بهدف وضع اللبنة الأولى لتوثيق العروض والمواد المسرحية التي قدّمت سابقاً على الخشبات المحلية والعالمية؛ أطلق مؤخراً مشروع "فضاء حمص الثقافي" مبادرة قراءات مسرحية بعنوان: "ربرتوار حمص المسرحي".

صاحب المبادرة المخرج المسرحي "سامر أبو ليلى"، قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 شباط 2018، عن الفكرة: «تعتمد هذه المبادرة توزيع نص مسرحي مقترح على مجموعة من المسرحيين والمهتمين، لتتم مناقشته في نهاية الشهر، في جلسة فنية ثقافية مسرحية. حيث يقوم مجموعة من الممثلين بتقديم بعض المشاهد البسيطة من النص أمام الحضور، ثم يفتح باب الحوار بين الحاضرين حول النص وطبيعته والمدرسة الفنية التي ينتمي إليها، مع الإشارة إلى الكاتب وبعض المعلومات حوله».

لقد بررت إدارة "مشروع فضاء حمص" ذلك بأنها محاولة لاستعادة بعض العروض من تاريخ الفرق المسرحية، والتذكير بها، وتشجيع الشباب على القراءة. كنت أفضّل نصاً عربياً للمناقشة والعرض، باعتباره يمثل همومنا ومشكلاتنا، لكن بوجه عام، فكرة تثقيف الشباب رائعة ومميزة؛ وهو ما يحسب للقائمين على المبادرة

وعن معنى كلمة "ربرتوار"، أضاف: «هي كلمة فرنسية الأصل تعني استعادة بعض المؤسسات أو الفرق المسرحية العريقة لعروض سابقة من محفوظاتها. ولا يوجد كلمة عربية تعبر عن المعنى نفسه. وهو غير موجود في مسرحنا العربي، لأن الفرق والمؤسسات المسرحية لا يوجد لديها توثيق لأعمالها وعروضها، إلا عند بعض المؤسسات الرسمية، وبأسلوب عشوائي غير "مقونن"».

مشهد من العرض

وعن الهدف منها، أضاف: «تهدف إلى التشجيع على القراءة، وخاصة عند جيل الشباب المشتغلين في حقل المسرح، ومحاولة لتقديم بعض المواهب، وإلقاء الضوء عليها. كما تساهم في ردم الهوة بين جيلي الشباب والأساتذة المخضرمين في مجال المسرح في مدينة "حمص". تلك الهوة التي ازدادت بعد توقف الكثير من الفعاليات المسرحية الدورية، بسبب ظروف الحرب ومفاعيلها المتفاقمة».

وكانت افتتاحية "الربرتوار" مع نص "معرض الوحوش الزجاجية"، للكاتب الأميركي "تنسي وليامز"، وقدمت من خلالها "فرقة العمال" مشهدين قصيرين من النص، تلا ذلك حوار مفتوح حول النص والمبادرة وأهميتها بالنسبة لجيل الشباب المسرحيين.

المخرج "أبو ليلى" أمام جمهور المبادرة

وحول اعتراض بعض الحضور على التسمية، وربطها بالحدث، قال الممثل المخضرم "محمد خير كيلاني": «لقد بررت إدارة "مشروع فضاء حمص" ذلك بأنها محاولة لاستعادة بعض العروض من تاريخ الفرق المسرحية، والتذكير بها، وتشجيع الشباب على القراءة. كنت أفضّل نصاً عربياً للمناقشة والعرض، باعتباره يمثل همومنا ومشكلاتنا، لكن بوجه عام، فكرة تثقيف الشباب رائعة ومميزة؛ وهو ما يحسب للقائمين على المبادرة».

وكان للجلسة الأولى نكهة مسرحية من الألف إلى الياء، بحسب الممثل "سيزار سلوم"، الذي قال: «قام صبايا وشباب فريق "وجوه"، و"الفرقة العمالية" بارتداء أقنعة مسرحية وملابس خاصة، واستقبلوا الجمهور بحركات إيمائية تدلهم إلى مكان الحدث، بمرافقة عزف حي على "الفيولا"، في بهو قاعة الدكتور "سامي الدروبي" في المركز الثقافي، حيث أقيمت ندوة الحوار الأولى، التي ستتكرر آخر أربعاء من كل شهر حتى نهاية عام 2018».