كان مجرد طفل عندما اختار مركز حراسة المرمى بمحض إرادته على الرغم من رؤيته لكل أقرانه يتهربون من هذه المهمة غير الممتعة بنظر الكثيرين، لكنه اكتشف باكراً أنّ هذا المكان يتحمل من فيه مسؤولية الفريق بالكامل.

لعب "إياد داوود العلي" ضمن فرق الأحياء الشعبية في مدينة "الحسكة" حارساً بالفطرة، إلى أن اكتشفه الكابتن "جوزيف الشايب" وألحقه مباشرة بفريق "الشباب" لكرة القدم في نادي "الجزيرة" عام 1986، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم، لم يترك النادي، حسبما صرح لمدوّنة وطن "eSyria"، مضيفاً بأنه عرف أساطير حراسة المرمى في النادي مثل الكابتن الراحل "عزرو"، والكابتن "دعوس"، والكابتن "كرم ليون"، تعلم منهم وطور موهبته وعشق مركزه، لأنه تعلم منهم أن الانتماء إلى النادي هو انتماء للوطن، وأن تكون حارساً للمرمى هو أمر كبير، كما زاد في تعلقه ومحبته لمركز الحراس؛ حراس محليين وعالميين من أمثال "أحمد عيد"، "مختار النايلي"، "بادو الزاكي"، "دينوزوف"، و"داساييف".

هو لاعب مجد وعاشق لناديه وصانع لاعبين وحراس متميزين، له عين ثاقبة في اكتشاف المواهب، وله بصمة لا تنسى في نادي "الجزيرة"

آخر مباراة له مع نادي "الجزيرة" كانت ضد نادي "الفتوة" عام 1994، ونتيجة لكثرة الإصابات التي تلقاها، أنهى مسيرته حارساً للمرمي، واتجه للتدريب بعد عدة دورات محلية وبعض الجهود الشخصية، ومتابعة المدارس التدريبية، ثم عاود تجربة الحراسة للمرة الأخيرة عام 1999 مع نادي "الخابور"، وبعدها اعتزل اللعب والتدريب، ليأخذ مكانه بين الجمهور مشجعاً، وصار رئيس مشجعي النادي، وتحول حب النادي إلى هوس وعشق لا ينتهي، كما قال.

مع نادي الجزيرة

أما عن حال نادي الجزيرة ورياضته فيقول: «حال النادي والرياضة لا تسر، فقد فقدنا الانتماء، وفقدنا البذل والعطاء اللا محدود دون مقابل، قبل بداية الأزمة كان نادي "الجزيرة" سيتصدر الدوري لو فاز بمباراة "المجد"، وجاءت الأزمة وبالاً على النادي وفيها تكشّفت معادن الناس وبات الهم الوحيد الجانب الفردي في العمل لكسب حظوة اجتماعية ليس إلا، هذا إدارياً أما فنياً فقد بات أغلب اللاعبين يبحثون عن المال، وهذا حق لكل لاعب، لكنه نادينا، ويحتاج إلى التضحية، وبعض اللاعبين قميص النادي كبير عليهم، وهناك من يحاول إبعاد الخبرات والمخضرمين، وهناك من فقد الأمل وهو أصعب شيء».

الكابتن "شكري قومي" عضو لجنة انتقاء اللاعبين في المغترب قال إنه زامل الكابتن "إياد" في فريق "الشباب"، وأضاف إنه حارس فدائي متميز يبذل قصارى جهده في الملعب، والخسارة تجعله يفقد صوابه ويبكي كما الأطفال، وكان محفزاً للجميع في الملعب، أما على الصعيد الشخصي فهو شهم ووفي ومعطاء لأبعد الحدود ومحبته للنادي مثال لكل من انتسب إلى نادي "الجزيرة".

أما الخبير الكروي "يعقوب ميخائيل" فيقول عنه: «هو لاعب مجد وعاشق لناديه وصانع لاعبين وحراس متميزين، له عين ثاقبة في اكتشاف المواهب، وله بصمة لا تنسى في نادي "الجزيرة"».

يذكر أنّ الكابتن "إياد العلي" من مواليد "الحسكة" عام 1967.

أجري اللقاء بتاريخ 11 تشرين الثاني 2020.