جمعت حديقة "الخليج" على مدى سنوات طويلة، عائلات وأصدقاء كثر في أغلب أوقات السنة، منهم من كان يتمتع بنهار هادئ، ومنهم من كانت لعبة "الدامة" وسيلتهم للمتعة وتمتين الصداقة.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 3 شباط 2019، تحدثت مع مجموعة من كبار السن؛ كانوا يشكلون حلقة دائرية في الحديقة، حيث تحدّث "عمر حاجي خليل" أحد أقدم ضيوفها بالقول: «لا نصدق أن تشرق الشمس، حتى نتوجه إلى هذا المكان الذي يجمعنا منذ مدة بعيدة، فهو مكان الاجتماع اليومي، وفيه أجمل القصص والحكايات، وهنا ارتبطت أسر كثيرة بالمحبة والأخوة. وعندما تكون الأجواء ماطرة باردة، تمنعنا من اللقاء، لا نعرف كيف نقضي اليوم، وتمرّ علينا الساعات طويلة، فهذا المكان الذي تحول إلى حديقة نموذجية مع مرور الزمن، حفظ (لمتنا) معاً، حتّى قبل أن يكون بهذه الجماليّة، ثلاثون سنة مرت وهذه الوجوه موجودة وتتجدد، وسعادتنا تزداد عندما نكون سبباً لتوافد بعض الشباب والأطفال من حولنا، حيث يجلسون بشكل دائري، ويستمتعون بما نقدمه من بهجة وضحك ومرح، لا نعرف الجدال والاختلافات، وكل لحظاتنا قائمة على المحبة والسرور».

لا نصدق أن تشرق الشمس، حتى نتوجه إلى هذا المكان الذي يجمعنا منذ مدة بعيدة، فهو مكان الاجتماع اليومي، وفيه أجمل القصص والحكايات، وهنا ارتبطت أسر كثيرة بالمحبة والأخوة. وعندما تكون الأجواء ماطرة باردة، تمنعنا من اللقاء، لا نعرف كيف نقضي اليوم، وتمرّ علينا الساعات طويلة، فهذا المكان الذي تحول إلى حديقة نموذجية مع مرور الزمن، حفظ (لمتنا) معاً، حتّى قبل أن يكون بهذه الجماليّة، ثلاثون سنة مرت وهذه الوجوه موجودة وتتجدد، وسعادتنا تزداد عندما نكون سبباً لتوافد بعض الشباب والأطفال من حولنا، حيث يجلسون بشكل دائري، ويستمتعون بما نقدمه من بهجة وضحك ومرح، لا نعرف الجدال والاختلافات، وكل لحظاتنا قائمة على المحبة والسرور

من جانبه "عبد الرحمن خلف الناصر" تحدّث عن عشقه لهذا المكان الذي يجمع مرحلة الشباب وما بعدها، وقال: «يبعد منزلي عن الحديقة مسافة لا تقل عن 1كم، حيث أسير إليها يومياً، فقد اعتدنا أن نقضي ساعات جميلة في ذلك المكان، وهناك تنافس جميل أثناء لعبة "الدامة"، حتّى إننا نقوم بإنجاز مسابقات وما يشبه الدوري بين الموجودين لزيادة الحماسة والتحدي، فهذه الأجواء لا تقل عن خمس ساعات يومياً، وجميع أسرنا تعرف أن سعادتنا بجمعتنا في هذه البقعة التي تزداد بهجة بقدوم فصل الربيع، لذلك ارتبطت بعض الأسر مع بعضها، وتشكلت لاحقاً زيارات عائليّة بين أهل الحديقة، وتعمقت بين النساء والشباب وحتّى الأطفال.

أجمل لوحة اجتماعية

إضافة إلى ذلك، أحياناً يتوافد إلينا ضيوف من خارج مدينة "القامشلي"، وعلى وجه السرعة تكون وجهتهم نحو مكان لعبتنا واجتماعنا الأخوي، وأكثر من ذلك، تعززت وتطورت العلاقات بيننا، لتصبح مصاهرة وزواجاً، وتعارفاً بين الأسر على نطاق واسع».

بدوره "رضوان سيد علي" من شباب المنطقة بيّن عن زياراته الدورية إلى الحديقة المذكورة، بالقول: «أنتظر قدوم العطل الرسمية وأجواء الطبيعة الجميلة بفارغ الصبر، لأكون حاضراً ضمن لوحة اجتماعية غير موجودة في المنطقة، وغير متوفرة في أي مكان آخر، فهنا يوجد رجال أعمارهم فوق الخمسين سنة، حيث نقتدي بهم وبعلاقتهم التي مرّت عليها سنوات كثيرة، وما زالت الألفة والمحبة، وساعاتهم كلها مزينة براحة البال، يقدمون لجيل الشباب صورة رائعة. وفي كل مرة أتواصل مع عدد من أصدقائي المنتشرين في أحياء المدينة ليلحقوا بي، حيث نسعى للمحافظة على علاقتنا الاجتماعية من خلال هؤلاء الكبار في السن، فهم يعلّموننا القيم المثالية. ومن خلال لعبة "الدامة" يصنعون الفرح والجمال، بعيداً عن الهموم والوجع وضغط الحياة. واللافت للنظر أن مجموعة من الرجال الجدد ينضمون إلى هذا المكان تلقائياً، وخاصة أولئك الذين يصلون إلى سنّ التقاعد الوظيفي، لينعموا بالراحة والسكينة».

توافد الرجال إلى مكان الحدث