يحتفل مسرحيو "حمص" بيوم المسرح العالمي من خلال ستة عروض لست فرق بين الاحتراف والهواية، وتأكيداً من هؤلاء على عودة الحياة إلى طبيعتها، وعودة الروح إلى "أبو الفنون" الذي يعدّ من رموز المدينة العريقة.

مدونة وطن "eSyria" حضرت حفل افتتاح "يوم المسرح العالمي" في مسرح دار الثقافة في مدينة "حمص" بتاريخ 27 آذار 2019، والتقت "حسان لباد" مدير الثقافة فيها، حيث قال: «يوم المسرح يمثل فعلاً حضارياً تفاعلياً بين جميع شعوب الأرض ومختلف الثقافات الإنسانية، وكما قال الراحل "سعدالله ونوس" إنَّ المسرح ظاهرة حضارية مركبّة، وهو أكثر من فن. فأحببنا في هذا العام أن نوجّه رسالة شكر إلى من سمح لنا بالاحتفال بهذه المناسبة بعد سنواتٍ من التوقف عن ذلك بسبب الأحداث التي عاشتها مدينة "حمص"، ومن هنا جاءت تسمية الاحتفالية لهذا العام "تحية إلى شهداء وجرحى الجيش العربي السُّوري" كعربون محبة وامتنان لهم. تشارك في المهرجان ست فرق مسرحية من أبناء المحافظة، يجمعون ما بين الاحتراف والهواية، وتختلف مواضيع العروض ما بين النصوص المأخوذة من رواياتٍ عالمية ونصوصٍ من تأليف كتَّابٍ محليين، ودورنا كمديرية للثقافة كان تأمين كلِّ مستلزمات نجاح هذه الاحتفالية، التي تعكس الوجه الحقيقي لمدينتنا التي تحبُّ الحياة وتعشق المسرح».

المسرح هو مرآة للناس والمجتمع في كلِّ زمان ومكان، ومنذ خمسين عاماً وأنا رفيق المسرح في مسيرة حياتي، فقد أصبح جزءاً مني، فالوقوف على خشبة المسرح له إحساسٌ مختلف لا يشعر به إلاَّ من جرَّب تلك اللحظات، واليوم نحن أمام تجارب شابَّة في ظلِّ غيابٍ للمسرحيين المحترفين والقدامى منهم بوجه خاص، وكذلك للفرق المسرحية صاحبة التاريخ العريق في هذا الفن الجميل، وعلينا دعم هذه المواهب الجديدة لكي تسير على الطريق المسرح الصحيح، وتكون استمرارية للأجيال التي سبقتها على تلك الخشبة العظيمة، في هذا اليوم علينا تكريم من أعطوا من وقتهم وجهدهم وسنوات حياتهم من أجل بقاء المسرح حيَّاً لا يموت، وهو لن يموت ما دامت الحياة متجددةً فينا، لأن المسرح هو صورة الحياة وصوتها

"أمين رومية" رئيس فرع نقابة الفنانين في "حمص"، تحدث عن رأيه في هذا الاحتفال وما يميزه، فقال: «الاحتفال بيوم المسرح العالمي الذي انطلق منذ عام 1960 لم نكن غائبين عنه أبداً، حتى ولو اقتصر الأمر على تقديم عرض مسرحي واحد على الأقل، لأنَّ رسالتنا كانت وما تزال إبراز الدور الريادي للمسرح في نشر الثقافة والفن في المجتمع، وإيصال الكلمة الخاصة التي تذاع في هذا اليوم حول العالم أجمع، وما يميز الاحتفال في هذا العام هو عدد العروض المشاركة فيه، حيث وصل عددها إلى ستٍ، وهذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها عدد كهذا، وتنفرد مدينة "حمص" بذلك التميز مما يمكن تسميته بالمهرجان، وهدفنا كان إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الراغبين في المشاركة بهذا اليوم من محبِّي المسرح، وخاصةً من جيل الشباب، وهي فرصة لاكتشاف مواهبهم والرؤية التي يودُّون إيصالها عبر أعمالهم. وقد خضعت النصوص المقدَّمة من قبل الفرق إلى لجنة تقييم من أهل المسرح الاختصاصيين، وتمت الموافقة على العروض التي يحقُّ لها المشاركة في هذه الاحتفالية، ونأمل أن تحظى برضا جمهور "حمص" الذوَّاق للفنِّ عموماً وللمسرح بوجه خاص».

حسان لباد مدير ثقافة حمص

الفنان المخضرم "محمد خير الكيلاني"، يتحدث عن المسرح في حياته وأهمية هذا اليوم بالنسبة له، فقال: «المسرح هو مرآة للناس والمجتمع في كلِّ زمان ومكان، ومنذ خمسين عاماً وأنا رفيق المسرح في مسيرة حياتي، فقد أصبح جزءاً مني، فالوقوف على خشبة المسرح له إحساسٌ مختلف لا يشعر به إلاَّ من جرَّب تلك اللحظات، واليوم نحن أمام تجارب شابَّة في ظلِّ غيابٍ للمسرحيين المحترفين والقدامى منهم بوجه خاص، وكذلك للفرق المسرحية صاحبة التاريخ العريق في هذا الفن الجميل، وعلينا دعم هذه المواهب الجديدة لكي تسير على الطريق المسرح الصحيح، وتكون استمرارية للأجيال التي سبقتها على تلك الخشبة العظيمة، في هذا اليوم علينا تكريم من أعطوا من وقتهم وجهدهم وسنوات حياتهم من أجل بقاء المسرح حيَّاً لا يموت، وهو لن يموت ما دامت الحياة متجددةً فينا، لأن المسرح هو صورة الحياة وصوتها».

يذكر، أنَّ هذه الاحتفالية تقام تحت رعاية "عمر حورية" أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في "حمص"، وتستمر حتى تاريخ الأول من شهر نيسان 2019، وتقدَّم فيها ستة عروضٍ مسرحية هي: "اللص الشريف، حبِّ إيه اللي، الفخ، كائنات من ضوء، الجرَّافة، العطسة".

أمين رومية رئيس فرع نقابة الفنانين في حمص
الممثل المسرحي محمد خير الكيلاني