ارتبط اسم العائلة عبر عشرات السنين بالزعامة السياسية والاجتماعية في "حمص"؛ خصوصاً قبل منتصف القرن الماضي، حيث يعدّ "الشيخ وصفي" كما يلقب من قبل الناس، أحد قادة الثورة ضد الاحتلال الفرنسي، ومن منجزي دستور 1918 في "سورية".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 1 آذار 2016، المهندس "محمد ناصر" أحد المهتمين والباحثين في التاريخ السياسي الحمصيّ؛ ليحدثنا عن أهم مراحل حياة هذا الرجل وتأثيره بالمجتمع في "حمص"، ويقول: «لقد كان "وصفي الأتاسي" أحد المؤسسين للجنة الدفاع في "حمص" بين عامي 1919-1920م؛ التي ترأسها ابن عمه "عمر الأتاسي"، حيث كان يجمع التبرعات والإعانات المالية لدعم نشاطات اللجنة، ويشارك في التخطيط للثورات والمعارك التي كانت اللجنة تدعمها وتشعل شرارتها، وخاصة تلك التي قامت في "تلكلخ"، ومعارك الدفاع عن مدينة "حمص"، كما جاهد "وصفي الأتاسي" في سبيل تحرير بلاده من الأتراك، وكان في طليعة المناضلين من أجل استقلالها من الفرنسيين.

أثنى "محمد عزة دروزة" أحد النواب في المؤتمر السوري وسكرتير لجنة الدستور، على "الأتاسي"، فقال عنه أنه كان ذكياً ألمعياً وحدوياً استقلالياً، وكان حسن الثقافة والكلام. ويشهد له كسياسي اقترابه من الوسط الاجتماعي؛ رابطاً إياه مع السياسة وقراراتها، كي لا يبتعد عن نبض الشارع؛ مدركاً أهمية تأثيره في مستقبل البلاد حينها زمن الاحتلال والضغط الكبير، حيث كان على تواصل مع شريحة كبيرة من أبناء المجتمع من مثقفين وتجار وجامعيين وغيرهم، من أجل تكوين رأي وواقع سياسي مرتبط بالمدينة مباشرة

فبعد خروج العثمانيين من "سورية" في 1 تشرين الأول عام 1918، عقد المؤتمر السوري العام لبلاد الشام، وقد ألّف "هاشم الأتاسي" رئيس المؤتمر يومها لجنة صاغت أول دستور للبلاد بعد الاستقلال عن العثمانيين؛ التي برز فيها نجم "وصفي الأتاسي" كأحد زعماء البلاد الأحرار عندما انتخب عضواً ونائباً عن أهالي مدينة "حمص" إلى جانب ابن عمه "هاشم الأتاسي" كممثل آخر عن "حمص"».

محمد ناصر

ويضيف: «أثنى "محمد عزة دروزة" أحد النواب في المؤتمر السوري وسكرتير لجنة الدستور، على "الأتاسي"، فقال عنه أنه كان ذكياً ألمعياً وحدوياً استقلالياً، وكان حسن الثقافة والكلام.

ويشهد له كسياسي اقترابه من الوسط الاجتماعي؛ رابطاً إياه مع السياسة وقراراتها، كي لا يبتعد عن نبض الشارع؛ مدركاً أهمية تأثيره في مستقبل البلاد حينها زمن الاحتلال والضغط الكبير، حيث كان على تواصل مع شريحة كبيرة من أبناء المجتمع من مثقفين وتجار وجامعيين وغيرهم، من أجل تكوين رأي وواقع سياسي مرتبط بالمدينة مباشرة».

وليد الحسن

الفنان "وليد الحسن" من المتابعين للشأن التراثي الحمصي وتاريخ الشخصيات السياسية فيها، تحدث أيضاً: «ثقافة العائلة ودخول أبنائها معترك السياسة من الأبواب الواسعة، شجّع "وصفي" وأقرباءه من المسؤولين على اتخاذ قرارات اجتماعية وسياسية، وقيادة المجتمع في المدينة ضد الاحتلال وضرورة المشاركة في الثورة السورية الكبرى 1925، فكان من أوائل روّادها عبر التخطيط والتدبير لها، ولما قرر الوطنيون مقاطعة انتخابات عام 1926م كان "الأتاسي" على رأسهم، فكان من الذين اعتقلوا في "حمص"، ثم أخذوا إلى "تلكلخ"، ومنها أودعوا في "جزيرة أرواد" مع غيره من أركان الرعيل الأول من الوطنيين، أمثال: "هاشم الأتاسي"، و"مظهر أفندي الأتاسي"، و"رفيق رسلان"، و"مظهر رسلان"، و"راغب الجندي"، و"شكري الجندي"، و"نورس الجندي"، و"سعدالله الجابري"، و"فارس الخوري"، و"نجيب الريس"، و"يحيى خانكان"، وغيرهم.

قضى "وصفي الأتاسي" حياته من أجل حرية واستقلال ووحدة "سورية" حينما حاول الفرنسي تقسيمها إلى "كونتونات" على أسس تناحرية، فقد كان مناضلاً قرن النضال السياسي بالنضال الثوري، ومن المؤسسين لجمعيات أهلية، مثل: حزب "العربية الفتاة"، و"النادي العربي" في "حمص"، وكان عضواً في "حزب الشعب" الذي أسسه "عبد الرحمن الشهبندر"، ليرحل تاركاً بصماته الوطنية».

يذكر أن، "وصفي الأتاسي" من مواليد "حمص" عام 1888، وتوفي عام 1932 إثر معاناته مع المرض.