونيا

أمّا المتعهد الذي أشرف على البناء السيد "صليبا شمعون" فتحدث قائلاً: «كان قبر القديسة في منطقة غير مأهولة بالسكان، ولذلك قرر المطران العمل في بناء كنيسة مكان القبر بتاريخ 15/11/2001 تعبيراً عن مكانة القديسة عند المؤمنين، وهي التي استشهدت عام 304م على أيدي الرومان، بعد أن كانت مع الراهبات في الدير "بتركيا" وعند أخذ جنود الرومان الراهبات، أعجب الوالي كثيراً بجمال القديسة "فبرونيا" فأراد الزواج منها، ولكنها رفضت بشدّة، وحاول معها بشتى الوسائل بالمال والجاه، فتابعت رفضها، ومن ثمّ مارس جميع أنواع التعذيب والاضطهاد، حتّى إنه بتر أصابعها على مهل، وبدأ يقطع يديها ورجليها، عندما ضاقت به السبل».

ويتابع السيد "صليبا" عن القديسة قائلاً: «ومع تعذيب "فبرونيا" اختل عقل الوالي، وضرب رأسه بالحائط ومات من قهره، وهي أيضاً لم يكن بالإمكان إنقاذ حياتها بعد ما نالته من تعذيب وتقطيع، فطلبت الدفن في الدير القريب من "نصيبين" ومع مجيئها وهي ميتة إلى مكان دفنها الآن كان دمها يتناثر ومع كل نقطة دم، أثمرت شجرة من الأشجار النادرة الوجود بحيث تزهر في غير أوقات إزهار الشجر، ومع مرور الوقت أحيط قبرها بالشجر بقدرة إلهية، ومع كثرة الزيارات والإقبال على القبر خاصة أيام الأعياد، والكثيرون الذين كانوا ينذرون ويأتون عند القبر، فكان قرار المطران ببناء كنيسة مكان قبرها».

الملجأ ضمن حرم الكنيسة

أمّا راعي الكنيسة القس "ملكي عشو" فقد تحدّث عن أهمية الكنيسة قائلاً: «من إحدى المعجزات التي لم يُعرف تفسيرها حتى الآن موضوع الشجر الذي يظهر في غير ميعاده، فقد قدم علماء كثر ومن دول متعددة لمعرفة طبيعة وحقيقة هذه الأشجار فقد عجزوا عن ذلك، وحاول مهندسون من دول غربية زرعها في مكان آخر فباءت تلك المحاولة بالفشل، حيث تزهر في الوقت التي تكون الأشجار الأخرى قد تساقطت، ويتساقط أوراقها عندما تزهر البقية».

أمّا الملجأ فتعود الفكرة والدعم للمطران أيضا لتشكل بذلك نقطة إنسانيّة مهمة في دور العبادة، وتعتبر حالة فريدة ونادرة من نوعها، وقد بلغت التكلفة المالية عشرة ملايين، ومؤلف من طابقين وملحق، وكل طابق يتضمن 11 غرفة، وإجمالي البناء يتسع لأربعين شخصا، وتمّ تأمين الأسرة وتصاميم الغرف بأسلوب طبي وعلمي ومتزن، حتى يكون المقعد على قدر كبير من الراحة والهدوء».

إحدى الأشجار التي تشكلت من دم القديسة

وتابع القس "ملكي عشو" فقال: «كان الحدث الديني يتطلب بناء الكنيسة في مكان مهم للعبادة، والدليل الزوّار الكثر من المسلمين والمسيحيين لتلك النقطة، وحاولنا تأمين جميع الوسائل التي تكفل راحة المؤمن لبعدها عن المدينة، فهناك مكان للصلاة يتسع لعدد كبير، وضمن مكان الصلاة قبر الشهيدة "فبرونيا"، ومطبخ مجهز بكافة الأمور، ومساحة خضراء واسعة، تتضمن 2200 شجرة ووردة، وبذلك تكون دونت اسمها كأكبر واحة في الجزيرة، ولذلك هي تستقبل كافة الأجناس والأسماء التي تراودهم اسم قديسة هذا البناء».

وعن العمل الإنساني تابع القس بالقول: «قدمنا عملاً إنسانياً في غاية الأهمية وهو بناء ملجأ للعجزة والمقعدين وذلك عام 2004 وهو الآن لا ينقصه إلا الكوادر المختصة من إداريين وأطباء ومستخدمين، وقبل كل ذلك سنضع الأسس الرئيسية ونظام داخلي لقبول الشخص، وتدرس من قبل طائفة الكنيسة، فستكون الأولية للمقعد الذي لا يملك قوته اليومي، والذين يعانون من أمراض مزمنة ولا يملكون من يعيلهم، فالبناء قليل الاستيعاب والإقبال سيكون بأعداد كثيرة وهو المتوقع أمّا الفكرة والدعم فتعودان للمطران "مته روهم" لتشكل بذلك نقطة إنسانيّة مهمة في دور العبادة، ومؤلف من طابقين وملحق، وكل طابق يتضمن 11 غرفة، وإجمالي البناء يتسع لأربعين شخصا، وتمّ تأمين الأسرة وتصاميم الغرف بأسلوب طبي وعلمي ومتزن، حتى يكون المقعد على قدر كبير من الراحة والهدوء».