ناقد تخصص في نقد القصة القصيرة، ويعدّ أول ناقد سوري يتخصص في هذا المجال، ولطالما كان له حضوره الدائم في المشهد الثقافي داخل "سورية" وخارجها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 نيسان 2018، مع الكاتبة والأديبة "شذى الأقحوان المعلم"، وهي ابنة الناقد الأدبي "أحمد المعلم" لتحدثنا عن حياته، حيث قالت: «ولد في مدينة "حمص" عام 1942، ودرس في مدارسها حتى نال الشهادة الثانوية، وانتقل بعدها إلى الدراسة في معهد إعداد المدرسين، وقد عمل والدي بعدها في مجال التعليم، حيث تم إيفاده إلى "الجزائر" ليعمل هناك كمدرّس وبقي فيها ما يقارب أربع سنوات، بعدها عاد إلى الوطن "سورية" بصحبة زوجته وثلاثة أطفال، واستمر في التعليم، هذا إضافة إلى اجتهاده في المجال الأدبي؛ وذلك في الربع الأخير من القرن الماضي، والعامين الأولين من القرن الحالي».

كان الناقد "المعلم" حاضراً في المشهد الثقافي من خلال كتاباته، وله العديد من الكتب النقدية، هذا عدا الدراسات النقدية التي لطالما نشرها في الصحف والمجلات داخل وخارج "سورية"، ويكاد يكون الناقد الوحيد الذي تخصص في نقد القصة القصيرة على مستوى "سورية"، وقد كان لقائي الأول معه في شهر حزيران من عام 1988، وإذ به رجل لافت للنظر، ثاقب النظرة، ويولي الاهتمام بزائره حتى في لقائه الأول معه

وتتابع: «لقد كان لوالدي حضوره القوي في المشهد الأدبي ليس في مدينته "حمص" وحدها، بل في كامل المشهد الأدبي السوري، أما مقالاته النقدية المتزنة في صحيفة "العروبة" التي كانت ولا تزال تصدر في "حمص"، فتلقى شعبية كبيرة، كما أنه كان من المتابعين الدائمين للحركة الأدبية في المدينة، وما أن تصدر مجموعة شعرية أو قصصية لأحد الكتّاب والأدباء حتى نراه يكتب عنها بعد قراءته لها بتروٍ، وهكذا درج الأدباء إلى أن يعرفوا رأيه بنتاجاتهم، وهو بدوره يعطيهم رأيه بكل اتزان، ويوجههم ويتعامل معهم جميعاً كأبنائه تماماً».

أحد مؤلفاته

وتضيف: «اتّجه والدي أيضاً إلى التخصص في نقد القصة القصيرة، ولقد كان أول ناقد سوري يتخصص في هذا المجال، كما كان يُعرف باهتمامه الكبير بالقاصين السوريين والعرب. أما مقالاته، فقد نشرت في العديد من الصحف والمجلات العربية، مثل: "الإمارات، والعراق"، وغيرهما، وما ألفه من كتب جاءت لتسد نقصاً في المكتبة العربية، ولا سيما كتابه الذي حمل عنوان: "الفصول دراسات في القصة القصيرة"، الذي أصدرته وزارة الثقافة السورية بعد رحيله».

أما الكاتب والأديب "عيسى اسماعيل" المحرر الثقافي في صحيفة "العروبة"، فقال عنه: «كان الناقد "المعلم" حاضراً في المشهد الثقافي من خلال كتاباته، وله العديد من الكتب النقدية، هذا عدا الدراسات النقدية التي لطالما نشرها في الصحف والمجلات داخل وخارج "سورية"، ويكاد يكون الناقد الوحيد الذي تخصص في نقد القصة القصيرة على مستوى "سورية"، وقد كان لقائي الأول معه في شهر حزيران من عام 1988، وإذ به رجل لافت للنظر، ثاقب النظرة، ويولي الاهتمام بزائره حتى في لقائه الأول معه».

شذى الأقحوان المعلم

يكمل: «كنت كلما زرته في مقر عمله في مديرية تربية "حمص" أراه يضع عدداً من كتب القصة القصيرة أمامه، والمعروف أنه بدأ يكتب منذ ستينات القرن الماضي في الصحف والمجلات العربية، ولطالما خص صحيفة "العروبة" بمقالاته في النقد، فلم تصدر مجموعة قصصية في مدينة "حمص" إلا وكان له تحليل نقدي لها. أما كتبه التي ألفها في هذا المجال، فقد جاءت عميقة في محتواها، متميزة في موضوعاتها، وهو المعروف عنه أنه يسمي الأشياء بمسمياتها من دون أي مجاملة، فلم تصدر مجموعة قصصية إلا وقال كلمته فيها، وما لها وما عليها، أما زيارتي الثانية له في منزله، فقد كانت قبل رحيله بشهرين فقط، حينئذٍ أفادني أن لديه مخطوطات لا تزال تنتظر النشر، وأنها بالتأكيد ستثري المشهد الثقافي والأدبي النقدي، لكن رحل الناقد "أحمد المعلم"، وكان ذلك في عام ألفين واثنين، وهو في أوج عطائه بعد أن أفنى عمره يقرأ ويكتب، وقد حُرِمت القصة العربية من ناقد كبير مازلنا -على الرغم من مضي سنوات- نفتقده».