تأكيداً على أسمى القيمِ والمبادئ ألا وهي الإنسانية، ولتجسيدِ فكرةِ عدمِ الاستسلام وتحفيز الإرادة الصلبة، ودعماً للأبحاث العلميّة الخاصة بالجمعيات المعنية بمرضى "الزهايمر"، كان تحدي الركض ثلاثين ماراثوناً خلال شهر واحد الخطوة الأولى لطموح إنساني وطبي كبير.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 20 أيلول 2019 مع العدّاء "فواز غالي" المقيم حالياً في مدينة "ليفربول" الإنكليزية ليحدثنا عن التحدي الذي قام به حيث قال: «أتممت دراستي الجامعية في "سورية" وتخرجت من كلية الهندسة المعلوماتية، وسافرت إلى "بريطانيا" عام 2006 لأكمل دراستي حيث درست الماجستير والدكتوراه وأنهيت دراستي بالتخصص في مجال تطبيقات الكمبيوتر في العلوم البيولوجية، وحالياً أعمل كمحاضر في جامعة "ليفربول"، وبالنسبة للتحدي الذي قمت به كوني عداء أركض مسافات طويلة كرياضة أو هواية أمارسها في حياتي اليومية، ولدت لدي الفكرة للقيام بهذه التجربة وكان الدافع الرئيسي هو المرض الذي أصاب والدي قبل وفاته وهو "الزهايمر" حيث لا يوجد أي دواء أو علاج لهذا المرض وإنما جلّ ما نستطيع فعله هو بقاؤنا بجانب المريض كأهل وأقرباء والاهتمام به، ما حفزني على التفكير بالقيام بمبادرة إنسانية لجمع التبرعات لسببين، أولاً: لدعم البحث العلمي الخاص بهذا المرض الذي ترعاه الجمعيات الخيرية وتقوم به، وثانياً: لتعريف العالم بهذا المرض بشكل أوسع وتسليط الضوء عليه بشكل أكبر».

"فواز" قام بعمل تحدٍ مذهل من الصعب على أي شخص القيام به بهذا المجهود الجبار وهذه المدة الطويلة، وتكمن صعوبته في كونه ركض مسافات طويلة بشكل متتالٍ لمدة شهر كامل دون يوم للراحة، أعتقد أنه يستحق التكريم والشكر على ما قام به في سبيل دعم أبحاث مرضى "الزهايمر" بغية الوصول إلى علاج حقيقي لهذا المرض الذي تعاني منه الكثير من الأسر فيما إذا أصاب أحد أفرادها، أنا أؤيد هكذا مبادرات وأشجعها وقد ساندت "فواز" طيلة فترة التحدي، إنه إنسان رائع وأتمنى له حظاً موفقاً في إيصال رسالته الإنسانية ودعم فكرته وتحقيق النتائج الإيجابية في هذا المجال

وبالحديث عن بداية التجربة وتفاصيلها قال "غالي": «كان التحدي عبارة عن القيام بثلاثين ماراثوناً لمدة شهر كامل بمعدل ماراثون واحد يومياً، بدأت أول ماراثون بتاريخ 11آب 2019 وانتهيت بتاريخ 9 أيلول، كنت أركض في اليوم الواحد مسافة 42 كم على مدى 30 يوماً، وبلغت المسافة الإجمالية التي قطعتها 1266 كم، وكنت قد واجهت عدة صعوبات وعقبات أثناء قيامي بهذا التحدي كان أبرزها ضيق الوقت الذي يحتاجه الجسم يومياً للراحة والقيام بعملية الاستشفاء العضلي، فضلاً عن صعوبة تناول كمية كافية ونوعية من الطعام لتأمين ما يلزم للجسم من حريرات والتي تبلغ بين 2500 - 3000 حريرة لكل ماراثون واحد، وكان اعتمادي بشكل أساسي على (البروتينات) التي تلزم للعضلات لكي تقوم بعملية الاستشفاء بشكل كامل وكذلك الشحوم ولا أقصد هنا الشحوم الدهنية وإنما شحوم كنت أحصل عليها من مصادر أخرى تساعد الجسم على الحفاظ على مخزون الطاقة وتعزيزها، كما أنّ الطرق التي أقمت فيها الماراثونات كانت شديدة الصعوبة حيث كانت تتطلب الجري بشكل دائري متكرر لعشرين أو ثلاثين مرة حتى تكتمل مسافة الماراثون التي أريد إكمالها في اليوم الواحد، ومن خلال هذه التجربة أعتقد أنني سأغير واقع الحال الذي نعيشه فيما يخص ضعف الأبحاث المتعلقة بعلاج هذا المرض وسأساهم بشكل أو بآخر في السعي ودعم التوجه نحو تطوير دواء لعلاجه».

لقطة من أحد الماراثونات

"إيما كوكرام" إحدى أصدقاء "غالي" والداعمين له طيلة فترة التحدي قالت: «"فواز" قام بعمل تحدٍ مذهل من الصعب على أي شخص القيام به بهذا المجهود الجبار وهذه المدة الطويلة، وتكمن صعوبته في كونه ركض مسافات طويلة بشكل متتالٍ لمدة شهر كامل دون يوم للراحة، أعتقد أنه يستحق التكريم والشكر على ما قام به في سبيل دعم أبحاث مرضى "الزهايمر" بغية الوصول إلى علاج حقيقي لهذا المرض الذي تعاني منه الكثير من الأسر فيما إذا أصاب أحد أفرادها، أنا أؤيد هكذا مبادرات وأشجعها وقد ساندت "فواز" طيلة فترة التحدي، إنه إنسان رائع وأتمنى له حظاً موفقاً في إيصال رسالته الإنسانية ودعم فكرته وتحقيق النتائج الإيجابية في هذا المجال».

"كاتي نورتون" صديقة العدّاء "غالي" قالت: «أعتقد أن ما قام به "فواز" تحدٍ وعمل إنساني رائع من شاب طموح ومجتهد، لقد ركض لمسافات طويلة ليس باستطاعة أي شخص عادي أن يركضها، والأهم في هذه التجربة أنه لم يقم بها كإنجاز شخصي في إحدى المسابقات وإنما كانت لجمع التبرعات لدعم الأبحاث المتعلقة بمرضى "الزهايمر" وهذا ما شجعنا على الوقوف بجانبه ومساندته للوصول إلى هدفه، وكان هذا التحدي بمثابة حافز كبير لزيادة الرعاية وتسليط الضوء بشكل أكبر على هذا المرض وتعريف العالم به، نأمل أن تجد الأبحاث التي سيدعمها "فواز" النتيجة المرجوة منها، وأوجه له الشكر الكبير وأتمنى أن يستمر في طرح مبادرات إنسانية شبيهة بهذا التحدي».

مع أحد الأشخاص الداعمين للفكرة

يذكر أنّ " فواز غالي" من مواليد مدينة "حمص" عام 1982.

مع الأصدقاء عند نهاية التحدي