أخذته اللغات السامية بين سطورها مختصاً، ويعدّ واحداً من القلائل الذين اختاروا هذا المجال، وأبدعوا فيه، فعمل محاضراً في معظم الجامعات السورية، وقدم العديد من المؤلفات والجلسات الثقافية بلغات الشرق القديم، حتى بات مرجعاً مهماً لها.

مدونة وطن "eSyria" زارت الدكتور "باسم جبور" بتاريخ 10 شباط 2017، في منزله بقرية "حبنمرة" في محافظة "حمص"، ليحدثنا عن صعوده العلمي والأكاديمي في اختصاص اللغات السامية، ويقول: «درست في مدارس "حمص"، وتخرجت في جامعتها عام 1993 بإجازة جامعية، قسم الآداب، اختصاص لغة عربية. ثم توجهت إلى "حلب" وتابعت الدراسات العليا بمجال اللغات السامية، وقدمت ما يسمى دبلوم الدراسات العليا، وتخرجت عام 1996، وتابعت دراسة الماجستير في ذات الاختصاص، وحصلت على الشهادة في عام 2000، بعدها في عام 2004 قدمت رسالة الدكتوراة بعنوان: "ملاحم تاريخية في الأدب الأكادي" في مجال اللغات السامية، وباشرت عملي بتدريس الطلاب الجامعيين، والإشراف على طلاب الدراسات العليا».

درست في مدارس "حمص"، وتخرجت في جامعتها عام 1993 بإجازة جامعية، قسم الآداب، اختصاص لغة عربية. ثم توجهت إلى "حلب" وتابعت الدراسات العليا بمجال اللغات السامية، وقدمت ما يسمى دبلوم الدراسات العليا، وتخرجت عام 1996، وتابعت دراسة الماجستير في ذات الاختصاص، وحصلت على الشهادة في عام 2000، بعدها في عام 2004 قدمت رسالة الدكتوراة بعنوان: "ملاحم تاريخية في الأدب الأكادي" في مجال اللغات السامية، وباشرت عملي بتدريس الطلاب الجامعيين، والإشراف على طلاب الدراسات العليا

وعن السبب الذي دفعه لاختيار هذا المجال، يقول: «برأيي هذا المجال بكر، ومهم للغاية، فكان بالنسبة لي خيار تحدٍّ؛ لأنه من الصعب على الإنسان أن يعود آلاف السنين إلى الوراء ليدرس جذور اللغات وبدايتها الأولى، مثل اللغة "المسمارية" و"الخط المسماري"، واللغات "الأكادية، البابلية، الآشورية، العبرية، الفينيقية، الآرامية القديمة، الآرامية التورانية"، فجميعها حضارات وثقافات عميقة وهائلة. كنت أتلذذ حين أبحث عن جذور المصطلحات العربية مع شقيقتها اللغة السريانية، وأيضاً عندما أرى الكثير من المفردات تطور لفظها بين اللغات وعبر الزمن لتصل إلى لفظها بلغتنا العربية في وقتنا الحالي، وتجارب أخرى عديدة دفعتني إلى الخوض في هذا الاختصاص؛ فهو يستحق الدراسة والتعمق المعرفي، وإذا عدت مرة أخرى إلى الوراء، سوف أختار ذات المجال والتخصص».

باسم جبور

برأي "جبور" أنه لا يمكن دراسة أي لغة لأي شعب من دون العودة إلى جذورها وبداياتها الأولى، ويؤكد: «تجربتي في دراسة اللغات السامية وتدريسها في الجامعات السورية أوصلتني إلى نتيجة؛ أنه من الصعب أن تدرس لغة محددة من دون العودة إلى أصولها؛ فاللغة العربية مثلاً هي الوارث الشرعي لمجموعة اللغات القديمة. ويمكن القول إن هناك نسبة كبيرة من مصطلحات اللغة العربية اليوم لها لفظ مشترك وجذور مشتركة مع اللغة "السريانية"، وقد تطورت عن مجموعة لغات حتى أصبحت على ما هي عليه اليوم؛ وهذا يدفعنا ليكون لدينا معهد وقسم من الآداب في الجامعات السورية مختص بدراسة اللغات السامية الأكاديمية الممنهجة، فطالب اللغة العربية يبدأ دراسته للشعر الجاهلي من دون أن يعرف أي شيء عن اللغات الشقيقة، أو آداب الشرق القديم التي تعدّ من أغنى الدراسات وأعمقها في مضمار اختصاص اللغة، هناك قطع قديمة جداً، مثل: "الطوفان"، و"صراع الآلهة"، و"حكايات الحيوان"، و"حكايات النبات"، وغيرها الكثير من القطع الأدبية القديمة، التي من الضروري تخصيص كادر وتجهيزات كاملة لها، وخاصة أننا نحن أهلها وأصحابها؛ فهي مرتبطة بحضارتنا وأصالتنا وتاريخنا، وأنا أطالب دائماً بإضافة بعض المقررات المختصة في الأدب القديم إلى قسم اللغة العربية؛ لكي تتاح الفرصة للطالب بدراسة اللغة منذ ظهورها ونشأتها».

وعن تدريسه في معظم الجامعات السورية ومؤلفاته، قال: «درست وحاضرت في اللغات السامية في أغلب جامعات القطر، فكنت محاضراً في جامعتي "حلب" و"حمص"، وبعدها عميداً لكلية الآداب في جامعة "إدلب"، ثم نائب العميد في جامعة "الفرات" بمحافظة "الرقة". والآن أدرس مادة اللغات السامية في محافظتي "طرطوس" و"حماة"، وأقوم بتدريس مادة "موضوع لغوي مقارن" في جامعة "حماة" لطلاب الماجستير، وأدرّس مادة اللغة العبرية القديمة في جامعة "طرطوس".

ألّفت كتابين في مجال اللغات السامية؛ الأول بعنوان: "ملاحم تاريخية من الأدب الأكادي". والثاني بعنوان: "الخلق والطوفان". كما أن لي مشاركة مع بعثة ألمانية في منطقة "تل مسكنة" شرق "حلب"، التي كانت ثمرة تعاون بين جامعة "حلب" مع المديرية العامة للآثار».

الدكتور "أسامة ميهوب" أستاذ مادة "فقه اللغة" في جامعة "دمشق"، قسم الأدب العربي، يقول: «تظهر ميزات الدكتور "باسم" الفكرية والأكاديمية واضحة في كتابه "ملاحم أكادية"، الذي ظهر منذ شهور، ففي هذا الكتاب المتميز تظهر المعرفة اللغوية العميقة بالأكادية، ويضاف إلى هذه المعرفة اللغوية وعي عميق بالظاهرة الفكرية في إطارها التاريخي، ويضاف إلى ذلك ذائقة أدبية وحساسية جمالية مرهفة مكنته من التقاط الجملة الشعرية في النص الأكادي، ومكنته من عرضها بالمظهر الذي يليق بها في لغتنا، هذه الأمور الثلاثة: (المعرفة اللغوية العميقة، والوعي التاريخي للظواهر الفكرية، والحساسية الجمالية)، هي التي تجعل الدكتور "باسم جبور" يسدّ فراغاً كبيراً فيما يتعلق بهذه الحضارة».

الجدير بالذكر، أنّ الدكتور "باسم جبور" من مواليد "حمص" عام 1971، يتقن اللغة الأكادية ويترجمها، كما يتقن الفينيقية والسريانية والعبرية.