أحيت خشبات المسرح الحمصي منذ أعوام كثيرة، عبر مسرحيات لكتّاب عالميين صيغت وأعدّت بروح سورية شغوفة بالفن، توقفت لأعوام بسبب الحرب على "سورية"، وعادت بغية الاستمرار في إحياء ثقافة المسرح السوري من منبرها في "حمص".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 8 كانون الثاني 2019، مع المخرج المسرحي "فهد الرحمون"، ليحدثنا عن نشأة فرقة "إشبيلية" بالقول: «بداية الفرقة كانت عام 1991، حيث كان هاجسنا المسرح وعشقنا، كنا مجموعة من الشباب الجامعيين منهم: "حسن أبو قرعة"، و"غادة حسني"، و"روز اليوسف" وآخرين، قررنا تكوين الفرقة بجهود شخصية لنحقق مشروعنا المسرحي الذي يهدف إلى المتعة والفكر العميق، وأول تجاربنا مسرحية "الدب" لـ"أنطون تشيخوف"، ومسرحية "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" عن رواية لـ"ماركيز"، والإخراج لأحد أعضاء الفرقة، وكانت بداية موفقة بشهادة جمهور "حمص" الذواق للمسرح، وبعدها أصبحت الفرقة مركز استقطاب للكثير من المواهب الحمصية، وحضناً دافئاً لكل محبي المسرح، فكانت تلك النقلة النوعية لفهم المسرح بأسلوب علمي، وذلك عند عودة الدكتور "سمير عثمان الباش" من "موسكو"، حيث أخرج للفرقة مسرحية "الدونكيشوت" للكاتب "ميخائيل بلكاكوف" عن رواية "سرفانتس"، وكان هذا العمل مشروع تخرجه الذي قدمه في "موسكو" بأهم معاهد العالم للمسرح، وقدم لنا بكل سخاء كمّاً هائلاً من العلم الحقيقي عن المسرح وقلب جميع مفاهيمنا، حيث أدركنا أن المسرح علم مثل الرياضيات وليس أي شيء، وكان له الفضل الكبير بنقل الفرقة إلى فهم صحيح عن المسرح، ولا أبالغ إن قلت بعد هذا العمل أصبح فكر أعضاء الفرقة كمحترفين ونجوماً على المسرح. تابعنا طريقنا متسلحين بالعلم الصحيح والثقة الكبيرة بالنفس والزهو بالنجاح الكبير، وقمنا بعرض هذه المسرحية في عدة محافظات ومدن سورية، وبعدها كانت لنا محطات مهمة، حيث قام الفنان "حسن أبو قرعة" وهو أحد مؤسسي الفرقة بإخراج عملين مهمين، وهما: مسرحية "الجزيرة الرمزية" للكاتب "ميخائيل بلغاكوف"، ومسرحية "زواج فيغارو"، ولاقت الفرقة نجاحاً جماهيريا كبيراً على جميع الصعد، وأيضاً تم عرض هاتين المسرحيين بالمحافظات، وكانت هذه هي المحطات الأبرز التي ساهمت بوضع الأساسات القوية للفرقة، وذاع صيتها على مستوى "سورية"، وباتت تصنف من الفرق المحترفة».

بداية الفرقة كانت عام 1991، حيث كان هاجسنا المسرح وعشقنا، كنا مجموعة من الشباب الجامعيين منهم: "حسن أبو قرعة"، و"غادة حسني"، و"روز اليوسف" وآخرين، قررنا تكوين الفرقة بجهود شخصية لنحقق مشروعنا المسرحي الذي يهدف إلى المتعة والفكر العميق، وأول تجاربنا مسرحية "الدب" لـ"أنطون تشيخوف"، ومسرحية "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" عن رواية لـ"ماركيز"، والإخراج لأحد أعضاء الفرقة، وكانت بداية موفقة بشهادة جمهور "حمص" الذواق للمسرح، وبعدها أصبحت الفرقة مركز استقطاب للكثير من المواهب الحمصية، وحضناً دافئاً لكل محبي المسرح، فكانت تلك النقلة النوعية لفهم المسرح بأسلوب علمي، وذلك عند عودة الدكتور "سمير عثمان الباش" من "موسكو"، حيث أخرج للفرقة مسرحية "الدونكيشوت" للكاتب "ميخائيل بلكاكوف" عن رواية "سرفانتس"، وكان هذا العمل مشروع تخرجه الذي قدمه في "موسكو" بأهم معاهد العالم للمسرح، وقدم لنا بكل سخاء كمّاً هائلاً من العلم الحقيقي عن المسرح وقلب جميع مفاهيمنا، حيث أدركنا أن المسرح علم مثل الرياضيات وليس أي شيء، وكان له الفضل الكبير بنقل الفرقة إلى فهم صحيح عن المسرح، ولا أبالغ إن قلت بعد هذا العمل أصبح فكر أعضاء الفرقة كمحترفين ونجوماً على المسرح. تابعنا طريقنا متسلحين بالعلم الصحيح والثقة الكبيرة بالنفس والزهو بالنجاح الكبير، وقمنا بعرض هذه المسرحية في عدة محافظات ومدن سورية، وبعدها كانت لنا محطات مهمة، حيث قام الفنان "حسن أبو قرعة" وهو أحد مؤسسي الفرقة بإخراج عملين مهمين، وهما: مسرحية "الجزيرة الرمزية" للكاتب "ميخائيل بلغاكوف"، ومسرحية "زواج فيغارو"، ولاقت الفرقة نجاحاً جماهيريا كبيراً على جميع الصعد، وأيضاً تم عرض هاتين المسرحيين بالمحافظات، وكانت هذه هي المحطات الأبرز التي ساهمت بوضع الأساسات القوية للفرقة، وذاع صيتها على مستوى "سورية"، وباتت تصنف من الفرق المحترفة

ويكمل بالقول: «الكثيرون من أعضاء الفرقة تابعوا على طريق الاحتراف وتخرجوا في المعهد العالي للفنون المسرحية، وغدوا نجوماً بالدراما السورية، أذكر منهم: "ازدهار السليمان"، و"سليمان السليمان"، و"نيرودا الحسن"، و"لونا الحسن"، و"لورا أبو أسعد"، و"سامر إسماعيل"، ومنهم مخرجون سينمائيون، مثل: "معن جمعة"، و"خلدون كريم"، وأنا أجزم بأن المسرح مظلوم بل منسي ويتيم، وبوجه خاص في "حمص" التي تعدّ من أكثر المحافظات اهتماماً وعشقاً له، فلا يوجد مسرح قومي فيها، ولا أي مؤسسة تدعم مسرحها وفرقها، ومعظم الفرق تنتج أعمالها من جيبها الخاص ومن دون مقابل، ولا توجد ثقافة العروض الجماهيرية بمقابل مادي، حيث تقتصر العروض على مهرجان "حمص" المسرحي، والإعلام مقصر جداً بحق المسرح، ويجب على المعنيين بالثقافة دعم المسرح حتى لا يموت، فبدعمه ننهض بجيل مثقف ومفعم بالجمال، فالمسرح أوكسجين الحياة ومقياس حضارة الشعوب. وآخر أعمال الفرقة ما قدمناه هذا العام بعد توقف دام سبع سنوات؛ بسبب الأزمة العصيبة التي ألمّت ببلدنا الحبيب، حيث قدمنا مسرحية "اللص الشريف" للكاتب الإيطالي "داريو فو"، وقمت بإخراجها، ولاقت المسرحية نجاحاً كبيراً من جمهور "حمص"، وكانت سعادة الجمهور لا توصف بعودة فرقة "إشبيلية" إلى العمل، وكان الفريق يتألف من شباب وشابات موهوبين بعضهم من أعضاء فرقة "إشبيلية"، وبعضهم جدد، وهم: "ثائر المحمد"، و"رامي جبر"، و"ندى جوخدار"، و"نغم زخور"، و"رهام دياب"، و"علي دياب"، و"عروة الأشقر"، ومساعد المخرج "آصف حمدان"، بدعم مادي ومعنوي من أحد أعضاء فرقة "إشبيلية" القدامى المخرج والممثل "خلدون كريم"، ومساندة قوية من المخرج والممثل "حسن أبو قرعة"، ومحبة ممثلة الفرقة "موزة غنوم" والنجم "سامر إسماعيل" والمخرج السينمائي "معن جمعة".

المخرج "فهد الرحمون"

المخرج السينمائي "معن الجمعة" بدوره قال عن الفرقة: «بدأت مع فرقة "إشبيلية" بعمر 15 عاماً، وكانت حينئذٍ تتألف من نخبة مثقفة، وبحاجة إلى شخصية في مسرحية "زواج فيغارو"، حيث مثّلت حينئذٍ الدور، وبعد سنتين مثّلنا مسرحية "مؤتمر غسيل أدمغة"، وكان هناك مجموعة من الشباب، وفيما بعد قمنا بتمثيل مسرحية تدربنا من خلالها على فكرة بناء الكاريكتر، وهي فرقة قادرة على إنعاش المسرح السوري ككل وليس المسرح الحمصي فقط، وكانت فرقة محبوبة لكونها تبحث عن ضحكة الجمهور، وقدمت لي على المستوى الشخصي كثيراً، فهي فرقة تعمل على تدريب أفرادها، حيث تعلمت منها ألا نطلق النقد المسرحي على عجل، بل يجب أن نتدرّب على إطلاق الحكم الصحيح والموضوعي».

يذكر، أن فرقة "إشبيلية" أُسّست عام 1991 في مدينة "حمص"، وحضنت العديد من الأسماء المهمة في مجال التمثيل والمسرح، وتعود اليوم بقوة بعد توقف دام 7 أعوام.

من إحدى مسرحيات فرقة "إشبيلية"
المخرج السينمائي "معن الجمعة"