في واحد من أحيائها الشعبية العتيقة، وبين حنايا أزقتها ودفء أبنائها، ولد وعاش في كنف هذه المدينة التي لم تبخل عليه وأعطته، وهو بدوره لم ينس رد الجميل لها فكان من أبرز شعرائها ومثقفيها.

ولد الشاعر "ممدوح السكاف" عام /1938/ وتلقى تعليمه في مدراسها، ثم تابع تحصيله الجامعي، فنال الإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب بجامعة "دمشق" عام /1964/.

إن تجربة الشاعر "ممدوح السكاف" متحفظة في غزارتها ولكنها تجربة نوعية متطوّرة تشتغل على التجديد والتجاوز الدائمين، فتفصح عن شاعر هام من شعراء الحداثة في سورية

يقول "سكاف" لمدونة وطن eSyria بتاريخ 3/11/2008: «بعدها تابعت تعلمي الذاتي وتعمقت في دراسة التراث العربي والآداب الغربية، وقد تجلت آثار هذا التعلّم لاحقاً في أعمالي الشعرية ودراساتي النقدية.

اتّجهت إلى عالم التعليم فعملت مدرّساً في ثانويات "حمص" ومعاهدها التربوية، قرابة خمسين سنة، واشتغلت خلالها أيضاً في حقل التعليم والصحافة الأدبية، وقد انتخبت نقيباً للمعلمين في محافظتي، ثم عيّنت مديراً للمركز الثقافي العربي، وأنا اليوم رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بـ"حمص"».

شارك الأديب "سكاف" في تأسيس رابطة الخريجين الجامعيين في "حمص" عام /1960/، كما أنه عضو مؤسس لاتحاد الكتاب العرب في سورية منذ عام /1968/، وعضو لجنة حماية "حمص" القديمة في مجلس المدينة منذ تشكيلها عام /1985/، وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي لمحافظة "حمص" الصادر بمرسوم جمهوري عام /2008/.

إضافة إلى ذلك فالأديب "سكاف" عضو محكّم لمسابقات الشعر في سورية وعدد من الأقطار العربية، وقد تمت ترجمة بعض شعره إلى الروسية والفرنسية والإنكليزية والفارسية.

سافر في وفود أدبية وثقافية وتعليمية إلى مصر ولبنان والجزائر والإمارات العربية المتحدة والبحرين وألمانيا والنمسا والصين والاتحاد السوفييتي (سابقاً). وقد كرّمته في سورية عدة منظمات شعبية ومؤسسات حكومية وجهات ثقافية، ونال منها شهادات تقدير وكتب ثناء ودروعاً وميداليات تذكارية. وآخر تكريم له كان ضمن فعاليات "دمشق" عاصمة للثقافة العربية، من قبل اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مجلس مدينة "حمص"، وذلك بتاريخ (12/10/2008) في ثقافي "حمص".

يقول الأستاذ "مظهر الحجي" أمين سر المكتب الفرعي لاتحاد الكتاب العرب بـ"حمص" عن دور "السكاف" مع زملائه في فرع الاتحاد وحرصهم على مد الجسور مع المؤسسات التعليمية والنوادي والهيئات الأدبية والفنية: «لقد تجلى ذلك من خلال إقامة الندوات والمهرجانات الشعرية والمحاضرات والأمسيات المشتركة، والمعارض، إضافة إلى رعايته المواهب الشابة في "حمص" تجلت في إقامة المسابقات الأدبية والإبداعية، وإشراك الموهوبين في أمسيات فرع الاتحاد إلى جانب كبار الشعراء والأدباء».

وختم كلمته بالقول: «إن تجربة الشاعر "ممدوح السكاف" متحفظة في غزارتها ولكنها تجربة نوعية متطوّرة تشتغل على التجديد والتجاوز الدائمين، فتفصح عن شاعر هام من شعراء الحداثة في سورية».

أما الأستاذ الدكتور "حسين جمعة" رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية فتحدث عن صفات الشاعر "السكاف" الشخصية والأخلاقية فقال: «أديبنا اتصف بالقناعة والرضا العقلي الذي يتحكم بما بين يديه ولا تتحكم به، ومن يتابع تجربته فسيروم فيه نبل الصفات ووهج العطاء.. فهو أديب دمث، رقيق المعشر، صادق العطاء والمودة... فالناقد الباحث يجد في الكتابة الإبداعية لمكرمنا نمطاً من التعبير الشفاف والأصيل وهو يتقلب على قلب ملتهب بحب الوطن، ويصارع حركة الحياة في صميم التغيير الاجتماعي والاقتصادي».

الدكتور "عامر فاخوري" رئيس جامعة البعث قال: «لقد أصبح الشاعر "ممدوح السكاف" علماً من أعلام الرومانسية الشعرية فهو شاعر مرهف متمكن من لغته ويستطيع أن يغتنم الفرصة لخلق إيقاعات لغوية جديدة تعبّر عن تجربته المميزة، ففي أعماقه توجد قوة كامنة نحو أمته وقوميته ووطنه، جسدها في مواقف وإبداعات.. ونظراً لأهمية الشاعر ومكانته الأدبية فقد قامت جامعة البعث بتسجيل رسالة ماجستير عن أدبه وشعره وإبداعاته».

الأستاذ "معن الابراهيم" مدير الثقافة بـ"حمص" قال: «إن ابن "حمص" وشاعرها "ممدوح السكاف" كان وفياً قبلنا لمدينته وإبداعات أبنائها من خلال دراسته لأحد شعرائها ومبدعيها ألا وهو الأديب "عبد الباسط الصوفي"..."ممدوح السكاف" سيّد بين المحدثين قلبه الخفّاق يمزّق صدره الرحب، ليخرج لنا آهاته وتطلعاته وما يصبو إليه في أحلى الصور وأعذب الألحان».

الجدير بالذكر أنه صدرت للشاعر "السكاف" تسعة دواوين شعرية هي: (مسافة للممكن مسافة للمستحيل – نشيد الصباح – شواطئ بلادي – في حضرة الماء – انهيارات – فصول الجسد – الحزن رفيقي – على مذهب الطيف – الصومعة والعنقاء).

وصدرت له الكتب النقدية التالية: (في أصول الدراسة الأدبية – دراسة نقدية لمسرحية سليمان العيسى: ابن الأيهم – الإزار الجريح – عبد الباسط الصوفي الشاعر الرومانسي.. دراسة في حياته وشعره – في تأمل الشعر: كتابات أدبية).

  • تم تحرير المادة بتاريخ 2008.