يحتاج معظم الناس وبشكل دوري لزيارة عيادات طب الأسنان. وتسجل العديد من الحالات تغيير لبعض الأجزاء التالفة (الأسنان،الأضراس).

ولكن لا يخطر ببال أي من المرضى التفكير في كيفية صناعة هذا السن أو من هو الشخص الذي يقوم بتقديمه للطبيب المختص.

التسويق أحد المشكلات كونه يعتمد على طلب أطباء الأسنان والمرضى، مع قلة الفرص بالتعامل مع العيادات، فقدان الأساس الرسمي كضمان للأجور غير المتناسبة أبداً مع ما نقوم به من جهد وعمل، فنحن نبقى وراء الكواليس ولا نحظى بالشهرة والاسم، إضافة إلى عدم استقرار الأسعار أو تحديدها، الذي يرجع بمجموعه لعدم وجود نقابة مختصة تضمن الحقوق والواجبات وهو شيء أصبح ضرورياً جداً مع ازدياد عدد الخريجين، ووجود عدد من المتطفلين على المهنة الذين لا يحملون أي شهادة أكاديمية تؤهلهم للعمل

فني الأسنان مهنة تمزج بين الشهادة العلمية والحرفية وتعتمد كغيرها من المهن على خطوات ومصادر، لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع التقى eHoms بتاريخ (8/2/2009) بالسيد "وسيم سعد" والذي يعمل باختصاصه كفني أسنان منذ عام (2002)، فكيف يصف هذه المهنة حيث يقول:

من المراحل اليدوية لصناعة الأسنان "التشميع"

«هي مهنة تجمع بين الاختصاص الأكاديمي مع ما يشملها من تدريب عملي سواء أثناء الدراسة أو بعدها وبين الفنية من جهة أخرى، لذلك فهي تحتاج لصبر وطول أناة، يد نظيفة وحرفية، خاصة أن كل قطعة (سن، ضرس، بدلة) تختلف عن الأخرى باختلاف المريض.

تتبع هذه الصناعة عدة مراحل تبدأ باستلام ما يسمى بـ (الطبعة) أي (صورة السن أو الضرس) المطلوب وتصنع من الجبس، تليها مرحلة تجهيز وتقطيع المثال أو القالب، ثم "التشميع"، أي تكوين (القبعة) بمادة الشمع ثم المعدن، يأتي بعدها مرحلة "الترميل" وغايتها إكساب السطح الأملس الخشونة اللازمة لالتصاق "الخزف" عليه قبل وضعه في فرن الخبز وهي المرحلة النهائية التي تعطي للسن الشكل الأخير وتعتبر هذه المرحلة الأدق والأصعب كونها تحتاج لتركيز ودقة».

الفني "وسيم سعد" يقوم بمرحلة "الترميل"

بعض القطع تصنع بشكل يدوي وهي تحتاج لوقت معين، أما بعضها الآخر فقد يشمل في مرحلة واحدة اختصاراً وتوفيراً للوقت والجهد، مع وجود عديد من الصعوبات التي يضيف عنها: «التسويق أحد المشكلات كونه يعتمد على طلب أطباء الأسنان والمرضى، مع قلة الفرص بالتعامل مع العيادات، فقدان الأساس الرسمي كضمان للأجور غير المتناسبة أبداً مع ما نقوم به من جهد وعمل، فنحن نبقى وراء الكواليس ولا نحظى بالشهرة والاسم، إضافة إلى عدم استقرار الأسعار أو تحديدها، الذي يرجع بمجموعه لعدم وجود نقابة مختصة تضمن الحقوق والواجبات وهو شيء أصبح ضرورياً جداً مع ازدياد عدد الخريجين، ووجود عدد من المتطفلين على المهنة الذين لا يحملون أي شهادة أكاديمية تؤهلهم للعمل».

يتعامل الفني إضافة للطبيب مع مستودعات مختصة بمواد طب الأسنان تؤمن لهم ما يحتاجون إليه، المهندس "عماد سيف" أحد الموزعين الموجودين في مدينة "حمص" من فترة لا تقل عن (10) سنوات، ويقول عن المواد وكيفية إحضارها وتوزيعها: «نعتمد مواد مختلفة المنشأ، منها المستورد بالأخص من أوربا كالأدوية، بعض المواد الأولية، ومنها الوطني الصنع مثل (أسنان الأكريل) التي تركب على البدلات الاصطناعية، أجهزة المخابر التي يقدر حوالي (90%) منها كإنتاج محلي.

المهندس "عماد سيف"

المواد تشمل الصناعية البحتة التي توزع على المخابر، والتقنية الطبية التي يطلبها الأطباء، تحدد بأسعار السوق أي ما يشبه الاقتصاد الحر كونها غير مضبوطة من جهة رسمية.

أما التوزيع فيتم عن طريق الترويج، التعاقد مع زبائن محددين، تقديم النشرات التفصيلية بما يأتينا من مواد جديدة، إضافة لوجود معارض ودورات متخصصة في مختلف المحافظات».

هذا وعلى الرغم من صدور عدد من القرارات التنظيمية من وزارة "الصحة" أولها المرسوم التشريعي رقم (111) لعام (1966)، ورقم (12) لعام (1970) الذي أجرى تعديله سنة (2007) بمرسوم رقم (35) يحدد فيه تعريف المختبر السني، بمواصفاته وكيفية ترخيصه، الواجبات والحقوق للجهات العاملة فيه، فإنه لا يوجد نقابة مختصة به كسائر المهن.