استطاعت "يارا إسبر" بطموحها وهدوئها جذب قلوب مشاهديها خلال مدة وجيزة؛ لخفّة ظلها، وإطلالتها المميزة على خشبات المسرح، والأفلام السينمائية القصيرة التي لعبت بطولتها بتمكّن.

مدونة وطن "eSyria" زارت "يارا" في مدينة "حمص" بتاريخ 25 تموز 2017، لتحدثنا عن موهبتها وبداية طريقها قائلة: «كنت طفلة هادئة تملك من الوعي والأحلام والطموح الكثير، كانت أسرتي تضع آمالاً كبيرة على عاتقي لكوني الفتاة الأكبر سناً بين إخوتي والمتفوقة دراسياً، لكن عينيّ كانتا تلمعان لشيء آخر؛ للأفلام والمسلسلات والممثلات والأضواء والشهرة.

منذ التحاقها بالفرقة والتحاقها بالتدريبات أظهرت موهبة تستحق التركيز والرعاية، واستطاعت في وقت بسيط أن تثبت نفسها، وتنال إعجاب وتصفيق الجمهور في جميع إطلالاتها على المسرح. إنها الممثلة الطموحة والعنيدة، وصاحبة الحضور المحبب، والمتميزة بجميع أدوارها، وفخر كبير لي أن أكون مدرّبها وراعيها

كانت بدايتي على مسرح المدرسة عندما اشتركت في مسرحية للأطفال، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل كنت أجمع أصدقائي وإخوتي الصغار لأرتجل لهم مسرحية من إخراجي وتدريبي استوحيها من قصة في إحدى المجلات، ولم تسلم المرآة مني حين كنت أقف أمامها لأقلد إحدى الممثلات ممن أراهن على الشاشة وأتخيل نفسي مكانهن.

مشهد تمثيلي في برنامج المواهب

كان التشجيع في بداية الأمر بسيطاً، حيث كان الجميع يريدون أن أصبح طبيبة أو مهندسة ناجحة، لكن الحلم الذي كان في داخلي أكبر من تقييدي برغبة أحد».

وتابعت: «ولدت في "حمص" عام 1994، نشأت ضمن عائلة من طبقة متوسطة في جوّ أسري متحاب، درست في مدارس حيّ "الزهراء"، وحصلت على الشهادة الثانوية، واخترت دراسة الهندسة المدنية في جامعة "البعث".

المخرج رواد إبراهيم

عندما خاب أملي بأن أنتسب إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، أكملت دراستي الجامعية كطالبة هندسة، لكنني لم أترك ذاك الحلم الذي كان يرافقني دوماً، وكان لدي ثقة بأنني سأحققه يوماً.

عادت شعلة الحلم للاشتعال في عام 2014، عندما رأيت إعلاناً عن فرقة مسرحية في "حمص" تدعى "سوا" تفتح باباً للانتساب إليها ويتم القبول بعد تأدية مشهد ارتجالي يظهر موهبة المنتسب، قدمت المشهد الذي ركبته بنفسي، والذي كان يتضمن أهم ثلاث حالات تمثيلية: (الغضب، الضحك، الحزن).

من إحدى المسرحيات

لاقى المشهد استحسان الأستاذ والمخرج "رواد الإبراهيم" مدير فرقة "سوا" للفنون المسرحية، الذي كان له الفضل الأكبر في تنمية موهبتي والتعب عليها لتصبح ناضجة تملكها ممثلة حقيقية.

بدأت تدريبات إعداد الممثل التي صقلت موهبتي وعلمتني أساسيات التمثيل سواء كانت تدريبات صوت أو جسد أو إحساس، وشاركت بأعمال مسرحية واكتسبت خبرة الظهور على المسرح».

تابعت: «بعد ثلاث سنوات من عملي كممثلة مسرحية في فرقة "سوا"، عرض برنامج المواهب "أرب كاستنج"، فوجهت أنظاري نحوه ليكون البوابة التي ستنقلني إلى تحقيق حلمي.

عندما تم الإعلان عن الموسم الثاني منه بعثت لهم بفيديو تمثيلي ارتجالي مدته دقيقة واحدة، ليتم الرد من قبل إدارة البرنامج بنجاحي وقبولي لتأدية تجارب الأداء في "لبنان".

بدأت التحضير للمشاهد التي سأقدمها هناك، وكان ذلك بإشراف المخرج "رواد الإبراهيم"، واختار مشاهد تظهر قدراتي كممثلة تستحق أن تكون ضمن المشتركين في النهائيات.

لا يمكنني أن أنسى فرحة وفخر عائلتي التي قدمت لي كل الدعم النفسي، كذلك عائلتي الثانية فرقة "سوا" للفنون المسرحية وأصدقائي.

سافرت إلى "لبنان" وقدمت المشهد الأول الذي كان مشهداً درامياً تراجيدياً، جسّدت فيه دور أم فقدت طفلها وراحت تزور قبره، وكذلك قدمت مشهداً كوميدياً بطلب من الفنان "قصي خولي" الذي كان أحد أعضاء لجنة التحكيم لأحصل على 4 نعم، وبذلك تأهلت لتأدية تجربة الأداء الثانية التي نجحت فيها، وأهلتني وعشرين متسابقاً من بين مئة وعشرين متسابقاً من كافة الدول العربية للانتقال إلى العروض المباشرة في "أبو ظبي"، وهناك قدمت أربعة مشاهد مسرحية لأربع شخصيات مختلفة، فقدمت مشهداً عن الحرب في "سورية"، حيث جسدت فيه شخصية "مي" التي ترفض الخروج من الوطن على الرغم من الحرب.

كان برنامج "أرب كاستنج" خطوة مهمة في مشواري؛ لأنه قدم لي خبرة في المسرح والتلفزيون والوقوف أمام الكاميرا، كذلك شهرة بسيطة نوعاً ما، ومثّلت بلدي على مستوى الوطن العربي».

وعن مشاركاتها قالت: «شاركت في جميع الأعمال المسرحية لفرقة "سوا" منذ عام 2014 وحتى اليوم داخل "حمص" وخارجها، وخضت سبعة أعمال، منها: "شاّم، عذراً سيدي المسؤول، حكاية وطن". وكذلك مثلت في عدة أفلام، منها: "ورقة خريف، عندما يمر الموت في هذه المدينة"، وحالياً أقوم بالتحضير لفيلم جديد، إضافة إلى دراسة لمجموعة من الأعمال التلفزيونية لأختار إطلالتي التلفزيونية الأولى».

"رواد الإبراهيم" مخرج وكاتب ومدير فرقة "سوا"، قال عنها: «منذ التحاقها بالفرقة والتحاقها بالتدريبات أظهرت موهبة تستحق التركيز والرعاية، واستطاعت في وقت بسيط أن تثبت نفسها، وتنال إعجاب وتصفيق الجمهور في جميع إطلالاتها على المسرح.

إنها الممثلة الطموحة والعنيدة، وصاحبة الحضور المحبب، والمتميزة بجميع أدوارها، وفخر كبير لي أن أكون مدرّبها وراعيها».