يعدّ من أقدم الطرق في منطقة "القامشلي"، وعليه ولدت قصص كثيرة قادت إلى عشرات القرى والتجمعات السكنية من حوله. عمره عشرات السنين، ويرتبط بذاكرة الحسكاويين كواحد من المعالم التي لا يمكن الاستغناء عنها.

مدوّنة وطن "eSyria" بتاريخ 5 أيار 2017، وخلال جولتها على طريق (القامشلي - تل حميس) للتعرف إلى خصوصيته، التقت "محمّد سليم الخالد"، فقال: «هذا الطريق عمره عشرات السنين، هو أول طريق بري في المنطقة بأكملها، ينطلق من الجهة الشرقية من مدينة "القامشلي"، ليمتد بطول 38كم حتى يصل إلى بلدة "تل حميس"، يستمر لأبعد من ذلك بطول 90كم حتّى الوصول إلى بلدة "الهول"، وبعرض 10 أمتار، له تفرعات كثيرة، سواء إلى القرى المجاورة، أو إلى بلدتي "تل براك، واليعربية"، لكن الأهم أنه منذ انطلاقته وحتى يومنا هذا يخدم عشرات القرى والمناطق والبلدات، وهو طريق حيوي واستراتيجي، يتنقل عليه الآلاف يومياً بين تلك المناطق والمدن الرئيسة سواء "القامشلي" أو "الحسكة"، ومن خلاله تتنقل البضائع بمختلف أنواعها، والماشية، والمحاصيل الزراعية، وجميع متطلبات الحياة اليومية للبلدة وما يتبع لها».

منذ خمسة عشر عاماً، وأنا أعمل على هذا الطريق، ولي عليه ذكريات وقصص جميلة، تعرفت إلى المنطقة وناسها، وربطت معهم علاقات اجتماعية، ويكون اختياري لهذا الطريق لأسباب عدة، منها: جودته، واختصار المسافات بين الكثير من المناطق. وأغلب السائقين يحفظونه؛ لأنه بات حكاية يومية لنا

أمّا "خلف عايد سعدو" من كبار السن في بلدة "تل حميس"، فقد تحدّث بداية العمل على الطريق بالقول: «هو أول طريق عبّد في منطقتنا، دخل الخدمة المثالية مع نهاية الستينات تقريباً، وفي بداية الأمر، كانت هناك حافلة نقل وحيدة عليه تقوم بنقل الأهالي والبضائع، وكانت تعمل على مدار الساعة؛ لأن المتطلبات كانت كثيرة. أمّا بالنسبة لنقل الأنعام والماشية، فكانت هناك عربة يجرها حصان هي التي تختص بذلك، واستمرت على هذا الحال لعدد من السنوات.

جمال الطبيعة والمحاصيل الزراعية على جانبي الطريق

ومع مرور الزمن ومن شدة الحركة والكثافة السكانية على امتداد الطريق، ازدادت وسائل النقل، وخصصت له عشرات الحافلات لنقل الركاب، حتّى إن أهالي المنطقة اتجهوا لشراء السيارات الخاصة لتأمين المستلزمات اليومية، فكان هذا الخط البري الذي يربط "القامشلي"، و"تل حميس" خطاً استراتيجياً بكل معنى الكلمة، وبما أن المنطقة زراعية فالحصادات والجرارات وكل ما يلزم للمواسم الزراعية تستفيد منه».

"محمود حديد" من أهالي قرية "الناعم" بريف "تل حميس"، تحدّث عن الطريق المذكور، الذي يربط المدينة بقريته بالقول: «تساهم مجالس البلديات بترميمه وصيانته وتعبيده بوجه دوري، فهو من الطرق التي تحظى بالأولوية في اهتمام هذه البلديات، وأكثر من ذلك، فهو يوصل عدداً كبيراً من الطلاب إلى مدارسهم، إضافة إلى ما ذكر، فهو فسحة للترفيه وقضاء ساعات من الراحة والهدوء على جنباته، والكثيرون من زواره يأتون إليه من مناطق بعيدة».

انطلاقة الطريق من القامشلي

"غالب العباس" سائق حافلة على الطريق المذكور، تحدّث عنه: «منذ خمسة عشر عاماً، وأنا أعمل على هذا الطريق، ولي عليه ذكريات وقصص جميلة، تعرفت إلى المنطقة وناسها، وربطت معهم علاقات اجتماعية، ويكون اختياري لهذا الطريق لأسباب عدة، منها: جودته، واختصار المسافات بين الكثير من المناطق. وأغلب السائقين يحفظونه؛ لأنه بات حكاية يومية لنا».