من أقدم القرى التي وُلدت في أحضان بلدة "اليعربيّة"، تشتهر بزراعة جميع المحاصيل الزراعية الصيفيّة والشتويّة، إضافة إلى لوحتها الاجتماعيّة المميزة، واسمها الذي يشي بالكثير.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 23 تشرين الثاني 2016، زارت قرية "أم عظام" الواقعة على الحدود "السوريّة، العراقية"، تبعد عن مدينة "القامشلي" 110كم، وتحدّث أحد أبنائها "أحمد سلامة" عن ميزاتها بالقول: «تعدّ من أقدم القرى الواقعة في منطقتنا، فعمرها يتجاوز الستين عاماً، تتوفر فيها كل معاني الحياة الجميلة، أهمها أنها تضم ألواناً وأطيافاً متعددة، لكنها قلب واحد في الأفراح والمناسبات وتأدية الواجبات، والزائر للقرية يجدها وكأنها لون واحد، أمّا بالنسبة لتسميتها، فالأجداد وكبار السن ممن عاصرناهم وغابوا عن الحياة، أشاروا إلى أن السبب في تسميتها "أم عظام" من كثرة الولائم التي كانت تقام فيها، وهو دليل صريح على كرم المنطقة بوجه عام، والقرية بوجه خاص، لذلك حرصنا كبير على التقيد بهذا العرف الذي ورثناه، وهو الكرم وإكرام الضيف. وبالنسبة للخدمات التي قدّمت للقرية، فهي في مختلف الجوانب، ووصلت إليها تباعاً بدءاً من الكهرباء وشبكة الصرف الصحي، وقبل ذلك التعليم، وهناك اهتمام وتشجيع من الأهالي أنفسهم لفرض جمالية على قريتهم من خلال تشجيرها وزراعتها ونظافتها، وحثهم على التعليم والحصول على شهادات عليا بمختلف الاختصاصات، والطرق فيها معبّدة، إلى جانب الطرق التي تصلها بالمناطق والبلدات المجاورة».

القرية فيها أكثر من ستين منزلاً، وكانت حالها كحال جميع القرى بالعمل في الزراعة أولاً، وقامت بزراعة المحاصيل المشهورة، مثل: القمح، والقطن، والعدس، والشعير، ولاحقاً بدأت زراعة "الكمون"، و"الكزبرة"، والعام الماضي قامت بتجربة "الحبة السودة"، و"السمسم"، وجميع المحاصيل بما فيها الجديدة وكانت ناجحة بنسبة عالية. إضافة إلى ذلك هناك أسر تسخر أراضيها لزراعة الخضار، والمساهمة ببيعها في الأسواق، إلى جانب ذلك الاهتمام كبير عند كل أسرة لتحديد مساحة ضمن حرم دارها للخضار، والاستفادة منها في التزاماتهم اليومية وما يحتاجون إليه من خضار، والأمر حقق فائدة كبيرة عند الأهالي، وجعلهم مكتفين ذاتياً

المربي "محمود العمر"، قال: «القرية تفصلها عن الحدود العراقية 2كم، وهي أبعد نقطة في الجهة الشمالية لمحافظة "الحسكة"، ونجاح عديد المحاصيل الزراعية ساهم بزراعة الآلاف من الهكتارات بالمحاصيل. في القرية مدرستان؛ الأولى للمرحلة الابتدائية، والثانية للمرحلة الإعدادية، أما طلاب الشهادة الثانوية، فيدرسون في بلدة "اليعربية"، وحالها كحال بقية القرى؛ فالكثير من الاختصاصات والشهادات العلمية لدى أبنائها.

فسحة من ساحات القرية

وحول التسمية هناك رأي آخر حول اسمها، وهو رأي ضعيف، حيث يقال في الماضي البعيد كانت الحروب كثيرة في المنطقة، والعظام تبقى في العراء، فسميت القرية بهذا الاسم. وتبقى للقرية مطلب ملحّ وهو ضرورة بناء نقطة طبية، لكون أقرب نقطة هي في البلدة».

أمّا إحدى ربات البيوت في القرية "عمشة المحمّد"، فتحدّثت عن جوانب العمل والحياة في قريتها، وتقول: «القرية فيها أكثر من ستين منزلاً، وكانت حالها كحال جميع القرى بالعمل في الزراعة أولاً، وقامت بزراعة المحاصيل المشهورة، مثل: القمح، والقطن، والعدس، والشعير، ولاحقاً بدأت زراعة "الكمون"، و"الكزبرة"، والعام الماضي قامت بتجربة "الحبة السودة"، و"السمسم"، وجميع المحاصيل بما فيها الجديدة وكانت ناجحة بنسبة عالية. إضافة إلى ذلك هناك أسر تسخر أراضيها لزراعة الخضار، والمساهمة ببيعها في الأسواق، إلى جانب ذلك الاهتمام كبير عند كل أسرة لتحديد مساحة ضمن حرم دارها للخضار، والاستفادة منها في التزاماتهم اليومية وما يحتاجون إليه من خضار، والأمر حقق فائدة كبيرة عند الأهالي، وجعلهم مكتفين ذاتياً».

لوحة للأمل في القرية

أمّا "سعدة علي الخالد" من كبيرات السن في القرية، فتحدثت عن جوانب أخرى في قريتها، وقالت: «لأهل القرية اهتمام كبير بتربية الأنعام، فحياتهم اليومية مرتبطة بخيراتها، ولا غنى لهم عنها، وهناك شتى أصناف وأنواع الأنعام فيها، خاصة الأبقار والأغنام والماعز، وللطيور مكان في كل منزل. إلى جانب ذلك هناك من يهتم بتربية الخيل، وهو نادراً ما يكون في مناطقنا.

بالنسبة للعلاقة الاجتماعية، فهي طيبة وجميلة، وتعدّ قريتنا لوحة ونموذجاً من "الجزيرة السورية" بأكملها، فمنذ نشأتها وحتى يومنا هذا، الجميع أسرة واحدة وبيت واحد عند المحن والشدائد، لذلك كان الحرص أن تكون هناك "ربعة"؛ (وهي بيت كبير يجتمع فيه رجال القرية يومياً)، للحفاظ على الألفة والمحبة، والتداول في حل مشكلة أو قضية في القرية إن وجدت، والأهم من ذلك أن أبناء القرية يحرصون على تأمين كل متطلبات القرية، كل حسب دوره وقدرته، فالشخص الواحد يفكر في كل أبناء القرية».

القرية من خريطة الغوغل إرث