يطلق مصطلح "أدب الفنتازيا" على الأدب الخيالي الوهمي الغريب الشكل غير المحكوم بالمنطق، ومن بين القصاصين العرب الذين اشتهروا بهذا الجنس الأدبي "زكريا تامر" خاصة في مجموعته "صهيل الجواد الأبيض".

حول "الفنتازيا" الأدبية وعلاقتها بالأدب التقت مدونة وطن" eSyria بتاريخ 28/3/2013 الناقد الأستاذ الدكتور "غسان غنيم" حيث قال: «يرى الدكتور "محمد برادة" في مقدمة له لكتاب "كودوروف" "مدخل إلى الأدب العجائبي" بأن الأدب الفنتاستيكي لا يتميز فقط بخصائص خطابه وبنية الحكي واللغة، وإنما هو رؤية مغايرة للأشياء"، والكتاب المتشبع بروح "الفنتاستيك" مغامرة واستجلاء للبقايا والهوامش، والمقصي من كينونتنا المحاصرة بضغط القوانين والمحرمات وشتى أنواع الرقابة، ويشكل أدب "الفنتاستيك" محوراً في استراتيجية الكتابة القصصية والروائية العربية، ولعل "زكريا تامر" من بين أكثر الأدباء العرب الذين لجؤوا إلى الفنتازيا في قصصهم، مستخدماً وسائل فنها في مختلف مراحل كتابته القصصية، منذ مجموعته الأولى "صهيل الجواد الأبيض" الذي فتح بها الطريق نحو الكتابة القصصية، فالحكاية لديه مزيج من الرسم والتشكيل والشعر والخرافة، عبر سخرية حاقدة على كل ما هو معاد للحق والخير والجمال، حيث تقترب القصة لديه من مناخ الحلم أو الكابوس».

إن من يقرأ في إحدى قصصه بمجموعته "نداء نوح" بعنوان "آخر المرافئ" يستحضر فيها أدب الرحلات لشخصية تاريخية وهي "السندباد" ساخراً من أدعياء الثقافة بحوارية مع أحد الحيوانات "الحمار" في إحدى الجزر، وواضعاً التملق والتزيف المعرفي للمثقف في خانة الخيال الوهمي، وهذا ما أكده الناقد الدكتور "غسان غنيم" حول الفنتازيا في أدب "زكريا تامر" مشيراً إلى مجموعة "صهيل الجواد الأبيض"، وهو عمل يحتاج إلى عمق فكري وثقافي والبحث في ما وراء الدلالة والناقد "غنيم" واحد ممن يقرأ الشخصية بموضوعية ثقافية

يقدم "زكريا تامر" أجواء غير منطقية ولا يقرها عالم الواقع، أجواء تشكل قطيعة مع النظام المعترف به في العالم الواقعي، ويكسر شرعية المعقول اليومي، وهو بذلك يرفض الخط الواقعي الذي سارت عليه القصة العربية منذ "محمود تيمور، ويوسف إدريس، وعبد السلام العجيلي، وحسيب كيالي".

د. غسان غنيم

وتابع بالقول: «الفنتازيا في قصصه تخلق أجواء وسطية بين الحلم الكابوسي واليقظة، ويحافظ على هذا التوازن حنى نهايات قصصه، ويتملص من الحضور القوي لكل ما هو واقعي ومنطقي، ومرتبط بحقيقة الواقع ليصل إلى ما هو حقيقي وواقعي، عبر خارج الواقعي والحقيقي والمنطقي، ليظهر عبثية هذا الواقع ولا منطقيته، وكابوسيته التي يخلق لها معادلاً فنياً عبر فنتازية الأحداث والشخصيات، في قصة "الكنز" من مجموعته "صهيل الجواد الأبيض" تبدو شخصية "احمد الشاب" الفقير منشطرة إلى "أحمدين"، أحدهما ينفذ أوامر الشيخ "عبدو"، والآخر متسكع بين الخمارات والنساء، باختصار سمات الأدب "الفانتازي" التردد، والارتياب الشديد الذي يصيب بطل الشخصية، وينقله إلى القارئ، فالعجائبي يفترض اندماجاً بين القارئ وعالم الشخصيات، إنه يتحدد بالإدراك الغامض الذي لدى القارئ نفسه للأحداث المحكية، وتردد القارئ يشكل الشرط الأول لأدب "الفنانازيا"، هذا التردد لا يعني الإيمان أو عدم الإيمان بصدق الحدث الذي يسرد أمامه، بل الانتقال مع الشخصية إلى عالمها الخيالي، ومسايرتها فيما هي فيه، حتى يتسنى دخول عالم القصة وتفاعلها، لذلك يعد "زكريا تامر" رائداً حقيقياً من رواد هذا النهج في كتابته القصة القصيرة العربية، قد لا يكون مؤسس هذا الاتجاه، لكنه من أهم من ساروا على نهجه وأبدعوا فيه، لأن "الفنتازيا" لا تشكل محوراً بارزاً في استراتيجية الكتابة القصصية والروائية العربية، بل تشكل آلية فنية، وطريقة جمالية في إبداع معادلات جمالية غرائبية، توازي غرائبية الواقع وفنتازيته أيضاً».

وحول "الفنتازيا" الخيالية وطرحها عند الأديب "زكريا تامر" كعامل يحمل دلالات معرفية في الخيال الوهمي، يتابع الأديب "جهاد الأحمدية" عضو اتحاد الكتاب العرب بالقول: «إن من يقرأ في إحدى قصصه بمجموعته "نداء نوح" بعنوان "آخر المرافئ" يستحضر فيها أدب الرحلات لشخصية تاريخية وهي "السندباد" ساخراً من أدعياء الثقافة بحوارية مع أحد الحيوانات "الحمار" في إحدى الجزر، وواضعاً التملق والتزيف المعرفي للمثقف في خانة الخيال الوهمي، وهذا ما أكده الناقد الدكتور "غسان غنيم" حول الفنتازيا في أدب "زكريا تامر" مشيراً إلى مجموعة "صهيل الجواد الأبيض"، وهو عمل يحتاج إلى عمق فكري وثقافي والبحث في ما وراء الدلالة والناقد "غنيم" واحد ممن يقرأ الشخصية بموضوعية ثقافية».

أز جهاد الأحمدية
الكاتب زكريا تامر