أجمع الجماهير والنقاد على أنه الجناح الطائر الذي لا يهدأ، ويملأ أرجاء الملعب نشاطاً ولعباً وحماسة، وكأن له رئتين. هو المنقذ في اللحظات العصيبة التي يمر فيها الفريق، فكان الرجل الذي لن ينساه كل عاشق لنادي "الجزيرة".

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 آذار 2019، التقت اللاعب ورجل الأعمال "لؤي عبد العزيز" ليتحدث عن تجربته، فقال: «بدايتي مع كرة القدم كانت في الحارات والأزقة، حيث كنت بعمر السادسة، ثم لعبت في فرق المدرسة ووصلت إلى منتخب المحافظة للمدارس، انتسبت إلى أحد الفرق الشعبية في "الحسكة"، وكان يدعى نادي "الفردوس"، إلى أن انتسبت إلى نادي "الجزيرة" لفئة الأشبال، وحققنا مراكز متقدمة على صعيد القطر، ثم انتقلت إلى فئة الناشئين، وفيها تم صقل موهبتي على يد مدربين أكفاء، مثل: الراحل "سمير فاعور"، و"جان عبدو قلايلي"، وبعدها انتقلت إلى فريق الرجال من دون المرور بفئة الشباب، وقضيت فيها خمسة عشر عاماً كانت أجمل سنوات عمري، زاملت فيها جيلين من اللاعبين الأكفاء، أمثال: "تركي ياسين"، "نبيل الياس"، "سميح عبد اللطيف". ومن الجيل الثاني "إيلي ميرو"، "جورج خباز"، "عبد الأحد سليمان"، "غسان منصور"، "دعوس"، مع مدربين كانوا يعطون للنادي كل ما لديهم، مثل: "جوزيف إبراهيم" (أبو كربو)، و"جوزيف كرو"، و"جوزيف سركيس"، و"سمير برخو"، و"سمير فاعور"، حيث لعبنا بالدوري الممتاز لعدة سنوات، وكنا من الفرق التي تهابها كافة أندية القطر، وكسبنا محبة جمهور النادي وثقته، ومازالت أصواته الهادرة ترن بأذني إلى الآن. وفي عام 1992 التحقت بالخدمة العسكرية، ولعبت مع فرق الجيش العربي السوري، وبقيت لغاية عام 1995، حيث كان عاماً مفصلياً في حياتي».

"لؤي عبد العزيز" ذلك اللاعب الذي كنا نشعر بالثقة لوجوده بيننا، يمتاز بالسرعة والمهارة والحماسة، وهي صفات يتمناها أي مدرب في لاعبيه، لذلك كانت الآمال تعقد عليه. هو لاعب خلوق ينثر البهجة أينما حلّ، فلذلك حمل الأخلاق واللعب النظيف والعقل المنفتح في شخصية واحدة

أما عن حياته العملية، فيقول: «كان عام 1995 تاريخاً مهماً في حياتي، فقد قررت الرحيل، والبداية في الحياة العملية، وانتقلت إلى إحدى الدول العربية، وعملت في مجال الشبكات وخادمات الحواسيب، وتدرجت فيها حتى أصبحت المدير التنفيذي للشركة، وبحكم الخبرة والعلم واكتساب المعرفة، أسست شركة خاصة بي، وأصبحت من الشركات التي لها سمعة طيبة في سوق العمل. بعدها انتقلت إلى "روسيا"، وعملت بالتجارة العامة، وباتت لدي شركة استيراد وتصدير، وأنتظر بفارغ الصبر البدء بإعادة الإعمار في وطني كي أكون مساهماً فيه، لأنه وطن جميل تربيت فيه وتعلمت، وانتمائي إليه كان من أسباب نجاحي المهني، فـ"سورية" بلد عريق وجميل يمرض لكنه لا يموت، ومن يقرأ التاريخ جيداً يعرف ما أقصد. أنا كمغترب عن الوطن أعرف مدى تأثير الإنسان السوري أينما حلّ، وما يقدمه للبشرية والإنسانية، لقد زرت بقاع العالم وعرفت الدور الذي يقدمه السوري في نهضة الشعوب والأمم، لذلك ثقتي بعودة وطني إلى ما كان عليه ليس لها حدود».

الجناح الطائر

أما عن واقع النادي والرياضة في "سورية"، فيضيف: «في ظل التطور المتسارع، باتت الرياضة صناعة، وفيها مجال لدعم الوطن ورفده على الصعيد المادي؛ لذلك يجب أن تتغير العقلية في إدارة شؤون اللعبة والتخطيط لها بأسلوب علمي مدروس وممنهج؛ بوضع خطط مدروسة قابلة للتنفيذ، إضافة إلى التمتع بحب الوطن والنادي الذي ننتمي إليه، وهذه رسالة أوجهها إلى الرياضة السورية بوجه عام، ونادي "الجزيرة" خاصة، وأنا جاهز للدعم».

يقول عنه القاضي "إيلي ميرو": «زاملت "لؤي عبد العزيز" منذ البداية لاعباً، ثم صديقاً إلى الآن، ففي الملعب كان مثالاً للحماسة والعزيمة والفن واللعب الجميل، وكانت ثقتنا به لا توصف، حتى إننا كنا نشك أن لديه رئة ثانية لما كان يقدمه في الملعب. أما "لؤي" الصديق، فلم أرَ منه إلا الوفاء والمحبة، إضافة إلى أنه رجل أعمال ناجح».

صورة من أيام الزمن الجميل

أما "غسان منصور" زميله في النادي، فيقول عنه: «"لؤي عبد العزيز" ذلك اللاعب الذي كنا نشعر بالثقة لوجوده بيننا، يمتاز بالسرعة والمهارة والحماسة، وهي صفات يتمناها أي مدرب في لاعبيه، لذلك كانت الآمال تعقد عليه. هو لاعب خلوق ينثر البهجة أينما حلّ، فلذلك حمل الأخلاق واللعب النظيف والعقل المنفتح في شخصية واحدة».

يذكر، أن "لؤي عبد العزيز" من مواليد "الحسكة" عام 1963، درس الاقتصاد في جامعة "حلب"، متزوج ولديه "حنين" طالبة صيدلة، و"عمر" طالب طب بشري، و"عبد الرحمن" طالب في الصف التاسع.