يعد من أقدم وأهم الدوّارات في مدينة "القامشلي"، وفيه الكثير من مزايا التميّز والجماليّة وتنظيم السير على عدة شوارع رئيسة، وهو مكان تجمّع كبار السن في الربيع تحديداً.

مدوّنة وطن "eSyria" وبتاريخ 1 تشرين الثاني 2014، زارت مكان التمثال، الذي يقع في بداية مدخل مدينة "القامشلي" من جهة الشرق، ووجدت عنده وبجانبه مجموعة من كبار السن الذين أكّدوا أن المكان هو ملتقى المحبة والسعادة وراحة البال، وقد تحدّث عن تلك الخصوصيّة السيّد "سعدون عمر نوري" من خلال الكلام التالي: «عمري ثمانون عاماً، ولدي مجموعة من الأصدقاء وهم في مثل عمري، زياراتنا دائمة للجلوس على البساط الأخضر الذي يلف الدوار بمساحة دائريّة كبيرة، وضمنها نقضي أمتع وأجمل الأوقات وخاصة في الربيع، ونتناول الشاي أو القهوة، ونقوم بسرد المواضيع سواء المهمة للمجتمع أو الترفيهيّة أو تبادل المرح و"النكت" فيما بيننا، حتّى في فصلي الصيف والشتاء نترقب الساعات الجميلة والهادئة لزيارة الدوّار والاجتماع هناك، والأهم أن نلتقي المجموعة التي تجمعنا معها الصداقة والمحبة منذ عشرات السنين، والجامع والرابط بيننا ذاك الدوّار الذي تعرفنا ببعضنا بعضاً عنده، فكل واحد منّا كان يذهب إليه، وعند الملتقى كان اللقاء الجميل والتعارف الذي أصبح عمره عشرات السنين، ومن خلال ذاك التعارف وجدت بيننا علاقات اجتماعية وزيارات منزلية من أجل تأدية واجب اجتماعي سواء للفرح أو للحزن، وحتى واجب العزاء لمكان ما نتفق نحن المجموعة على الذهاب معاً، ولذلك لا غنى ولا استغناء لنا عن ذلك المكان وبات المهدئ اليومي والمتنفس الحقيقي لنا».

يكفيه تميّزاً أنه يستقبل جميع ضيوف المدينة من المحافظات الأخرى، فهو البوابة الرئيسة والمدخل الأساسي من تلك النقطة ومن جانب الدوار يكون العبور، وفيه من نقاط الجمال الكثير خاصة أن الرجل الذي في الدوّار يحمل سنبلة من القمح بيده وهو دليل على غنى المنطقة بخيرات القمح، أمّا علامة الترفيه فهي تجمهر كبار السن داخل ساحته، وهناك مباريات حماسيّة وممتعة تجري بينهم في لعبة "الدامة"، وهي اللعبة المفضلة والرئيسة عندهم، والأجمل أن الشباب والأطفال يلتفون حولهم بترقب واستمتاع

الشاب "وليد حسين عساف" تحدّث عن أهمية ذلك الدوّار في مدينته من خلال كلامه التالي: «يكفيه تميّزاً أنه يستقبل جميع ضيوف المدينة من المحافظات الأخرى، فهو البوابة الرئيسة والمدخل الأساسي من تلك النقطة ومن جانب الدوار يكون العبور، وفيه من نقاط الجمال الكثير خاصة أن الرجل الذي في الدوّار يحمل سنبلة من القمح بيده وهو دليل على غنى المنطقة بخيرات القمح، أمّا علامة الترفيه فهي تجمهر كبار السن داخل ساحته، وهناك مباريات حماسيّة وممتعة تجري بينهم في لعبة "الدامة"، وهي اللعبة المفضلة والرئيسة عندهم، والأجمل أن الشباب والأطفال يلتفون حولهم بترقب واستمتاع».

دوار التمثال رمز الخير

الباحث التاريخي "جوزيف أنطي" كانت له كلمة عن ذلك الدوار، عندما قال: «انطلاقاً من مبدأ الجمال والنظام للمدينة، تم التعاون مع المنظّمات الأهليّة والشركات العامة والخاصة في تنظيم وإنشاء مجموعة من أعمال الزينة والتزفيت في أهم المقاطع في شوارع وأحياء المدينة الرئيسة، ومن ذلك دوّار الفلاح أو السنبلة أو كما هو معروف بدوّار "التمثال"، فمحال عديدة بالمنطقة اسمها "التمثال" اقتداءً بالدوار، أما بالنسبة للفلاح والسنبلة فالفلاح يحمل بيده سنبلة في الدوّار دلالة على العمل والعطاء، والدوار في مقدمة الأعمال الجميلة التي لها دور كبير في تنظيم المرور وزيادة أناقة المدينة، والأهم في ذلك النصب رمز السنبلة؛ فهو مستمد من أغنى خيرات المحافظة، وخاصة "القامشلي" فهي إحدى أهم مناطق إنتاج القمح، ولذلك ومنذ تأسيس المدينة سعى مجلس البلدية لبناء هذه الدوّارات وبالتعاون، وهو أنشئ مع بدايات المدينة وبدأ يتطور، والترميم والتطوير مع مرور السنوات وحتى اليوم يأخذ العناية والاهتمام الدوري، إضافة إلى ذلك هناك اهتمام بعملية الإنارة والسقاية والنظافة اليومية، ويبقى للمكان قدسية بوجود هذا الصرح الكبير برمزه الدال على العامل والفلاح، هذه هي مدينتنا التي أثبتت أنها مركز للإشعاع الحضاري والثقافي، والأهم أنها رمز من رموز التصاق الإنسان بالأرض».

الباحث جوزيف أنطي