بخطوة محمودة في الوسط الثقافي السوري، قامت مجموعة من راقصات الباليه بإعادة إطلاق فرقة أطلقن عليها اسم "إحساس"، بهدف إعادة فن الباليه والرقص التعبيري إلى الساحة الثقافية بعد تفكك الفرقة قبل أعوام عديدة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 كانون الثاني 2019، مديرة فرقة "إحساس" للباليه والرقص التعبيري "سوسن الفاحلي"، لتحدثنا عن الفرقة بالقول: «تكوّنت الفرقة عام 2005، وكان عدد الراقصات 45 راقصة، وقامت الفرقة بالتدرّب وتقديم العروض، وشاركت بالعديد من المهرجانات، منها: "الوادي، القلعة، تدمر، البيئة"، وحصدت الجائزة الذهبية بمهرجان "القاهرة لأعمال الأطفال"، ثم توقفت مع بداية الأزمة عام 2011، وبعد ثلاث سنوات من التوقف عادت بخطوات خجولة، لأن الحرب والباليه لا يلتقيان، إلا أن الفرقة حاولت إنجاح مشروعها بشتى الطرائق، حيث بدأت التدريب في روضات الأطفال وكنيسة "مشتى الحلو"، وكانت الأعداد صغيرة، وبدأت تتزايد حتى وصل عددها إلى 400-500 طالبة تراوح أعمارهن بين 4 سنوات وطالبات الجامعة، وقدمنا أول عرض في عيد الميلاد بكنيسة "مشتى الحلو"، إضافة إلى لوحات كلاسيكية جوهر الفرقة، وأخرى إيقاعية متنوعة بهدف إرضاء جميع الأذواق، وكان الحضور لافتاً ومنوعاً من شرائح عمرية مختلفة، وتم تكريم الفرقة من قبل وزارة الثقافة بتقديم عرض في "دار الأوبرا" بـ"دمشق".

بدأت التدرّب ضمن الفرقة منذ سنتين، وشاركت بالعديد من لوحات الرقص الكلاسيكي والتعبيري، برأيي، إن العنصر الأساسي الذي دفع الفرقة إلى الاستمرار هو المحبة والصدق وروح العائلة

ونعمل من خلال العروض على إيصال فكرة وجوهر الفرقة؛ أن "سورية" مهد الحضارات وأرض الفنون والثقافات والتميز على الرغم من كل الظروف».

الفاحلي مع الفرقة

وأضافت "الفاحلي": «أبرز الصعوبات التي تواجه مشروعنا، عدم توفر مكان خاص للتدريب، حيث يتم التدريب في قاعات غير مجهزة بـ"المسكات" والمرايا، وعدم توفر الحذاء الخاص بالباليه لأن سعره 75000 ليرة سورية؛ لذا فإن تدرّب الأعضاء في أكثر من مكان يؤدي إلى تشتيت طاقاتهم بدلاً من توجيهها لتجهيز العروض، ولا توجد جهة راعية لمصاريف ولباس وحجوزات الفرقة، ويتم تأمينها وتقديم العروض من الاشتراكات الرمزية للطالبات، كل ما سبق يجعل الفرقة تواجه صعوبة بالاستمرار وتقديم العروض».

"نسرين محمد" مساعدة مدرّبة ومن أعضاء الفرقة، قالت: «انتميت إلى الفرقة منذ خمس سنوات، شاركت خلالها بالعديد من العروض التي تنوعت بين الرقص الكلاسيكي والتعبيري لمراعاة أذواق الجمهور واستقطاب شريحة واسعة، ولعل تأثير العروض بالجمهور هو ما يدفعنا إلى الاستمرار، ونعمل أيضاً على تعليم الفتيات على التعامل مع النغمات بأجسادهن وحركات أيديهن الانسيابية. أما تأثير الفرقة بالأطفال، فقد تجلى بوضوح من خلال مشاركتهن لهموم حياتهن الخاصة والدراسية والمساعدة على حلّها».

مساعدة المدربة نسرين ملحم

"نسرين ملحم" مدرّبة وإحدى المشاركات بالفرقة: «بدأت التدرّب ضمن الفرقة منذ سنتين، وشاركت بالعديد من لوحات الرقص الكلاسيكي والتعبيري، برأيي، إن العنصر الأساسي الذي دفع الفرقة إلى الاستمرار هو المحبة والصدق وروح العائلة».

"مرسال عيسى" والدة الطالبة "سارة أسعد" (8 سنوات)، قالت: «كان للباليه أثر إيجابي واضح في "سارة"، وصارت تبدأ الرقص وتحريك يديها بطريقة انسيابية عند سماعها أي نغم موسيقي، خصوصاً الموسيقا الكلاسيكية، وأصبحت شديدة الملاحظة وصاحبة أذن موسيقية».

نسرين محمد

يذكر، أن فرقة "إحساس" تتألف من عدد كبير من الطالبات تشارك 77 طالبة منهن في العروض، والقسم الآخر تحت التدريب، وفيها مجموعة من المشرفات، منهن: "نسرين ملحم"، و"نسرين المحمد".