من طوله الفارع وقامته الممشوقة، تعرف أنّه مدافع من الطراز الرفيع، ظروفه جعلته يترك الكرة فاتجه إلى الإدارة، فكان سداً منيعاً ومدافعاً صلباً عن حقوق ناديه.

مدونة وطن "esyria" وكعادتها في رصد الشخصيات المؤثّرة في المجتمع، ولا سيما الرياضي، التقت الكابتن "عليوي عليوي" ليحدثنا عن تجربته الرياضية وذلك بتاريخ 6 تموز 2019 فقال: «كعادة أيّ طفل عشق الكرة تكون الحواري ملعبه الأول وملاذه ليحاور معشوقته ألا وهي كرة القدم، ثم اكتشفني المدرب القدير الراحل "أمين الحلاوي" وأخذني إلى نادي "الجزيرة" وهناك أشرف على تدريبي الكابتن الراحل "نوري إدريس" والكابتن "سمير برخو"، ولعبت في فئتي الأشبال والناشئين عدة مواسم، وكنت متأثراً بالموهبة العالمية "بكنباور"، وخلال لعبي كنت أشعر أنّي متابع من كل خبرات النادي، ومع الناشئين حصلت على عدة بطولات إضافة إلى لعبي مع منتخب المدارس والذي نلت معه بطولات على مستوى "سورية" وللتميز الذي كنا به كمجموعة تم ترفيعنا من فئة الناشئين إلى فئة الرجال مباشرة دون المرور بفئة الشباب، ولعبت معهم موسماً واحداً كان موسما متميزاً شاركني في خط الدفاع كلٌّ من: "غسان ملواح" و"إيلي ميرو" و"سيمون زارو" كانوا معي في خط الدفاع إضافة الى اللاعبين الموهوبين "جورج خباز"، "حنا توما"، "لؤي عبد العزيز"، "بيير بوسيك"، "انطرانيك رشدوني"، و"ثروت صقر". كانت أياماً لا تنسى قضيت فيها أجمل الأوقات وأمتعها، كنا نلعب ونعطي لآخر قطرة عرق منّا دون النظر إلى المردود المادي فقط كان هاجسنا حبّ النادي ورفعة اسمه».

الكابتن "عليوي" خامة رياضية رائعة، يعمل بجد وضمن أسس ناظمة، يعرف ماذا يريد، والنجاح هدفه الأساسي، زاملته في الإدارة فكان مريحاً بالعمل وكل الأزمات تحلّ عنده بالحوار والنقاش

ويضيف "عليوي": «ظروفي الدراسية حالت دون إكمالي لعب الكرة في نادي "الجزيرة" فقد انتقلت إلى مدينة "حلب" لإكمال دراستي في المعهد الرياضي وتلقيت عدة عروض للعب في أندية "حلب" مثل نادي "الحرية"، لكنني لم أستطع التوفيق بين الدراسة واللعب، فهجرت الكرة لعباً وبقيت في قلبي إلى الآن، وبعد تخرجي من المعهد الرياضي، عدت إلى مدينتي "الحسكة" وتفرغت للتدريس ومن بعده اتجهت الى الإدارة التي أحبّ وأجد فيها نفسي، فكنت عضواً في اللجنة التنفيذية في فرع الاتحاد الرياضي بـ "الحسكة" من عام 1995 ولغاية 2001 وعضواً في إدارة نادي "الجزيرة" عام 1995 وفي عام 2010 ولغاية 2012، ثم كُلِفت برئاسة النادي عام 2017».

أثناء توليه الإدارة

أما عن الواقع الرياضي يقول "عليوي": «أرى أن الواقع الرياضي مؤلمٌ مهما حاولنا تلميعه، رغم توافر بعض الإمكانات التي لم تكن متوافرة سابقاً، لأننا نشكو من قلة توافر الكوادر الإدارية التي تتميز بالعلم وحسن التخطيط، ووضع استراتيجيات تنهض بالرياضة، لأنّ الرياضة باتت صناعةً تُسهم في الناتج القومي ولم تعد للترفيه فقط، كما يجب إفساح العمل للعقول الرياضية للعمل بحرية ودون تقييد، كما يجب فهم الاحتراف بشكل صحيح، وتطوير اللوائح والقوانين الناظمة للعمل الرياضي، وكل ما أتمناه أن يبقى هذا النادي العريق في أحسن حال وأن تعتلي الرياضة السورية أعلى المنابر ويرتفع علم بلادي في المحافل الدولية وتمضي الأزمة إلى نهايتها، والرياضة أحد أسباب نهاية الأزمة فهي توحّد القلوب وتجمع الصفوف وهذا ما نحتاجه الآن في "سورية" الحبيبة».

يقول عنه "مصطفى شاكردي" رئيس فرع الاتحاد الرياضي بـ "الحسكة": «زاملت الكابتن "عليوي" فترة من الزمن، كان مثالاً للعمل الجاد والدؤوب والدقيق لتحسين الواقع الرياضي، كان مشرفاً على الألعاب الجماعية وعمل على النهوض بالرياضة على مستوى المحافظة فهو خبرة إدارية لا يستهان بها».

أيام الزمن الجميل

أما "ناصر كركو الجاسم" رئيس نادي "الجزيرة" الحالي فيقول عنه: «الكابتن "عليوي" خامة رياضية رائعة، يعمل بجد وضمن أسس ناظمة، يعرف ماذا يريد، والنجاح هدفه الأساسي، زاملته في الإدارة فكان مريحاً بالعمل وكل الأزمات تحلّ عنده بالحوار والنقاش».

الكابتن "غسان ملواح" زميله بالملعب قال: «خسرنا الكابتن "عليوي" باكراً كلاعب متميز وخامة كروية ممتازة، فهو يلعب بكلتا قدميه، أما اللعب بالرأس فحدث ولا حرج، كما أنّه سد منيع وعنيد يلعب الكرة ببسالة لكنّا كسبناه إدارياً ناجحاً جداً».

يذكر أن الكابتن "عليوي عليوي" من مواليد "الحسكة" عام 1963 خريج المعهد الرياضي في "حلب"، متزوج ولديه "غيث ومحمد ورشا".