«"الحنطة" أو "القمح" كتقليد شعبي متبع، لاسيما في عيد "البربارة"، يحمل في طياته الكثير من المعاني أهمها أن "الحنطة" وهي مادة "البربارة" الأساسية وهي حبوب "عزيزة"، والناس كانوا يتناولونها في مناسبات نادرة فيما مضى، لقلتها وسيطرة الإقطاعي والمتنفذين على محاصيلها، أما الشعب الذي كان يتناول "الذرة، الشعير"، وغيرها من الحبوب الباقية" أيام العام ليوفر "الحنطة" لموائد العيد المميزة».

هذا ما تحدّث عنه الأب "بطرس الجمل" راعي كنيسة "بطرس وبولس" في حي "الوعر" بـ "حمص" عندما التقى به eHoms في تاريخ (5/ 12/ 2008) وأثناء احتفال "الكنيسة" بعيد القديسة "بربارة" وعن معاني العيد "الشعبية" واحتفالاته "التقليدية" أضاف: «"الحنطة" بحد ذاتها وبغض النظر عن ارتباطها بعيد "البربارة" هي ترمز للشهيد في "المسيحية" وحسب نص "الإنجيل"، ونحن نحتفل كطقس "كنسي" بسلق "الحنطة" في كل أعياد القديسين لكونها ترمز للحياة الجديدة، والناس في ما مضى من الزمن كانوا يسبقون موكب دفن الميت بوعاء عليه "حنطة مسلوقة" يتناولون منها ويترحمون على "الميت"، ويتبع ذلك الكثير من التقاليد المتبعة في قرى عديدة، ففي منطقة "حمص" وريفها "الشرقي" أو "الغربي" هناك احتفالات متشابهة على الرغم من اختلافها ببعض التفصيلات، وهي متبعة من قبل "المسيحيين والمسلمين" مثال ذلك "كرمة عيد الميلاد"، و"باعوث عيد الفصح" وأيضاً احتفالات "البربارة" حيث يخرج الناس ليدوروا في ساحات القرى وينشدوا "الأناشيد الدينية" و"الأهازيج"، فالقرى "الشرقية" لها نمط شعري و"الغربية" لها نمط شعري آخر، هذا إضافة لمشاركة "المسيحيين" احتفالات عيد "الأضحى" بالأضاحي وموائد العيد المختلفة».

للأطفال دائماً أسلوب خاص في التعبير عن أنفسهم، فقد احتفلوا فيما مضى إضافة لتناول الحنطة المزينة بعادة جمع (الحلوى، الفواكه) من بيوت الحي أو القرية، وبدافع خلق جو من الفرح والمتعة، وإضفاء البهجة ابتدعوا هذه العادات، ولكن ليس لها علاقة بمعنى العيد الروحي

أما عن تقاليد "الأطفال" فيضيف: «للأطفال دائماً أسلوب خاص في التعبير عن أنفسهم، فقد احتفلوا فيما مضى إضافة لتناول الحنطة المزينة بعادة جمع (الحلوى، الفواكه) من بيوت الحي أو القرية، وبدافع خلق جو من الفرح والمتعة، وإضفاء البهجة ابتدعوا هذه العادات، ولكن ليس لها علاقة بمعنى العيد الروحي».

الكاهن "بطرس الجمل" راعي كنيسة "بطرس وبولس"

وعن الطقوس الجديدة التي أصبحت تمارس في عيد "البربارة"، والتي اختلطت بالمعاني "الروحية" والأساسية للعيد، عن ذلك يقول الأب "بطرس": «إن موضوعات عديدة تكون بحكم العادة وليس لها أساس من حقيقة العيد مثلاً "اليقطين، التنكر" هي عادات دخيلة من الغرب ومختلطة مع عيد "جميع القديسين" الذي يحتفل به في "الغرب" وخاصّة بعد "الحرب العالمية الأولى" أخذت بعداً مادياً، ولربما يأتي ذلك من سيطرة الإعلان وقوته "الغربية" وتأثيره عل شبيبتنا، إضافة إلى أنّ التلفزيونات الناطقة "بالعربية" كانت لفترة قصيرة مقصرة في تغطية الأحداث "الاجتماعية" التي لها بعداً "روحياً"، مما يدفع الشباب لمشاهدة القنوات "الأجنبية والغربية"، أما الآن فإن مواقع عديدة سواء على "الانترنت" أو على شاشتنا "السورية" تنقل وتغطي مثل هذه الاحتفالات ليراها الجميع، ويعود إحياء تراثنا وعاداتنا الجميلة من جديد، وهذه نقطة إيجابية تؤكد أن "المسيحي" ليس آت من "الغرب" وإنما على العكس».

وفي ختام حديثه قال: «"الكنيسة" دائماً وبكل احتفالاتها المتميزة ببعديها "الروحي" و"الاجتماعي"، والبعد "الروحي" يجب أن يراعي في احتفالاته البعد "الاجتماعي" لكل فئة على حدة من (أطفال، شباب، عائلات)، وفي احتفالات رعيتنا هناك توجد دائماً مشاركات من الطوائف الأخرى لخلق مزيد من التعايش الذي كان متبعاً في "سورية" منذ سنين طويلة، ونعمل على استمراره لكسر الحواجز، والتطرف وليكتشف الجميع أن الديانات هي رسالة متتابعة ومكملة لبعضها البعض ولكن بأساليب متنوعة».

من أجواء التنكر الخاص بالأطفال
رقصات واحتفالات في "البربارة"