بدعوة من رؤساء الطوائف المسيحية في "حمص" أقيمت بصالة "كنيسة البشارة" في "حي المحطة" مأدبة إفطار ضمت عدداً من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وشخصيات رسمية واجتماعية، وذلك مساء يوم الخميس 26/8/2010 بحضور محافظ حمص المهندس "محمد إياد غزال" ومفتي "حمص" سماحة الشيخ الأستاذ "فتح الله القاضي" وسيادة المطران "جاورجيوس أبو زخم".

خلال حفل الإفطار تحدث المطران "جاورجيوس أبو زخم" عن معاني شهر رمضان المبارك حيث قال: «شهر رمضان فرصة للقاء جميع الإخوة مسلمين ومسيحيين حول مائدة واحدة تجمعهم المحبة والرحمة..».

شهر رمضان فرصة للقاء جميع الإخوة مسلمين ومسيحيين حول مائدة واحدة تجمعهم المحبة والرحمة..

المطران "جاورجيوس أبو زخم" تحدث لموقع eHoms عن أهمية هذا النوع من النشاطات في تعميق أواصر المحبة بين جميع أفراد المجتمع على اختلاف مذاهبهم حيث قال: «شهر رمضان شهر البركة والرحمة وهو فرصة لتلاقي الإخوة والأصحاب، فيه تتصاعد الصلوات والأدعية لذلك يأخذ هذا الشهر طابعاً مختلفاً عن كل أشهر السنة.

المطران "جاورجيوس أبو زخم" يلقي كلمته

وإفطار اليوم دعوة لنجتمع نحن وإخوتنا المسلمين حول طاولة واحدة وفي مكان وزمان واحد، وهذا الاجتماع هو مصدر فرح لنا لأن الجميع مجتمع مع بعضه لنقول لكل العالم تعالوا وانظروا كيف يعيش المسلمون والمسيحيون في سورية، ونحن نؤكد أنه لا يوجد شيء يفرقنا وكل شيء يجمعنا، وحفل الإفطار هذا المساء دليل واضح على ذلك..».

وعن معاني صوم رمضان قال "أبو زخم": «الصوم في كل أشكاله يعتبر حالة وجدانية تجعلك تقترب من الله وتفكر بالمسكين والجائع، فالصوم يوحد الغني مع الفقير وكل هذه المشاعر نحن نعيشها في "حمص" منذ مئات السنين وهي تتجلى خصوصاً في هذا الشهر المبارك».

الشيخ "حسن حيدر الحكيم"

وأضاف: «إني أشكر رجال الدين المسلمين الذين لبوا دعوتنا هذه التي تمثل شكلاً من أشكال التعايش الأخوي في سورية، وآمل أن تتكرر هذه المبادرات في كل مناسبة..».

أما سماحة الشيخ الأستاذ "فتح الله القاضي" فقال: «دعوة الإفطار هذه نشاط ومبادرة هامة وهي رسالة للداخل والخارج ليعلم الجميع كيف يعيش الناس في سورية إخوة سواسية مهما اختلفت مذاهبهم وآراؤهم، وشهر رمضان شهر للجميع مسيحيين ومسلمين فهو يوحد برحمته الناس كلها، فالحالة الروحية والدينية في رمضان مشتركة بين المسلم والمسيحي، ولذلك إخوتنا رؤساء وأبناء الطوائف المسيحية دعونا لمأدبة إفطار رمضاني وكما نحن نصوم في رمضان كذلك إخوتنا المسيحيون يصومون أيضاً وهذا وارد في كتاب الله العزيز (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).

الحضور في مأدبة الإفطار

فالصيام محبة وإخاء له مزايا كثيرة منها اجتماعية وأخلاقية فالأسرة تلتقي في هذا الشهر وتجتمع حول مائدة واحدة لذلك نحن نعتبر أن سورية يشكل أفرادها أسرة واحدة، وهذا واضح اليوم في هذا الإفطار الرمضاني.».

أخيراً التقينا سماحة الشيخ "حسن حيدر الحكيم" الذي حدثنا عن مناسبة الإفطار بالقول: «هذا التعايش الذي نعيشه في سورية هو أمنية لكثير من البلدان الأجنبية والعربية، والإفطار اليوم هو نتيجة لذلك التعايش التاريخي الإسلامي المسيحي، وهذا واضح في "حمص" بالذات لأن لها طابعا جغرافيا اجتماعيا ودينيا فريدا من نوعه فهي ملتقى جميع الناس لكونها في قلب سورية وهي أيضاً ملتقى جميع الطوائف، فالناس يعيشون مع بعضهم في حارات واحدة ولذلك هناك عادات اجتماعية شعبية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين».

وأضاف: «أنا شخصياً أعيش في حارة "وادي السايح" في وسط "حمص" وهذه الحارة الشعبية تضم أناساً من جميع الطوائف الذين يعيشون مع بعضهم بعضاً.. ونحن العلماء نجتمع مع إخوتنا رجال الدين المسيحي لنتشاور ونحل كثيراً من الأمور المشتركة بيننا. أنا سعيد لاستطاعتي تلبية هذه الدعوة الكريمة كما أشكر القائمين عليها وأتمنى أن نجتمع دائماً على الخير».