لم يستسلم لسنوات عمره الطويلة، فتابع مشواره في الملاعب بين إشراف وتدريب باسم المتقاعدين، وحافظ على ذكريات طفولته التي قضاها في ملعب القرية الترابي، والتي منها انطلق إلى مسيرة كرويّة مميزة.

يقود الكابتن "ثامر حسين العبد الله" حالياً فريقاً كروياً شعبيّاً في مدينة "دمشق" يمثّل به المتقاعدين الكرويين، ويشارك به ببطولات ومسابقات ومباريات دوريّة، مع أنه تجاوز الأربعين عاماً من عمره، ومع ذلك يجد أن حبّه وإخلاصه يتطلبان منه البقاء في الملاعب.

خلال السنوات الماضية، وبحكم العمل كنت في العاصمة، ولأن الكرة حبيب وصديق وأنيس، قمت بتأسيس فريق كروي يشارك ضمن مسابقات وبطولات المتقاعدين، وبخلاف المسابقات، لدينا مباريات وديّة دورية، مع الفرق التي لها باع طويل في "دمشق"، إضافة إلى الحفاظ على البقاء مع المستديرة، فقد حافظنا على العنوان الأهم وهو بناء علاقات اجتماعية من خلال كرة القدم

مدوّنة وطن "eSyria" التقته بتاريخ 23 آب 2015، وتحدث عن بداية المشوار ويقول: «كان همّ واهتمام شباب قريتنا والقرى المجاورة كرة القدم، فبادرت مع نخبة من شباب القرية لتأسيس فريق للقرية، وخاطبنا وتواصلنا مع جميع القرى المجاورة لتأسيس فرق قروية، لتقام بينهم بطولات ومسابقات، وحققنا الهدف، وكوّنا فرقاً كروية للقرى، وبات لكل قرية فريق شعبي، حتّى تجاوزت عدد فرق القرى التابعة للبلدة أكثر من 40 فريقاً، وتمّ تنظيم بطولات ومسابقات بين القرى، وكل مدة تكون البطولة في قرية معيّنة، ومن خلالها تم بناء علاقات اجتماعية متينة من بين تلك القرى، قائمة حتّى يومنا هذا.

ابنه ينهج نهج والده

كنتُ لاعباً متميزاً في فريق قرية "قلعة الهادي الغربية"؛ فأصبحت اللاعب والمشرف على الفريق، وحقق فريقنا المركز الأول لمرات عديدة، وسطر اسمه بين أفضل فرق المنطقة، حتى إن نجوم نادي "الجهاد" كانوا يبادرون بإقامة مباريات كروية ودية بينهم وبين فريق قريتنا».

ويضيف: «حدث أن وصل عدد لاعبي الفريق من عائلتي فقط إلى خمسة لاعبين، فكان الهدف زج الشباب في الفريق، لأن الحفاظ على الرياضة في الريف هو الحفاظ على العلاقات الاجتماعية، واليوم شقيقي هو من يشرف على الفريق.

ثامر حتى اليوم في الملاعب

خلال البدايات وتألق فريقنا تمّت الدعوة لأكثر من لاعب من فريق قريتنا لتمثيل نادي "اليعربية" وكانت لي دعوة بينهم، وانضممت إلى النادي المذكور، وكان في الدرجة الثالثة، ووصلنا إلى مرحلة التجمّع النهائي في مدينة "حلب" وحققت معه أفضل مركز بتاريخ النادي وهو المركز الثاني في التجمّع، وبعد التميّز الواضح كان لي شرف تمثيل نادي "الجهاد" لكن لمدة قصيرة، بسبب الالتزام بالدراسة، ومن شدّة تعلقنا بالملاعب وبكرة القدم، كانت الوجهة لتمثيل نادي "عمّال الرميلان"، وبعد عدّة أشهر كان التفرغ لفريق القرية وزجّه في جميع المسابقات والبطولات، وخاصة بطولات الربيع، ومراكز الصدارة طالما كانت لفريقنا، وأحياناً كثيرة كنت أكبر اللاعبين سناً ضمن صفوف الفريقين».

وعن تجربته في مدينة "دمشق" يقول: «خلال السنوات الماضية، وبحكم العمل كنت في العاصمة، ولأن الكرة حبيب وصديق وأنيس، قمت بتأسيس فريق كروي يشارك ضمن مسابقات وبطولات المتقاعدين، وبخلاف المسابقات، لدينا مباريات وديّة دورية، مع الفرق التي لها باع طويل في "دمشق"، إضافة إلى الحفاظ على البقاء مع المستديرة، فقد حافظنا على العنوان الأهم وهو بناء علاقات اجتماعية من خلال كرة القدم».

السيّد "محمّد الإسماعيل" أحد كوادر نادي "اليعربية" سابقاً يتحدّث عن زميله ويقول: «"ثامر العبد الله" من المؤسسين لكرة القدم في ريف منطقتنا، واستبسل بكل حب وتفانٍ في سبيل ذلك التأسيس، كان نشيطاً للغاية في الملاعب كلاعب ومدرب ومشرف، ولم يبخل بتقديم أي معلومة يستفيد منها لاعبو فريقه، قدّم الكثير من الإضافات والإشراقات الكروية المهمة لجميع فرق المنطقة، حتّى اليوم وعلى الرغم من غيابه عن المنطقة، فهو داعم ومساند لإقامة بطولات في الريف، وله اهتمام خاص بالحفاظ على فريق قريته، والأهم أن أبناءه الثلاثة يتواجدون في الملاعب الآن على الرغم من صغرهم، فهم يسيرون على نهج أبيهم».

يذكر أن الكابتن "ثامر العبد الله" من مواليد عام 1974 "قلعة الهادي الغربية" التابعة لناحية "اليعربيّة"؛ التي تبعد عن مدينة "القامشلي" 70كم، درس معهد متوسط زراعي وتخرج فيه عام 1998.