يعدّه الكثيرون موهبة كروية تأسر القلوب والعقول، وتنتزع الآهات، ولم تكن كل حصون الدفاع المتينة عائقاً أمام موهبته الكبيرة التي لم تنقطع عن الإبداع يوماً، فبينه وبين كرة القدم حب متبادل، فلا هو تركها، ولاهي تتركه.

مدونة وطن "eSyria" التقت الكابتن "جاسم الناصر" ليحدثنا عن ذكرياته في الملعب، واكتشافه للمواهب، فقال: «بدايتي مع كرة القدم كانت مع فرق الأحياء الشعبية في نادي "العربي"، كنت أرى اللاعبين من أمثال الراحل "محمد البراك"، و"رابح ماجر" النجم الجزائري، والظاهرة "مارادونا"، فكانوا يبهرونني، وكنت أحاول تقليدهم في الملعب. ثم انتسبت إلى "نادي الجزيرة"، فئة الأشبال، تحت إشراف المدرب القدير ومكتشف المواهب "جان عبدو قلايلي"، وذلك عام 1989، ثم تدرّجت بالفئات حتى لعبت لفريق الرجال أول مباراة رسمية عام 1994.

كان لاعباً ممتازاً، وصانع ألعاب متمرساً، ومحاوراً ماهراً تتمنى أن تكون الكرة دائماً عنده لتشعر بالمتعة عندما يلامسها، وعندما اعتزل اللعب واتجه إلى التدريب، كان مدرباً ناجحاً، لأنه أخذ التدريب بأسلوب جدي وعن علم ودراسة، وهو صاحب عين ثاقبة، وخصوصاً في اكتشاف المواهب

عند التحاقي بالخدمة الإلزامية لعبت خلالها مع فريق "الميادين" عندما كان بالدرجة الأولى موسم 1996-1997، وتم اختياري من أفضل لاعبي خط الوسط على مستوى الدوري السوري، وتلقيت عروضاً للعب في ناديي "الشرطة" و"تشرين"، لكنني قررت اللعب في نادي "الجزيرة" الذي تربيت فيه، وبقيت داخل أسواره حتى تاريخ اعتزالي عام 2009، كانت عشر سنوات من أجمل أيام حياتي لعباً وصداقة مع الجميع».

داوود فهد السلمان

ويضيف "الناصر" عن الفترة التي اعتزل اللعب فيها: «كنت أتوقع بمجرد اعتزالي الكرة أنني سوف أستريح وأبحث عن مصدر رزق لي غير الكرة، لكن كرة القدم يبدو أنها إدمان، فلم أستطع الابتعاد عنها لحظة واحدة، فاتجهت إلى التدريب، والتحقت بدورات تدريبية، وحصلت على شهادة "B-C"، وقررت أن أتجه إلى المستقبل، وبدأت أدرّب الأشبال وأكتشف المواهب الكروية لتكون رافداً جيداً للنادي والوطن، ووجدت أنني أنهل من معين لا ينضب من المواهب الكروية، لذلك أنا مطمئن على مستقبل الكرة في "سورية"، ففريقي الذي أدرّبه يحصل على المراكز الأولى في كل المسابقات التي نشترك فيها، ولم تكن الأزمة عائقاً أمامنا، بل كانت حافزاً لنا للتدريب والإنجاز. والأشبال الذين يتدربوا معي كانوا على قدر المسؤولية على الرغم من صغر أعمارهم».

يقول عنه "عبد الله حمزة" اللاعب والمدرّب في نادي "الجزيرة": «المدرّب "جاسم الناصر" كان لاعباً مميزاً، وموهبة كروية فذة، ثم أصبح مدرّباً ناجحاً في تدريب الفئات العمرية الصغيرة، فهو رجل مجتهد يعمل بهدوء وتفانٍ، وله بصمات واضحة في تدريب قواعد نادي "الجزيرة"، ينفذ المهارات أمام الصغار بدقة وإتقان، والصغار يقلدون حركاته ويحفظون تلك المهارات، فهو يمتلك أساليب حديثة، وقابلة للتنفيذ، إضافة إلى ما يتمتع به من أخلاق عالية ومحبة لاعبيه الصغار».

من تدريبات الصغار

أما اللاعب "داوود فهد السلمان"، فيقول عنه: «كان لاعباً ممتازاً، وصانع ألعاب متمرساً، ومحاوراً ماهراً تتمنى أن تكون الكرة دائماً عنده لتشعر بالمتعة عندما يلامسها، وعندما اعتزل اللعب واتجه إلى التدريب، كان مدرباً ناجحاً، لأنه أخذ التدريب بأسلوب جدي وعن علم ودراسة، وهو صاحب عين ثاقبة، وخصوصاً في اكتشاف المواهب».

يذكر أن الكابتن "جاسم الناصر" من مواليد "الحسكة" عام 1974، متزوج، ولديه 6 أطفال.